إعلان

بعد انتهاء داعش.. إيران تدعو جيرانها الإقليميين للتعاون الأمني

08:56 م الإثنين 22 يناير 2018

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

كتب - هشام عبد الخالق:

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن هزيمة داعش لم تبشر فقط بعودة الاستقرار إلى مساحات واسعة من المناطق التي سيطر عليها، ولكنها أدت أيضًا إلى نشوب نزاعات وتوترات جديدة، والتي من ضمنها الجهود لإحياء الفزع العالمي الذي يحجب حقيقة السياسة الخارجية الإيرانية.

وتابع ظريف، في مقال له بصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أمس الأحد، أنه على الرغم من أن تنظيم داعش أظهر أسوأ ما يمكن للنفس البشرية أن تظهره من شرٍ، ولكنه وفّر فرصة لجعل العالم مترابطًا في محاربة تهديدًا وجوديًا، وتلك العلاقات التعاونية المزورة من الممكن أن يتم استثمارها في العصر الجديد.

وأضاف ظريف، نحتاج طرقًا وتقنيات جديدة لإضفاء معنى على عالم ينتقل إلى نظام عالمي ما بعد الغرب، ونذكر هنا طريقتين لتشكيل القوى الناشئة في غرب آسيا: أولهما تكوين منطقة قوية، وشبكات أمنية، وتسهم البلدان الصغيرة والكبيرة - حتى من لديهم نزاعات مع بعضها البعض - في تحقيق هذا الاستقرار.

ويكمن هدف تكوين منطقة قوية - حسبما ذكر ظريف في مقاله - في إدراك الحاجة إلى احترام مصالح الجميع، وأي جهود مبذولة للسيطرة من قبل أي دولة لن تكون غير لائقة فقط ولكن أيضًا مستحيلة، ومن يصرون على اتباع هذا الطريق يخلقون نوعًا من عدم الاستقرار.

ويستطرد ظريف، سباق التسلح في المنطقة مثال على مثل هذه الصراعات الهدامة، ولم يؤد إغراق الموارد الحيوية في خزائن مصنعي الأسلحة إلى تحقيق السلام والأمان، وغذّت العسكرية الكوارث فقط.

ويقول ظريف، أصبحت أغلب الطرق التي يمكن بها تكوين تحالفات قديمة وعفا عليها الزمن، ونظرًا لعالمنا الذي أصبح قرية صغيرة، ففكرة الأمن الجماعي لم تعد موجودة الآن، خاصة في الخليج العربي، لسبب رئيسي وهو أنه يفترض تشارك المصالح.

التعاون الأمني، هو فكرة إيران لاستعراض المشاكل التي تتدرج ما بين تباين المصالح إلى اختلاف القوة والحجم، ومعالمه بسيطة لكن فعالة، وبدلًا من محاولة تجاهل الصراعات والمصالح، فإنه يقبل الاختلافات.

ويتيح هذا التعاون المساواة بين الجميع، لأنه مرتكز على أساس الشمول، ويعمل كجدار ناري أمام تصاعد حكم الأقلية في الدول الكبرى، ويسمح للدول الأصغر بالاشتراك في التعاون.

وأوضح ظريف قواعد هذا التعاون، والتي تشبه قواعد ميثاق الأمم المتحدة، مثل المساواة بين الدول في السيادة، والامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها، والحل السلمي للصراعات، واحترام السلامة الإقليمية للدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، واحترام حق تقرير المصير داخل الدول.

وتابع ظريف، التعاون الأمني ليس ضربًا من الخيال، بل هو الطريقة الحقيقية الوحيدة للخروج من دائرة الاعتماد على القوى خارج الإقليم، والتحالفات الإقصائية، وكذلك الوهم بأن الأمن يمكن شرائه بالدولار أو البترول، أو عن طريق الإطراء، ويمكن أن نتوقع أن الدول الأخرى - خاصة جيراننا الأوروبيين - أن يروا أن من مصلحتهم أن يحثوا الحلفاء في المنطقة على تبنّي تلك السياسة التعاونية.

وأوضح ظريف، للانتقال من الفوضى للاستقرار، يجب علينا أولًا أن نتجه للحوار والطرق الأخرى لبناء الثقة، ونحن نواجه عجزًا في الحوار مع دول غرب آسيا، ومن الممكن أن يرى أي شخص عناصر هذا العجز بين الحاكم والمحكوم، بين الحكومات وشعبها، ويجب أن يهدف الحوار لتوضيح أننا جميعًا لدينا مخاوف مخاوف، تطلعات وآمال متشابهة، ويجب أن يحل الحوار بدلًا من الكلام البلاغي والدعائي.

واستطرد ظريف، يجب أن يأتي الحوار مع طرق أخرى لبناء الثقة، مثل الدعاية السياحية، فرق عمل مشتركة حول القضايا، تتراوح بين السلامة النووية والتلوث، وإدارة الكوارث، وزيارات عسكرية مشتركة، تدريبات عسكرية، طرق شفافة في عمليات التسليح، تقليل النفقات العسكرية، مما يؤدي في النهاية إلى اتفاق عدم اعتداء أي الطرفين على الآخر.

واختتم ظريف مقاله قائلًا: "وكخطوة أولى، تدعو الجمهورية الإيرانية الإسلامية لتأسيس منتدى الحوار الإقليمي في الخليج العربي، وسوف تبقى دعوتنا للحوار مفتوحة، ونتطلع إلى اليوم الذي سيقبل فيه جيراننا بتلك الدعوة، وسوف يشجعها الحلفاء في أوروبا والغرب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان