لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتب أمريكي: نباح ترامب أقوى من عضته

10:47 م الجمعة 26 يناير 2018

ترامب وشي جين بينج

كتب - هشام عبد الخالق:

قال الكاتب الصحفي والمؤلف روبرت دي كابلان، إن الانسحاب من اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ، قد يكون أسوأ خطأ تقوم به الإدارة الأمريكية بالنسبة لسياساتها الخارجية في آسيا منذ حرب فيتنام، فالقارة الآسيوية تهتم كثيرًا بالتجارة والأعمال الواقعية، أكثر من أي جزء آخر في العالم.

وتابع كابلان، في مقال له بصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أعرف ذلك من خبرتي كمراسل في الشؤون الخارجية على مدار ثلاثة عقود، فالانسحاب من اتفاقية التجارة، التي كان يفترض أن تكون العمود الفقري للولايات المتحدة في آسيا، أرسل جرس إنذار إلى القادة والزعماء الآسيويين بأن الولايات المتحدة هي شريك غير جاد أو موثوق.

وأضاف بقوله "كما قال أحد الزعماء الآسيويين، كان هذا مثل اقتياد عروس إلى حفل زفافها ثم يهجرها العريس في آخر لحظة، لذلك من الجيد أن يعيد ترامب  التفكير في انسحابه من اتفاقية التجارة".

وكما أصبحت الصين مغرية كدولة تجارية بالنسبة لحلفائنا الآسيويين، فإن الولايات المتحدة تحت حكم ترامب أصبحت غير جديرة بالثقة، فالصين لديها رؤية واستراتيجية محددة، ليس فقط لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولكن من أجل أوروبا وآسيا ككل.

وتهدف مبادرة طريق الحرير الجديد الصينية، إلى إعادة خلق طرق التجارة التي تمر بمقاطعتي تانج ويوان الصينيتين، وتربط بين كل من الصين، إيران، وشرق البحر المتوسط، برًا وبحرًا، وذلك بغرض الحفاظ على الهوية التاريخية للصين، حتى لو كان هذا عملية لتلميع الصين عن طريق السيطرة على ممرات النقل في نصف الكرة الأرضية الشرقي.

ووفقًا للمقال، فقد تكون خطة الصين للسيطرة على طرق التجارة كارثية أو مثيرة للجدل، ولكنها على الأقل خطة ذات اتجاه ويتحدث عنها الجميع في قارة آسيا.

وعلى العكس من ذلك، يرى الجميع الآن الرئيس ترامب على أنه رجل بلا رؤية للمستقبل لأغلب الاقتصاديات الجغرافية حول العالم، وخاصة إذا انسحب من اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ، وإظهاره عدم الحماس والمعرفة حول شركاء أمريكا طويلي الأجل في آسيا.

وبدلًا من أن يقود ترامب صفقات تجارية حرة مع شركائنا الآسيويين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ضيق الخناق على الرؤية الأمريكية في القارة الآسيوية، عن طريق مواجهاته مع كوريا الشمالية، ليظهر أمريكا على أنها دولة تهتم بنفسها فقط.

ويتابع الكاتب، منذ أن سافر الرئيس ريتشارد نيكسون إلى الصين عام 1972، وحتى نهاية رئاسة باراك أوباما، كانت العلاقات الخارجية الأمريكية في آسيا ثابتة، وإن شهدت بعض التغيرات الطفيفة، حيث رأى الخبراء أن آسيا وخاصة الصين مهمة للغاية في السياسات التي تتبعها واشنطن في الوصول لمختلف زعماء الشرق الأوسط، ولكن ترامب بتلك الطريقة التي يتبعها يؤدي إلى تدمير توافق الآراء بين الحزبين حول السياسة الآسيوية.

وتمحورت سياسة الولايات المتحدة في كلًا من آسيا وأوروبا حول التجارة الحرة والديمقراطية، ولا توجد مشكلة في سعي ترامب لتحقيق صفقة تجارة عادلة - كما هو الحال مع الصين حاليًا - ولكن أن تشكك في منطق التجارة الحرة يقوض من المصداقية الأمريكية.

سياسات الحماية الاقتصادية، والانعزالية الجديدة، والازدواجية، التي يمارسها ترامب، مع الحلفاء التي كونتهم الولايات المتحدة على مدار سنوات بعيدة منذ الحرب العالمية الثانية، كلها مؤشرات على العودة مرة أخرى نحو السياسات الحكومية غير الأخلاقية.

والسياسة التي يتبعها ترامب حاليًا - أن نباحه أسوأ من عضته - هو الطبيعة التي يعمل بها الحزب الجمهوري في السياسة الخارجية، وهي مجرد "كلام فارغ".

وقال الكاتب، "كانت خطابات البيت الأبيض وتصريحاته - على مدار التاريخ الأمريكي - حجر زاوية للقيادة الأمريكية وتعبيرًا عن تربّع الولايات المتحدة على عرش الكرة الأرضية، ولكن تحت حكم ترامب، لم يكن هذا الحال، حيث أدت تلك الخطابات إلى تضاؤل "قيمة أمريكا" بكل مكان في أوروبا وآسيا".

ويتابع، دولٌ مثل الفلبين، ماليزيا، فيتنام، وأستراليا، مستعدة لمقاومة السيطرة الصينية، أو على الأقل الموازنة بين الصين وأمريكا، ولكن الانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة أوضح لهم أنهم قد لا يملكون خيارًا سوى عقد سلام مع الصين.

كان كل من أوباما وهيلاري كلينتون باردين حول اتفاقية التجارة الحرة، ولكن ترامب كان أكثرهم معارضة لها، مهددًا بالانسحاب منها.

واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "بتلك الطريقة تصبح القوى العظمى في طيّ النسيان، ولكن لم يتأخر ترامب في تعديل مساره حتى هذه اللحظة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان