على الرغم من التوترات.. تنسيق أمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل
كتب - عبدالعظيم قنديل:
سلط موقع "ديلي بيست" الأمريكي الضوء على التنسيق الأمني الواسع بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية، المعروفة باسم الجبهة الشعبية، على الرغم من توقف عملية السلام بين الجانبين وزيادة التوتر منذ اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر الماضي.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أكثر من واقعة أنقذت فيها قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إسرائيليين في الضفة الغربية، مضيفًا أنه تم تفادي أزمات سياسية كبيرة جراء الصدام بين عامة الفلسطينيين ومواطنين من إسرائيل.
كما لفت التقرير إلى وصول أكثر من 500 إسرائيلي إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية؛ ولكن تم احتجازهم جميعًا من قبل قوات السلطة الفلسطينية، وعادوا إلى إسرائيل دون أن يصابوا بأذى، وذلك وفقًا لأرقام فلسطينية رسمية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ضلّ أحد المدنيين الإسرائيليين طريقه، حيث دخل بالخطأ إلى قرية خارج القدس، ثم تجمهر أكثر من 200 شخص حوله، ولكن تدخلت قوات الأمن والسلام وانتشلته من بينهم.
وقال الموقع الأمريكي إن التنسيق الأمني يشمل عدة عناصر تنفيذية، بما في ذلك الحوار وتبادل المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى استرجاع الإسرائيليين الضالين.
ونقل التقرير عن مسؤول أمني كبير في السلطة الفلسطينية قوله إن الضباط الإسرائيليين والفلسطينيين على اتصال مستمر - "يوميا وأسبوعيا" لمناقشة التهديدات المشتركة في الضفة الغربية، والتي من شأنها أن "تؤثر على الوضع الأمني المستقر على كلا الجانبين".
وتزامنًا مع انتشار عمليات الطعن ضد الإسرائيليين خلال عامي 2015 و2016، تحملت قوات الأمن الفلسطينية المسؤولة عن ثلث جميع الاعتقالات للمشتبه بهم، وفق التقرير الذي أكد أن الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية بذلت جهود مخلصة على اعتراض المهاجمين الفلسطينيين.
ولكن عندما تريد إسرائيل أن تنفذ خططها، فإنها تقوم بذلك دون الرجوع إلى الجانب الفلسطيني، حيث تشن حملات اعتقال ليلية قريبة من المدن الفلسطينية، حيث يتم التعامل مع ذلك من خلال مرونة الفلسطينيين.
ووفقا لعدة تقارير، فإن المخابرات الفلسطينية ربما ساعدت إسرائيل في تحديد مكان خلية تابعة لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، عندما شن الجيش الإسرائيلي عدة مداهمات غير مسبوقة مدتها خمس عشرة ساعة داخل مخيم جنين للاجئين.
ووفقًا لـ"ديلي بيست"، قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى إن التنسيق الأمني بين الجانب الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي قد ازداد في الواقع منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك على الرغم من التهديدات الفلسطينية الأخيرة بإعادة النظر في هذه العلاقات، وخلافا للتحرك الفلسطيني الذي اتخذ في الصيف الماضي والذي علق مؤقتا التنسيق في مستويات أعلى.
واستدرك: "يجب أن نواصل بناء شراكتنا مع قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لمواجهة الإرهاب وهزيمته".
فيديو قد يعجبك: