إعلان

"مقتل طالب وغلاء طاحن".. كيف واجه البشير مظاهرات الخبز في السودان؟

08:57 م الأحد 07 يناير 2018

عمر البشير

كتب – محمد الصباغ:

استمرت المظاهرات في عدة مدن سودانية احتجاجاً على ارتفاع الأسعار والأوضاع الاقتصادية الصعبة بشكل عام، ما واجهته السلطات بحملة اعتقالات واعتداء على المتظاهرين ومصادرة صحف قبل صدورها.

خرج، اليوم الأحد، المئات بينهم طلاب جامعيون في مظاهرات بولايتي النيل الأزرق وغرب دارفور، وشهدت مدينة الجنينة بدارفور مقتل طالب وإصابة آخرين خلال اشتباكات مع قوات الأمن، بحسب موقع سودان تريبيون.

ونقل الموقع عن مسئول بحكومة ولاية غرب دارفور أن مئات الطلاب خرجوا في مظاهرة بشوارع مدينة الجنينة، وتدخلت على إثرها الشرطة لتفريقهم.

وأضاف أن عملية فض المظاهرة أسفرت عن مقتل طالب، يدعى الزبير إبراهيم السكيران، وستحقق السلطات في الأمر. فيما اتهم في حديثه للموقع السوداني "جهات" بتحريك الطلاب استغلالًا لارتفاع الأسعار.

وطالب صندوق النقد الدولي في بداية الشهر الماضي الحكومة السودانية بتعويم عملتها من أجل تحقيق "النمو والاستثمار" في وقت ينهار فيه الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية.

وأضاف الصندوق، في بيان عقب رفع عقوبات أمريكية كانت مفروضة على الخرطوم، أن الحكومة تحتاج إلى تحرير سعر صرف العملة بجانب مجموعة من الإجراءات القاسية مثل زيادة العوائد الضريبية، وذلك "حال أرادت الاستفادة من رفع العقوبات الأمريكية".

وارتفعت أسعار السلع مع بداية العام الجديد بنسبة تصل إلى مائة بالمائة، بحسب مواطنين ووسائل إعلام سودانية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الزيادة جاءت بعد قرار الحكومة بالتخلي عن استيراد القمح وترك المسألة في يد القطاع الخاص.

 

مظاهرات الخبز ومصادرة الصحف

انطلقت المظاهرات في الشوارع وعبر مواطنون عن غضبهم وكان الأساس هو ارتفاع الأسعار وخصوصًا الخبز الذي تضاعف سعره. بعدما رفعت المخابز في نهاية الأسبوع الماضي أسعار الخبز بعد زيادة سعر الدقيق بسبب القرار الحكومي بمنع الاستيراد، دعت أحزاب معارضة لمظاهرات ضد ارتفاع الأسعار.

كما انطلقت المغردون على موقع تويتر في الانتقادات للحكومة واتهموها بالتقصير والفساد ومحاباة القطاع الخاص والانصياع لأوامر صندوق النقد الدولي.

واتهم أخرون السلطات بإنشاء لجان إلكترونية لتنتقل المعركة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب أحد الأشخاص منشورًا يجمع صور لعد من الحسابات جميعها تحمل نفس الكلمات وتدعو لمواجهة ارتفاع الأسعار بالتضرع إلى الله.

وجاء في التغريدة: "قيل لأعرابي: لقد أصبح رغيف الخبز بدينار فأجاب: والله ما همني ذلك ولو أصبحت حبة القمح بدينار. أنا أعبد الله كما أمرني وهو يرزقني كما وعدني".

11

124

أما على الأرض فبدأت أجهزة الأمن السودانية حملة اعتقالات طالت رئيس حزب المؤتمر المعارض، عمر الدقير من ولاية كردفان صباح اليوم الأحد، بحسب موقع "سودان تريبيون".

واعتقلت السلطات أيضًا رئيس الحزب السابق إبراهيم الشيخ بعد محاصرة منزله لساعات، كما كان من بين المحتجزين أيضًا مسئول ملف حقوق الإنسان بالحزب نفسه.

وصادرت الحكومة أيضًا صحف التيار، المستقلة، الصيحة، أخبار الوطن التابعة لحزب المؤتمر، الميدان التابعة للحزب الشيوعي، وأخيرًا صحيفة القرار.

وقال مسئولو الصحف إنهم لم يُخطروا بأسباب المصادرة لكنهم مقتنعين بأن السبب هو تغطيتهم لأخبار التظاهرات وارتفاع الأسعار وخصوصًا الخبز.

وكان المانشيت الرئيسي لعدد اليوم من صحيفة "أخبار الوطن" بعنوان: "غلاء طاحن.. وغضب يتمدد". وتبعه تغطية للمظاهرات في السودان.

وانتقدت حركة "الإصلاح الآن" المعارضة الحملة الأمنية ضد "الحريات الصحفبة والسياسية"، مشيرة إلى أن النظام يحاول التغطية على الكارثة الاقتصادية التي يمر بها السودان.

_-1003-31ee1

"تحركات عسكرية"

ويتزامن هذا التحرك على الأرض مع تحركات عسكرية سودانية وإغلاق لحدودها مع إريتريا أمس السبت. وأكدت الوكالة السودانية الرسمية (سونا) أن الإغلاق جاء بعد إصدار الرئيس السوداني عمر البشير لمرسوم جمهوري بإعلان حالة الطواري في ولايتي شمال كردفان وكسلا.

كما زعمت وسائل إعلام سودانية أن الخطوة جات بعد إرسال مصر لقوات عسكرية في إريتريا على الحدود مع السودان، وهو ما نفاه مساعد الرئيس السوداني موسى محمد أحمد واصفًا إياه "باللغط الإعلامي".

ويأتي التوتر مع إريتريا على الأرض، بعد توتر مشابه مع مصر بعد تصريحات للسفير السوداني لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم وصف فيها وسائل إعلام مصرية بأنها "غوغائية". قبل أن يستدعيه السودان للتشاور يوم الثلاثاء الماضي في خطوة تدل على شكل العلاقة بين البلدين.

وأوردت وكالة الأنباء السودانية آنذاك أن الخرطوم استدعت سفيرها في القاهرة للتشاور دون ذكر تفاصيل أكثر. فيما ردت وزارة الخارجية المصرية في بيان إنها علمت بالخطوة السودانية وتقييم الوضع لاتخاذ الإجراء المناسب.

وربط جمال بيومي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، بين طريقة تعاطي الحكومة السودانية فيما يخص الشئون الخارجية وبين الأزمات الاقتصادية والسياسية في الداخل.

وقال بيومي في اتصال هاتفي مع مصراوي، إن القيادة السودانية تخفف الضغط عليها في الداخل بخلق مشاكل مع الخارج. وأضاف: " "دا بلد فقد نصف بلده وجاي يتكلم على حلايب، ومهدد بفقدان نصف النصف الآخر كدارفور وغيرها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان