"هاآرتس": الوجود الأمريكي في سوريا يفتقد لوجود هدف محدد
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، الاثنين، إن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا أصبح بلا مغزى أو هدف، خاصة وأن روسيا مستعدة إلى دعم وحدات حماية الشعب الكردية، إذا قرر ترامب "معاقبتهم وحرمانهم من التمويل.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، في تحليل للكاتب زافي باريل، إلى أن "مجموعة واغنر" الروسية، والمعروفة تجند وتوظف مئات من الروس والأوكرانيين وغيرهم للقتال في سوريا، منوهة أن الكرملين يستخدم "واغنر" كوسيلة لتنفيذ مهام عسكرية قذرة في النزاعات المحلية والإقليمية، وبذلك تكون النظير الروسي لشركة الأمن الأمريكية "بلاكووتر"، التي كانت عرفت بسوء سمعتها بسبب أنشطتها غير المشروعة في العراق.
"مواجهات دير الزور"
وأضاف التقرير أن أنشطة "مجموعة واغنر" تركزت في مدينة دير الزور السورية، بعد أن تحولت المدينة إلى منطقة مواجهة بين النظام السوري والقوات الروسية من جانب والميليشيات الكردية و "المستشارين الأمريكيين" من جانب آخر، ولذا ظهرت مؤشرات اشتعال حرب حقيقية بين الولايات المتحدة والجيش السوري، والتي قد تتوسع إلى مواجهة مباشرة بين موسكو وواشنطن.
وكانت قوات روسية قد هاجمت، الأسبوع الماضي، القوات الأمريكية وحلفاءها في قاعدة عسكرية في مدينة دير الزور السورية، ما أسفر عن وقوع خسائر كبيرة في الجانب الروسي.
وردت المقاتلات الأمريكية على الهجوم الروسي، حيث كشف بعض وسائل الإعلام الروسية أنه غارات التحالف الدولي ضد "داعش" أسفرت عن مقتل أكثر من 200 من المرتزقة الروس في سوريا.
ووفقًا لـ"هاآرتس"، يبدو أن الولايات المتحدة تعمل في دير الزور في إطار مهمتها للقضاء على داعش، لكنها لم تحدد وقت مغادرة قواتها من سوريا، ولكن بعد إعلان ترامب والرئيس العراقي القضاء على التنظيم الإرهابي، ولذا ليس من الواضح ما هو السبب الهجوم الأمريكي الضخم على القوات السورية وشركائها الروس، خاصة وأن الموقف الأمريكي المعلن يدعم حكومة موحدة في ظل نظام واحد.
وعلاوة على كل ذلك، هناك أعضاء الديمقراطيين في الكونجرس يعتقدون أن الهجوم على القوات السورية يتطلب موافقة مجلس النواب الأمريكي، وفق التقرير الذي أوضح أن هناك من يهدد باتخاذ الخطوات الدستورية لمنع توسع الحرب الأمريكية في سوريا، في الوقت نفسه يبدو أن استراتيجية الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط تهدف إلى وقف التمدد الإيراني جنبًا إلى جنب مع إحباط جهود روسيا للتوصل إلى حل دبلوماسي رغم أن الولايات المتحدة لا تقدم بديل.
كما لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن القوات الأمريكية تبنت سياسة تهديد "الهلال الشيعي" الذي يربط طهران بدمشق عبر العراق، موضحة أن ليس له أي تأثير على نشر الإيرانيين قوات في جنوب سوريا وبالقرب من مرتفعات الجولان وفي منطقة إدلب.
"توزيع الغنائم"
وأكد التقرير أن مدينة دير الزور ليست مجرد حاجز جغرافي، يمكن من السيطرة على التواصل الجغرافي الإيراني فحسب؛ إلا أنها منطقة غنية بالنفط، حيث تعتبرها إيران مجالا محتملا لاسترداد جزء كبير من استثماراتها المالية الضخمة في سوريا.
ويضيف التقرير، أن تصريحات القيادة الإيرانية تشير إلى أن المعركة المقبلة ستكون على السيطرة على الموارد المالية والنفطية بسوريا، ولذا تسعى إيران إلى ابرام اتفاقيات طويلة الأجل على غرار ما فعلته موسكو بشأن امتيازات إنتاج النفط وبناء قاعدة للموانئ والقواعد العسكرية، ولكن ليس هناك شك في أن المنافسة بين إيران وروسيا حول الغنائم المالية للحرب هي إلى حد كبير قيادة السلوك العسكري في سوريا.
"قلب الطاولة"
ونوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن احتمال التوصل إلى اتفاق بين الأكراد ونظام الأسد للسيطرة على عفرين من شأنه أن يوجه صفعة قوية إلى أهم مصدر للنفوذ الأمريكي في سوريا، ولذا فإن روسيا ستكون سعيدة بذلك، حيث أنها تعتبر الأكراد شركاء مرغوبين للعملية الدبلوماسية.
ويبدو أن الوجود الأمريكي المستمر في سوريا يتحول إلى هدف أجوف غير قابل للتطبيق، ومن المنتظر أن يقر به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام المقبلة.
فيديو قد يعجبك: