في الأولمبياد.. كوريا الجنوبية تضرب مثالًا في الحفاظ على أمن أعدائها
كتب - هشام عبد الخالق:
تساءلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في بداية تقريرٍ جديد لها اليوم الجمعة، عن كيفية التعامل إذا حدث واستضافت دولة ما مئات من شعب مُعادٍ لها أثناء تنظيم أكبر حدث رياضي في العالم؟
وقالت الصحيفة، إن بيونج تشانج في كوريا الجنوبية استطاعت التوصُّل إلى حل، خاصة أن أعضاء الوفد الكوري الشمالي تم إضافتهم في اللحظات الأخيرة.
وتابعت الصحيفة، بدأ التواجد الكوري الشمالي في بيونج تشانج في الانخفاض مؤخرًا، بعد أن عاد وفدًا سياسيًا تواجدت به شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم يو يونج إلى بيونج يانج، وكذلك وفدًا موسيقيًا مُكون من 140 شخص بعد أن أدى بعض حفلاتٍ في جانجنيونج وسيول.
كل هذا يترك في كوريا الجنوبية الوفد الرياضي المُكون من 22 شخصًا والذي سيتم استبعاد أغلبهم في الأيام القادمة، ومُدربيهم، والمُشجعات البالغ عددهن 229، واللاتي قدموا لتشجيع رياضيي بلادهم.
ومع كل ذلك، استطاعت بيونج تشانج السيطرة على الأوضاع الأمنية في البلاد، حيث لم ينشق أحد من الكوريتين كما خاف البعض، والمظاهرات التي نظمها بعض الكوريين الجنوبيين كمعارضة للوجود الشمالي لم تُعطل ما يحدث، كما لم يُصب أي من الوفد الكوري الشمالي بفيروس "نوروفيروس" المنتشر في المنطقة.
واستطاع منظمو الأولمبياد القيام بهذا، عن طريق عزل أغلب أفراد الوفد الكوري الشمالي في مؤسسات منفصلة، فالمشجعات على سبيل المثال، أقمن في فندق "Inje Speedium"، الواقع على بعد 30 ميلًا من موقع حفل الافتتاح، و24 ميلًا من الحدود الكورية الشمالية.
أوركسترا كوريا الشمالية، والتي أحيت حفلات في المنطقة الأولمبية قبل حفل الافتتاح، كانوا أكثر عزلة، حيث أقاموا على متن قارب Mangyongbong-92"" والذي رسا في دونجهاي، وهي مدينة كورية جنوبية ساحلية تبعد 75 ميلًا عن الحدود الكورية الشمالية.
وأقام مسؤولو كوريا الجنوبية نطاقًا على مدار الساعة حول السفينة، وكذلك منطقة حظر طيران فوقها لئلا يحرك أي شخص طائرة بدون طيار فوق السفينة، وانتشر ضباط كوريا الجنوبية في المياه حول السفينة، لمنع أي شخص من الاقتراب، خاصة بعد قيام نشطاء كوريا الجنوبية بحرق أعلام الجارة الشمالية قبل وصول السفينة في السادس من الشهر الحالي.
ثم يأتي بعد ذلك رياضيو كوريا الشمالية ومدربيهم البالغ عددهم حوالي 48 شخصًا، فهم يقيمون في قرية الرياضيين، مع باقي المشاركين في الأولمبياد، وحصلوا على ما حصل عليه رياضيو الدول الأخرى من أمن وخصوصية.
وداخل القرية نفسها، يبدو أنه لم ينزعج أحد من وجود الفريق الكوري الشمالي، والذي كانت أولى خطواتهم بعد إقامتهم، هو تعليق علم كوري شمالي خارج نافذتهم، ولكن كان الإيطاليون، اليابانيون، والكازاخستانيون من ضمن الفرق التي علّقت أعلام بلادها خارج النوافذ، ولكن كانت أعلامهم أصغر من علم كوريا الشمالية.
وقال أحد المدربين الهولنديين الذي كان يساعد فرقة صينية: "عادة يهتم المدربون واللاعبون على حد سواء بالبقاء مع بني دولتهم، ولقد رأيت فريق كوريا الشمالية، ولكنهم يهتمون بأنفسهم، وكذلك نحن".
ويضيف المدرب الذي طلب عدم ذكر اسمه، "قد يكون أحد المدربين يعرف مدربًا من دولة أخرى من أولمبياد مضى، ولكن عادةً لا ينخرط الرياضيون مع أعضاء الدول الأخرى، وخاصة في بدايات الأولمبياد، عندما يكون لاعبو الدول الأخرى منافسون لهم".
وحتى داخل فريق هوكي الجليد المشترك للنساء بين الكوريتين، تقيم لاعبات كوريا الشمالية بعيدًا عن نظيراتهن من كوريا الجنوبية، لتحديد التعامل بين لاعبات الفريقين داخل قرية الرياضيين.
وقالت سارة موراي، قائدة الفريق المشترك: "في عالم مثالي، نعم كنا سنقيم معًا في نفس المبنى".
وتضيف الصحيفة، إبعاد أعضاء الوفد الكوري الشمالي عن وسائل الإعلام، قد يكون أفضل لأسباب أمنية، ولكنه زاد أيضًا من الشعور بالسر حول وفد كان من المؤكد أنه سيكون مركز الاهتمام في هذا الأولمبياد.
ونشرت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية صورًا لرياضيي كوريا الشمالية يأكلون من سلسلة المطاعم الشهيرة "ماكدونالدز"، وصورًا أخرى لأحد اللاعبين من كوريا الشمالية يجلب مشروبًا من إحدى ماكينات الصودا داخل قرية الرياضيين.
ويبدو أن الكوريين الشماليين سعيدون بصورتهم الحماسية، حيث رد أحد مدربي فريق كوريا الشمالية للتزلج على مسار قصير، عند سؤاله عن التحديات التي تواجهه في الأولمبياد، أن التحدي الأكبر يتمثل في "مراسلو القنوات الذين يسألون أسئلة كثيرة".
فيديو قد يعجبك: