إعلان

"أرقام واستطلاعات وبورصة".. تاريخ ترامب في الكذب على تويتر

09:20 م الخميس 01 فبراير 2018

ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

شكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، الأمريكيين على متابعتهم وآرائهم حول خطاب "حالة الاتحاد" الذي ألقاه الثلاثاء الماضي.

وقال ترامب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "شاهد الخطاب 45.6 مليون شخص، وهو أكبر رقم يشاهد خطاب "حالة الاتحاد" في التاريخ".

كل ما سبق هو مجرد كذبة تنضم لمثيلاتها من كذبات الرئيس الأمريكي، - كما يقول الكاتب فيليب بامب في تحليل جديد له بصحيفة واشنطن بوست - وفي هذه الحالة، تزوير هذا العدد الكبير من المشاهدات هو أمر لا جدال فيه، على عكس التصريحات الكاذبة الأخرى التي كان يمكن الجدال فيها.

وتابع التحليل، ترامب تلقى معلوماته عن عدد المشاهدين من شركة "نيلسن"، وهي نفس الشركة التي قالت عن الخطاب الأول لـ "حالة الاتحاد" الذي ألقاه الرئيس باراك أوباما في 2010، إن عدد مشاهديه كان 48 مليون شخص، فبالتالي يكون عدد مشاهدي خطاب ترامب أقل من عدد مساعدي خطاب أوباما.

وقال بامب، قد يتساءل البعض لماذا قد يصرح الرئيس ترامب بما يمكن نفيه بسهولة، ولكن تفسير هذا سهلٌ للغاية أيضًا، فترامب يحرف هذه الأرقام لأنه كان يقوم بهذا منذ سنوات مضت.

ويضيف الكاتب، كان هناك ثلاث مجموعات من الأرقام يفضلها ترامب في العقد الأخير، أرقام مشاهدته في التلفزيون، استطلاعات الرأي عنه، وأسعار الأسهم، وكان في الفترة الأخيرة يتفاخر دائمًا بالأرقام الجيدة التي تتحدث عنه، متجاهلًا تمامًا أي أرقام أخرى سلبية، في طريقة تشبه المندوب الذي يبيع لك المنزل فتجده يتحدث عن الأشياء الجيدة فيه، متجاهلًا تمامًا كل الأشياء السلبية مثل حقيقة أن الأرضيات الخشبية أكثر عرضة للإصابة بالنمل الأبيض.

وكانت أول تغريدة لترامب حول واحد من هذه الموضوعات في مايو 2010، والتي كانت حول برنامجه "المتدرب"، والذي كان وقتها في موسمه الثالث، وشاهده ما يقرب من 7.4 ملايين شخص، انخفاضًا عن 9 ملايين في الموسم السابق، ولكن ترامب قال وقتها إن مشاهدات هذا الموسم كانت تحطيمًا للمشاهدات، ولم يصادف أن تكون أي حلقة من حلقات البرنامج الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة باستثناء الحلقة النهائية من الموسم الأول، ولكن هذا لم يوقف ترامب عن الظهور على أغلفة مجلات "تايم" مُعلنًا أن البرنامج التلفزيوني كان "رائعًا"، ثم نشر تلك الأغلفة المزيفة عن طريق ممتلكاته.

واستخدم ترامب - حسب الكاتب - الأرقام في تويتر بعد ذلك، ولكن في حديثه عن نسب المشاهدات، وذلك بفضل استمرارية إذاعة برنامجه "المتدرب" حتى الآن، وتحدث أيضًا عن نسب المشاهدات المنخفضة لخصومه أو من لا يحبذهم.

ويقول الكاتب، في 2012، غرّد ترامب متحدثًا عن السياسة، عندما كان ميت رومني ينافس باراك أوباما، ولإظهار دعمه لرومني، نشر ترامب عدة تغريدات عن أرقام القبول والإحصاءات في الشارع الأمريكي الإيجابية عن ميت رومني، وهاجم باراك أوباما في تغريدة بعد فوزه بالانتخابات في 2012، في تغريدة اقتصادية تحمل دوافع سياسية، حيث قال: "غرقت البورصة والأسهم الأمريكية كذا الدولار أيضًا اليوم، مرحبًا بكم في الفترة الثانية لحكم باراك أوباما".

ويتابع المحلل السياسي، بعد أن ترشح ترامب عن الحزب الجمهوري، وبحلول منتصف يوليو 2015، كان يقود الحزب نحو انتخابات الرئاسة، كانت تغريداته كلها عن أرقام قبوله في الاستطلاعات، وفي أكتوبر 2015، كتب ترامب 73 تغريدة عن أرقام الاستطلاعات، بمعدل مرتين ونصف يوميًا، واستمر هذا حتى فبراير من العام التالي، عندما فاز بتأييد الجمهوريين بالفعل، وبدأ يتجه نحو الانتخابات العامة، حيث حل ثانيًا بعد الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويضيف، بعد فوز بالرئاسة، ظل ترامب يغرد عن الأرقام، ولكن بعد انخفاض أرقام قبوله عاد ترامب إلى التغريد حول البورصة والأسهم مرة أخرى، ومنذ أن تم تنصيبه رئيسًا في يناير قبل الماضي، ذكر ترامب كلمتي "البورصة" و"السوق" 65 مرة على تويتر، بأكثر من ضعفي عدد المرات التي ذكر فيها كلمة "استطلاع الرأي"، ويبحث دائمًا عن الأخبار الجيدة بشأنه في أي مكان يستطيع أن يجدها فيه.

وختم الكاتب تحليله قائلًا: "ولكن بعد أن اكتشف الجميع أن ترامب غرّد كذبًا في شيء لا يمكن إنكاره بأي وسيلة، كيف سيستجيب الأمريكيون لهذا؟ وكيف سيستجيب ترامب نفسه لرد الفعل الغاضب؟ سيكون غالبًا بنفس الطريقة التي يرد بها عليك المندوب عندما يبيع لك منزلًا وتجد أن الأرضية متعفنة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان