"ديموقراطية الرجل الواحد".. لماذا يفوز بوتين بالرئاسة دائما؟
كتبت- هدى الشيمي:
بدأ الناخبون الروس في الخارج الاقتراع داخل مقرات السفارات، والقنصليات لاختيار رئيس للبلاد من بين سبعة مرشحين يتنافسون على مقعد الرئاسة، أبرزهم الرئيس الحالي (بوتين) الذي تولى مهام منصبه أول مرة عام 2000.
ويتوقع مراقبون ومختصون، فوز الرئيس بوتين نظرًا لشعبيته الطاغية، وتقول صحيفة التايمز البريطانية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن فوز بوتين بالرئاسة شيء مؤكد ومحسوم غير أنه ليس من المعروف نسبة الأصوات التي سيحصل عليها.
وسردت الصحيفة عددًا من الأسباب التي توضح: "لماذا يمنح الناخبون الروس أصواتهم لبوتين؟" رغم عجزه عن تنفيذ وعوده، وفشله في مساعدة 20 مليون شخص يواجهون الفقر، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مثل السكن، والصحة، والبنية التحتية في البلاد.
وأوضحت أن بوتين استطاع السيطرة على العملية الانتخابية من خلال نظام يُعرف باسم "الديمقراطية المُقننة"، والذي ساعده على البقاء في الحكم كل هذه السنوات، مشيرة إلى أقاويل تتردد في الداخل الروسي بأن بوتين سيحصل على 70 % من الأصوات الانتخابية، وهو الأمر الذي - إن صح - سيثبت أن شعبية الرئيس ارتفعت عما كانت عليه وقت إجراء انتخابات الرئاسة عام 2012.
لماذا يحظى بوتين بهذه الشعبية ؟
وتُرجع "التايمز" سر شعبية بوتين إلى أن روسيا لم تنعم أبدًا بالديمقراطية الحقيقية، وتزداد فيها الطموحات الامبريالية ما يجعل بوتين حاكمًا مثاليًا يستطيع اتخاذ قرارات بطريقة تساعده في كثير من الأحيان على كسب مشاعر المواطنين، والحصول على أصواتهم في الانتخابات، مشيرة في تقريرها إلى قرار عقد الانتخابات الرئاسية بالتزامن مع الذكرى السنوية لضم شبه جزيرة القرم، والذي أدانه المجتمع الدولي بشدة، واحتفى به الروس.
وفي انفس السياق؛ قال فلاديمير بوزنر، الصحفي والمراسل الروسي، إن الرئيس بوتين أعاد إلى مواطنيه الشعور بالعظمة، والذي فقدوه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي: "الروس دائمًا ما كانوا يشعرون بأن روسيا دولة عظيمة، وأنهم لديهم مهمة إصلاح كل شيء في العالم، كالأمريكان تمامًا، الذين يشعرون أيضا بأنهم زعماء وقادة العالم".
وذكرت الصحيفة أن حوالي ثلاثة أرباع الروس ولدوا وترعرعوا قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، ورغم مرور 26 عامًا على انهياره فما يزال الكثيرون يحتفظون بعقلية الحرب الباردة، ويشعرون بأن الغرب يحيك مؤامرة ضدهم.
واستطاع بوتين من خلال طريقة إداراته الحازمة إرهاب الكثيرين، وحرص على أن يبدو دائما في صورة الرجل الذي يستطيع مواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتحقيق مصالح بلاده دون مراعاة لأي ظروف أخرى.
وكانت استطلاعات رأي أجراها مركز "ليفادا" الروسي في نوفمبر الماضي كشفت أن الروس ينظرون إلى بوتين نظرة الرجل القوي الواثق من النفسه، والذي يجبر الآخرين على احترامه، والقادر على حماية بلادهم من مؤامرات الغرب.
ومع ذلك، وجد ليفادا أن شعبية بوتين، والنظرة إليه كرجل قوي ومنقذ وصلت إلى أدنى مستوياتها على مدى السنوات الـ18 الماضية. وأوضح المركز البحثي أنه من المتوقع أن يُدلي 58 بالمئة من المواطنين بأصواتهم، وأن 61 بالمئة منهم سيمحنون أصواتهم لبوتين، وهو ما يعتبر انخفاضا تاريخيًا.
كيف يضمن بوتين الفوز في الانتخابات؟
لم يخسر بوتين، وحزبه أي انتخابات سابقة إلا أن الزعيم الروسي، ومؤيديه لم يتركوا أي شيء للصدفة، وعملوا حساب لكل شيء، وقالت الصحيفة في تقريرها، إن المراقبين الدوليين للانتخابات الرئاسية في روسيا عام 2012، أكدوا حدوث عمليات تزوير واحتيال في الانتخابات، وقالوا إن المسؤولين في لجان الاقتراع كانوا ينقلون الناخبين من غرفة اقتراع إلى أخرى لكي يدلوا بأصواتهم أكثر من مرة.
وأضافت التايمز، أن الكرملين - بيت الحكم في روسيا - يبذل جهودًا كبيرة من أجل إجراء انتخابات تبدو نزيهة، كما أنه يسعى إلى خلق حالة من التوزان في العملية الانتخابية، مع مراعاة أن بوتين يحتاج إلى أكثر من 50 بالمئة من إجمالي عدد الأصوات حفظًا لماء وجهه، ولكي يؤكد للعالم أنه ما يزال يحظى بدعم وشعبية كبيرين.
وفي الوقت ذاته، تشير الصحيفة البريطانية إلى أن بوتين لا يزعج نفسه بتدشين حملة انتخابية، لاسيما وأن الملصقات واللافتات الضخمة التي تحمل اسمه وصورته والمكتوب عليهم "روسيا قوية.. ورئيس قوي"، تملئ شوارع بلاده.
فيديو قد يعجبك: