روبرت فيسك يتحدث عن توقعاته لـ2018: محاولة للسلام بين السعودية وإسرائيل
كتب- عبد العظيم قنديل:
تحدث الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، عن رؤيته لمستقبل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في المنطقة العربية، في مقال نشره، الاثنين، بصحيفة "الإندبندنت".
وقال فيسك، إنه من المبكر شطب تنظيم "داعش" الإرهابي من تصوراتنا في الوقت الذي يقبع الشرق الأوسط في حفرة من الاستبداد، بالإضافة إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يمكن أن يزيد الأمور سوءاً في المنطقة.
وأضاف "عادة ما أقول لأصدقائي اللبنانيين إن كرتي البلورية (في إشارة إلى تكهناته)، قد كُسرت منذ سنوات، لكنها تمت إعادة صيانتها في الأشهر الـ12 الماضية".
وتوقع الكاتب البريطاني، أن يقوم الرئيس الأمريكي في 2018 بخطوة وصفها بـ"المجنونة" على غرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكداً أن ترامب أدار ظهره للفلسطينيين بذلك القرار.
ورجح فيسك أن يحاول الأمريكيون تحقيق سلام بين السعودية وإسرائيل، في محاولة لإثبات أن لدينا جميعاً تحالفاً مناهضًا لإيران، معتبرًا أن فكرة التحالف بين تل أبيب والرياض هي أقصى ما يتمناه ترامب.
وشكك في إعلان السوريين والإيرانيين والروس انتهاء "داعش"، مضيفًا: "خلايا التنظيم الإرهابي مازالت في سيناء وليبيا، فضلًا عن خلاياه النائمة في العواصم الأوروبية مثل لندن وباريس وبروكسل".
وتساءل: "هل السعوديون يعتقدون أنهم آمنون في جدة أو الرياض من ضربات داعش في ظل حكم ولي عهدهم محمد بن سلمان؟".
ولفت الكاتب البريطاني إلى أنه كلما ادعى عدد أكبر من الناس أن هناك تحالفاً إسرائيلياً سعودياً، اعتقدت أن السعوديين أقل أماناً، مستشهدًا بأنه عندما تدخلت القوات الأمريكية في حرب الخليج عام 1990 ضد الرئيس العراقي صدام حسين، سارع أسامة بن لادن إلى إنشاء تنظيم القاعدة.
وتنبأ فيسك بأن يمر عام 2018 بصعوبة على الأكراد في الشرق الأوسط، متسائلًا: "ما الذي يجعل الأكراد في شمال سوريا يعتقدون أنهم آمنون من حكومة بشار الأسد في دمشق؟".
وفي هذا الشأن، انتقد فيسك، تعويل الأكراد في سوريا على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحًا أنه لم يستطع حماية الفلسطينيين من "حماقاته"، ولن يهتم بالأكراد.
وعن الصراع السني الشيعي، قال الكاتب البريطاني، إن إسرائيل لن تغامر بمواجهة حزب الله اللبناني، لأن تل أبيب ليست لديها رغبة في اختلاق أزمة على الجبهة اللبنانية، على الرغم من محاولات الرئيس الأمريكي لإشعال الصراع الإقليمي بين إيران والمملكة العربية السعودية، والتي انعكست مؤخرًا على المشهد السياسي في لبنان. ولكن ماذا لو قرر ترامب نفسه أن يلعب ببطاقة حزب الله، بإذن أو دون إذن القيادة السعودية؟.
وفيما يخص الأزمة الخليجية، توقع تسمية "قطر" دولة إرهابية بفضل جهود المملكة ومساعدة الرئيس ترامب، في الوقت نفسه ستبذل الإمارات والكويت جهودًا حثيثة من أجل تهدئة الأجواء الخليجية، لكنها في نهاية المطاف ستكون دون جدوى.
ويوضح فيسك، أن ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أصبح يحتكر مقاليد الحكم في المملكة، إلا أن ذلك المناخ السياسي لا يوفر بيئة مستقرة للاستثمارات الأجنبية.
ويؤكد الكاتب البريطاني، أن المشكلة الحقيقية في الشرق الأوسط هي التصدي للأنظمة الاستبدادية والديكتاتوريات القائمة، فضلًا عن تطوير مناهج التعليم وترسيخ مفاهيم العدل، متوقعًا أن يصمت الرئيس الأمريكي في مواجهة تلك القضايا الشائكة.
وبحسب فيسك، يمكننا أن نكون على يقين بأن جميع أجهزة الاستخبارات في الشرق الأوسط ستستمر في قمع شعوبها، وهذا أحد الأسباب التي أظن أنها وراء وجود جميع الجماعات المتطرفة.
وتساءل: "متى سنرى وريث داعش؟، وما هي الفظائع الجديدة التي يمكن أن ترتكب حتى نبقى في دائرة الخوف الذي نعيش فيه الآن؟".
وأشار الكاتب البريطاني إلى أن تلك المخاوف تجعلنا نستمع إلى قادتنا الذين يتحدثون عن الإرهاب، لافتًا إلى أن "فزاعة الإرهاب" يستخدمها الجميع لمنع أي مناقشة لمستقبل الشرق الأوسط أو فحص ماضيه.
ويختم فيسك مقاله قائلاً، إن دروس حقوق الإنسان والحريات قد حققت تقدماً ضئيلاً جداً في المنطقة بسبب مخاوف القيادة السعودية من زعزعة استقرار المنطقة، والإخلال بصراعها الأبدي ضد الكتلة الشيعية.
فيديو قد يعجبك: