لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتب إسرائيلي: الحرب في اليمن لن تنتهي قريبًا

11:27 م الأحد 04 فبراير 2018

كتب - هشام عبدالخالق:

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مقالًا عن الأزمة اليمنية جاء فيه: "يبدو أن المملكة العربية السعودية واجهت هزيمة جديدة في حربها التي بدأتها منذ 3 سنوات في اليمن، عندما استطاعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي السيطرة على مدينة عدن جنوبي البلاد، والتي كانت تسيطر عليها قوات الجيش اليمني حتى وقتٍ قريب".

وتابع الكاتب زافي باريل، في مقاله المنشور اليوم الأحد: "تلعب السعودية مع إيران لعبة "الكل أو لا شيء" منذ 2015، وكل هزيمة لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، هي هزيمة للسعوديين، ما يعني بالتأكيد فوزًا لإيران".

ويضيف، بقوله "قد لا يكون موت العشرات من المدنيين وإصابة مئات آخرين، بالنسبة للمملكة العربية السعودية وحلفائها الغربيين- خاصة الولايات المتحدة- سوى "أضرار جانبية"، وتظهر الحملة الأخيرة إلى أي مدى تم تشويه الصراع بين السعودية وإيران- أو بشكل عام بين السنة والشيعة- ليحمل معنى الحرب.

ولم تتخذ كل من السعودية وإيران فقط، من اليمن جبهة لقتالهما إحداهما ضد الأخرى، فالإمارات تحاول أن تقيد أيدي السعودية، (حليفتها في التحالف العربي الذي يشمل 9 دول أخرى)، وذلك في الوقت الذي يحارب فيه اليمنيون الجنوبيون لتكوين دولة مستقلة في جنوب البلاد، وهناك أيضًا الخلاف بين اليمنيين الجنوبيين أنفسهم، في حرب قبلية انتشرت قبل وبعد توحيد اليمن عام 1990.

والحرب الدائرة في جنوب اليمن الآن هدفها - في الغالب - السيطرة على مضيق باب المندب، الذي يعد أحد أهم الطرق التجارية في الشرق الأوسط، وكذلك إنتاجات النفط في صحراء اليمن الجنوبية، والطريق إلى الجسر الإفريقي، وكذلك المجهودات التي تسعى إلى تشكيل البلد المتدهورة.

وقتل في الحرب اليمنية ما يقرب من 10000 شخص، ووقع أكثر من 50 ألف جريح، ويقاتل الباقون في بلدٍ لا تعمل نصف مستشفياته، وأصبح أكثر من 3 ملايين شخص بلا مأوى- من بلدٍ تعداده 11.5 مليون نسمة -، ويعاني 8 ملايين شخص من الجوع الشديد، وتُوفي أكثر من 2200 شخص من وباء الكوليرا، وأصبح من الصعب الحصول على المساعدات الإنسانية لمن يحتاجونها، بسبب افتقار منظمات المساعدة للنقود، والحصار الذي تفرضه السعودية على الموانئ في الجنوب.

ويضيف المحلل السياسي، اعتمد المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن في غزوه لعدن، على ميليشيا إماراتية تحمل اسم "حزام الأمان" تم تدريبها وتمويلها من قِبل الإمارات، وتدعم تلك الميليشيا قائد المجلس عيدروس الزبيدي، وهو أحد قادة جنوب اليمن من فترة ما قبل الحرب، وكوّن الزبيدي المجلس قبل عام بهدف أن يخدم كقيادة بديلة للبلاد بدلًا من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس وزرائه أحمد بن دغر، الذي يتهمه الزبيدي بالفساد، ومسؤوليته عن الأزمة الاقتصادية في البلاد وكونه غير قادر على تحقيق الاستقرار الأمني.

ويتابع، خسر هادي- الذي يعيش في السعودية حاليًا ولا يبدو أنه قد يعود قريبًا- قدرته على إدارة المناطق الجنوبية حيث تسيطر حكومته ظاهريًا فقط- واحتجز الانفصاليون رئيس الوزراء وعددًا من أعضاء حكومته في القصر الرئاسي بمدينة عدن، ومؤخرًا لم تحاول كل من السعودية والإمارات التوصل لاتفاق تسوية بين قوات المجلس والقوات الموالية للحكومة، ولكن أولًا تسوية سوء التفاهم الدبلوماسي بينهما.

تأمل السعودية في تكوين دولة يمنية قوية تفرض سيطرتها على الجنوب والشمال، في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات لتكوين دولة مستقلة في الجنوب، أو على الأقل اتحاد فيدرالي مبنيّ على حكومتين، لضمان تواصل التأثير الإماراتي على جنوب اليمن وميناء عدن.

ويقول باريل، تسعى كلًا من السعودية والإمارات لتنفيذ مصالحهما الخاصة في اليمن، حيث ترى الإمارات الحرب اليمنية كفرصة لتقوية تأثيرها في الشرق الأوسط، وتوسيع نطاق قوتها الاقتصادي، أما السعودية - التي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين إرهابية - تتعاون مع التجمع اليمني للإصلاح الذي يقود الحكومة المعترف بها في اليمن، وفي الوقت نفسه تتعاون الإمارات مع الفصائل السلفية التي تحارب من ضمن الانفصاليين.

وكنتيجة لكل ذلك - كما يذكر الكاتب - أي محاولة لتصوير الحرب في اليمن على أنها مواجهة دينية بين السُنة والشيعة، سوف تنتهي في الوقت الذي تبدأ فيه أمام التناقضات الكثيرة بها، وهي التناقضات التي تزيل التصورات المقبولة بشأن طبيعة الصراعات الدينية في الشرق الأوسط، ولكن الإمارات ليست مثل السعودية أو إيران، وسوف تجد من الصعب عليها أن تساعد دولة بأكملها، لذلك تفضل أن تقسم اليمن إلى دولتين متصارعتين، ولكن ترى السعودية أن هذا الانقسام وجعل الدولة الجنوبية تحت قيادة الحوثيين (أي إيران بالتبعية) خطر استراتيجي على حدودها.

ويضيف باريل، في الوقت الذي تغيب فيه الحكومة المركزية القوية في صنعاء، التي بإمكانها أن تنشر جيشًا يستطيع حل الصراع، أصبح من المستحيل أن تستمر الحرب ضد تنظيم القاعدة الذي يتحكم في أجزاء كبرى من جنوب اليمن، وأصبحت المصالحة بين الشمال والوسط - الذي تخضع لسيطرة الحوثيين - والحكومة، عبارة عن تنازلات لإيران ونكسة دبلوماسية لكل من السعودية والولايات المتحدة.

ويتابع، بعد أن أقصت روسيا، تركيا وإيران، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة خارج الأزمة السورية، أصبحت اليمن هي النقطة السياسية حيث يتم اختبار المكانة التي يحظى بها كل من الرئيس ترامب والأمير محمد بن سلمان.

لا تهم تلك الاعتبارات الدبلوماسية ملايين اليمنيين، الذين يحاولون إيجاد الطعام والدواء، فهم يتابعون التقارير التي تشير إلى إمكانية وجود نقص في الطعام، والتمويلات التي تخصصها الدول المانحة والأمم المتحدة للمساعدة.

ويختتم الكاتب مقاله قائلًا: "بينما أطلقت الأمم المتحدة على الحرب اليمنية "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، فا يبدو أن تلك الأزمة تؤثر في أحدٍ سوى المواطنين اليمنيين فقط".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان