لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الإيكونوميست: مقامرة بوتين في سوريا لا تسير وفق مخططاته

11:37 م الجمعة 16 فبراير 2018

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

كتب - عبدالعظيم قنديل:

قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية، الجمعة، إن الرئيس الروسي يواجه صعوبات متزايدة في مغامرته العسكرية داخل سوريا، وذلك بعد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل الأيام القليلة الماضية.

وخلال زيارته قاعدة حميميم السورية في 11 ديسمبر الماضي، قال بوتين: "أمرت وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ببدء سحب القوات الروسية إلى قواعدها الدائمة"، وفق ما نقلته وكالة "نوفوستي" للأنباء آنذاك.

وأوضحت المجلة البريطانية أن فلاديمير بوتين وجه رسالة إلى الغرب، والتي مفادها "روسيا عائدة"، بعد ضمه للقرم في 2014 وانخراط موسكو في الحرب الأهلية السورية بعد أن أخفقت الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان فجر السبت قد شهد تصعيداً خطيراً بعد أن أعلنت إسرائيل أنها أسقطت طائرة درون إيرانية انطلقت من قاعدة في تدمر السورية، وشنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات استهدفت 12 موقعاً في العمق السوري، بحسب ما زعمت إسرائيل، ما دفع النيران السورية إلى إسقاط طائرة "اف 16 هوت" في الجليل الأعلى.

وأشار التقرير إلى أن تفاخر بوتين بانتصاره في سوريا سابق لأوانه، حينما أرسلت إيران أول طائرة بدون طيار للمراقبة من داخل سوريا إلى المجال الجوي الإسرائيلي واستجابت إسرائيل بإطلاق النار عليها وتدمير البنية التحتية المسيطرة بالقرب من تدمر.

"دخول سهل وخروج صعب"

كما لفت التقرير إلى أن المناوشات الأخيرة بين إيران وإسرائيل تعد مؤشرا هاما على دخول الحرب في سوريا إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة، ولذا ينبغي أن تبقى القوات الروسية.

جدير بالذكر أن سلاح الجو الروسي بدأ بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية في 30 سبتمبر 2015، وهذا بعد أن طلب الرئيس السوري بشار الأسد دعمًا عسكريًا من موسكو من أجل كبح الثورة السورية، ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين في استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.​

ويضيف التقرير، كل من إيران وإسرائيل لا يرغبان في الدخول في مواجهة شاملة، إلا أن كل منهما يختبر أين تقع حدود الآخر، في الوقت نفسه تيقنت الدولة العبرية من أن قوات الأسد والميليشيات المدعومة من إيران أصبحت لها اليد العليا في المناطقة القريبة من حدودها الشمالية ومرتفعات الجولان المحتلة.

ووفق المعطيات السابقة، فإن تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران يضع روسيا بين في اختيار أحد الجانبين، وعلى الرغم من أن بوتين يشكل الحكم على مصير سوريا ومنظم عملية السلام، إلا أنه ليس لديه سيطرة تذكر على كافة الجهات الفاعلة الأخرى، مع جداول أعمالها المتنافسة.

"البحث عن مخرج"

وذكرت المجلة البريطانية أن الناخبين الروس غير راضين عن الخسائر التي يتكبدها الجيش في سوريا، حيث أظهرت استطلاعات للرأي أن أقل من ثلث الشعب الروسي يؤيد استمرار العمليات العسكرية في الخارج، في حين أن الكرملين يبحث عن مخرج. ولكن هذا يبدو احتمالا بعيدا.

وألمح التقرير إلى مكاسب روسيا من عملياتها العسكرية في سوريا خلال الأعوام الماضية، لكنها تجد نفسها الآن ضعيفة جدا أمام دعوة أطراف أخرى للتدخل، غير أنه من السابق لأوانه الحديث عن أن موسكو تتعثر في المستنقع السوري، ولكن يتوجب على بوتين أن يقطع شوطا طويلا بعيدا لإنقاذ نفسه.

ووفقًا لـ"الإيكونوميست"، موسكو تجد صعوبات أكثر مما كانت تعتقد، غير أن سياسة قصر النظر المشتركة للإدارات الأمريكية، كل من باراك أوباما والرئيس دونالد ترامب، في رؤية سوريا تقريبا فقط من زاوية هزيمة تنظيم "داعش" الإرهاب قد تركت الولايات المتحدة الأمريكية دون نفوذ حقيقي ضد إيران وممزقة بين تركيا، حليفها الشائك للناتو، وقواتها البرية الأكثر فعالية، والسورية الأكراد.

وكان رئيس حكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال، الخميس، إنه سيضع المسؤولين الأوروبيين في صورة "المحاولات الإيرانية للتموضع عسكريا في سوريا وبالقرب من حدود إسرائيل".

ورد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني بأن بلاده ستنفذ وعدها بإزالة إسرائيل عن الوجود.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان