لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هآرتس: هجوم عباس على السفير الأمريكي له أبعاد خطيرة

06:19 م الثلاثاء 20 مارس 2018

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن المجلات والصحف العالمية اهتمت كثيرًا بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسبّه للسفير الأمريكي لدى إسرائيل، أمس الاثنين، بعد أن قال الأخير إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية شرعية وأنها جزء من دولة الاحتلال.

وذكرت الصحيفة، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني - اليوم الثلاثاء - أن عباس يرى ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، "ابن كلب"، ويأتي ذلك في إطار هجومه على المسؤولين الأمريكيين الذي تصاعد حدته بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإعرابه عن رغبته في أن تُدمر بيوت الأمريكان.

إلا أن خطاب عباس، الذي ألقاه من رام الله أمس الاثنين، كان يحمل أبعادًا سياسية أكثر أهمية من هجوم على الدبلوماسي الأمريكي، وتنديده بالقرارات الأمريكية الأخيرة، وبحسب هآرتس، فإنه يشير إلى حدوث بعض التطورت الأكثر تعقيدًا والمثيرة للقلق في القضية الفلسطينية.

وترى هآرتس أن عباس في موقف لا يُحسد عليه، فهو من جهة أمام مبادرة سلام أمريكية لديه العديد من الأسباب الوجيهة التي تجعله يثق في أنها لن تحقق أي شيء لمصلحته، ومن جهة أخرى يعيش أزمة بسبب فشل عملية المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتقول الصحيفة إن عباس يحاول الهروب من المشاكل التي يواجهها الآن، بالهجوم على الأمريكيين، والتهديد بفرض المزيد من العقوبات على قطاع غزة، متوقعة أن تسبب تصريحاته وأفعاله في حدوث صراع مسلح بين إسرائيل وحماس، وزعزعة العلاقات بين العلاقات المتوترة بالفعل مع إسرائيل في قطاع غزة.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن مُعضلة عباس حقيقية وملموسة، إذ أنه يخشى من أن إدارة ترامب التي لم تعد قادرة على لعب دور الوسيط المُحايد، كما أنه لا يثق في مستشاري الرئيس الأمريكي الثلاثة اليهود المسؤولين عن اتفاقية السلام (مستشاره وصهره جاريد كوشنر، ومبعوثه الخاص جيسون جرينبلات، وسفيره في إسرائيل فريدمان)، ووصل به الأمر إلى أنه يرفض الالتقاء بهم عندما يصلون إلى أراضي الاحتلال.

وعلى ما يبدو، أن عباس يخشى من أن الأمريكيين- بالتنسيق مع السعوديين وبمعرفة إسرائيل- سيتلاعبون به ويجبرونه على تحقيق أهدافهم في النهاية. ونقلت هآرتس عن تقارير صادرة عن وسائل إعلام عربية أن ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في الضفة الغربية، زار الرياض مؤخرًا لإلقاء نظرة على إحدى مسودات خطة ترامب للسلام، والتي من المتوقع طرحها كمبادرة سلام من جانب واحد، إذا ما قوبلت بالرفض الفلسطيني كما المتوقع.

ولا تنتهي مشاكل الرئيس الفلسطيني هنا، فتقول هآرتس إن فرج ونائب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله تعرضا لمحاولة اغتيال الأسبوع الماضي، وفي خطابه أمس، ألقى عباس باللوم على حركة حماس في محاولة الاغتيال، وزعم أن الحركة الإسلامية تقضي على مبادرة المصالحة التي تقودها مصر، وهدد بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على القطاع، وهذا ما يعني حدوث تطورات كبيرة.

وفي الماضي، وفي ظل ظروف مماثلة تمامًا، اختارت حماس تغيير الأجندة التي تسيطر عليها المشاكل الاقتصادية، والصعوبات في الحكم بتصعيد التوتر مع إسرائيل. وتكشف الأحداث الأخيرة – محاولة اغتيال رامي الحمدالله وماجد فرج، وتفعيل أربعة أجهزة متفجرة ضد قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود بين غزة وإسرائيل- تُشير إلى أن حماس تنوسي فعل الشيء نفسه الآن.

وقالت هآرتس إن جيش الاحتلال لديه ما يكفي من الوقت للوصول إلى طريقة مُثلى للتعامل مع الاحتجاجات الفلسطينية المتوقع حدوثها في يوم الأرض، 30 مارس، موضحة أن المشكلة التي تواجهها إسرائيل الآن أكبر من المسيرات والاحتجاجات الفلسطينية، إذ أنها تخشى من أمرين هما: قيام حماس بتصعيد عسكري في قطاع غزة، واضعاف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان