"ديلي بيست": أبوبكر البغدادي أكبر لغز أمام الاستخبارات الغربية
كتب - عبدالعظيم قنديل:
تناول موقع "ديلي بيست" الأمريكي، في تقرير نشره أمس الأحد، لغز اختفاء زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي برغم إعلان كل من العراق وروسيا نهاية تهديد "داعش" والقضاء على دولة الخلافة المزعومة التى أسسها التنظيم الإرهابي، فى يونيو ٢٠١٤.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن الانتهاء من "تحرير آخر معاقل" تنظيم داعش في العراق.
وقال العبادي، في مؤتمر صحفي مطلع الشهر الماضي، إنه "سنبقى في حالة تأهب لمواجهة أي عودة للإرهاب لأن المعركة مستمرة"، معتبراً أن حصر السلاح بيد الدولة وتأسيس سيادة القانون أهم خطوات البناء.
وأشار الموقع الأمريكي إلى فشل الاستخبارات المركزية الأمريكية والقوات الروسية في تحديد موقع الإرهابى الأشهر فى العالم، والذي أرعب الملايين في جميع أنحاء العالم، واستلهم منه منفذي الهجمات الإرهابية في أوروبا والولايات المتحدة.
وقال التقرير: "على الرغم من المكافأة التي رصدتها وزارة الخارجية الأمريكية على رأسه 25 مليون دولار، إلا أن البغدادي تمكن من الفرار مراراً وتكراراً، حتى مع تركيز قوات كل من الولايات المتحدة وروسيا، بالإضافة إلى سوريا والعراق على قتله".
يشار إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت، في ديسمبر 2016، أن "الولايات المتحدة زادت قيمة المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات تقودها إلى أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي".
وأضافت الخارجية الأمريكية "إنه تم رفع قيمة المكافأة إلى 25 مليون دولار، من مبلغ 10 ملايين دولار الذي تم عرضه لأول مرة عام 2011، عندما أضيف اسم البغدادي إلى قائمة الإرهاب الأمريكية"، منوهة إلى أن التهديد الذي يشكله البغدادي "زاد بشكل كبير".
ولفت الموقع الأمريكي إلى افتقار أجهزة الاستخبارات الغربية إلى مصادر داخل تنظيم "داعش" الإرهابي، لاسيما وأن تلك الأجهزة وجدت أنه من المستحيل إدراج جواسيس في المناطق التي يسيطر عليها المتطرفين، حيث نجح التنظيم في اكتشاف أحدهم وقتله، وذلك حسبما ذكر مسؤولين حكوميين فى كوسوفو.
وعلى الرغم من ادعاءات الموساد الاسرائيلى وروسيا في اختراق الهيكل التنظيمي لـ"داعش"، لكن الموقع الأمريكي أوضح أنه لم تحصل أي حكومة أو مخابرات على معلومات كافية لقتل البغدادى.
كما أضاف التقرير أن فريق من مركز دراسات التطرف والعنف بالولايات المتحدة الأمريكية أجرى مقابلات مع كوادر التنظيم الإرهابي الذين انشقوا، حيث أكدوا أن اتصالات عناصر "داعش" تخضع لرقابة عالية. وغالبا ما تؤخذ هواتف المحمولة أو يتم التحقق من الرسائل التي يسمح لهم بحفظها.
وكشف المنشقين، خلال المقابلات التي أجراها الباحثين، أن مصير أي شخص متهم بخيانة داعش قطع رأسه حتى مع ضعف الأدلة والادعاءات، موضحين أن داعش ليست مجرد تجمع من المتطوعين المتعصبين، كما يتم تصويره في بعض الأحيان، لكن هيكله الأساسي يعتمد على مجموعة من ضباط الجيش والمخابرات العراقيين السابقين المدربين تدريبا عاليا من قبل حكومة صدام حسين قبل الغزو الذى قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.
ويضيف الباحثون بقولهم "من الواضح أن تحركات البغدادي كانت سرية للغاية، منذ إعلانه قيام دولة الخلافة عام 2014، في الوقت نفسه استفاد المحيطون بالزعيم الإرهابي من تجارب الولايات المتحدة السابقة في اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي، ولذا اتخذت عناصر داعش خطوات للحد من احتمال أن يلقى البغدادي نفس المصير".
لذلك، فإن الاعتقاد بأن العثور على البغدادي اعتمادًا على البراعة التقنية للجيش الأمريكي مثل مراقبة الأقمار الصناعية الدقيقة والطائرات بدون طيار المتطورة، إذ أن متاهة الأنفاق في الموصل وغيرها من الأماكن التي بناها داعش تعيق عمل التنكولوجيا المتطورة التي يلجأ إليها الجيش الأمريكي.
وعلاوة على كل ذلك، فإن البغدادي لديه اختيار تغيير مظهره، وربما التنكر في مظهر امرأة عربية مختبئة تحت نقاب مثلما فعل العديد من عناصر داعش الآخرين، وفق الموقع الأمريكي الذي أوضح أن زعيم التنظيم الإرهابي يعتمد على نحو أكثر من 20 إرهابي ذابوا في المجتمع العراقي مرة أخرى.
وولد أبو بكر البغدادي في مدينة سامراء شمالي بغداد عام 1971 لأسرة سنية متوسطة، وألقت القوات الأمريكية القبض عليه في فبراير 2004، في مدينة الفلوجة، وأرسلته إلى معسكر الاعتقال في سجن "بوكا" حيث ظل هناك عشرة أشهر.
وفي يونيو 2014، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وبعد فترة وجيزة أعلن المتحدث باسم الجماعة إقامة دولة الخلافة تحت اسم "تنظيم الدولة الإسلامية".
وبعد أيام، ألقى البغدادي خطبة الجمعة في الموصل وأعلن نفسه خليفة المسلمين.
فيديو قد يعجبك: