إعلان

واشنطن بوست: صداقة "بن سلمان" وكوشنر تثير المخاوف بالأوساط الأمريكية

09:23 م الثلاثاء 20 مارس 2018

كوشنر وبن سلمان

كتب - عبدالعظيم قنديل:

تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير مطول الإثنين، كواليس الصداقة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، حيث بدأت تتنامى العلاقة بينهما منذ لقاءهما الأول في غرفة الطعام الرسمية التابعة للبيت الأبيض العام الماضي.

وكشفت الصحيفة الأمريكية أن تأخر المستشارة الألمانية بسبب عاصفة ثلجية إلى موعد الغذاء منح فرصة جيدة إلى جاريد كوشنر للتحدث مع ولي العهد السعودي آنذاك، وعلى الرغم من لقاءهما من قبل، لكن اجتماع البيت الأبيض كان الأول من نوعه بشكل رسمي بعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولذا كان نقطة انطلاق لتطوير الروابط بين الرجلين، وفقا لأشخاص على دراية تحدثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم.

ووفق التقرير، بصفتهم مفاوضين رئيسيين لدولهم في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كان كوشنر والأمير السعودي يسعيان لإثبات جدارتهما على الساحة الدولية، تشاوروا مع بعضهما البعض كثيرًا عبر محادثات هاتفية خاصة على مدى الأشهر التالية، حسبما أكدت المصادر المطلعة، ولذا نجح كوشنر في إدراج السعودية في أول رحلات ترامب الخارجية، برغم اعتراضات الكثير من المسؤولين داخل البيت الأبيض.

وأكدت المصادر المطلعة لواشنطن بوست أن دبلوماسية كوشنر غير التقليدية في مغازلة الأمير السعودي أزعجت الكثيرين داخل المخابرات والأمن القومي الأمريكي، اعتمادًا على العلاقات الشخصية بدلاً من القنوات الحكومية المعتادة للتعامل مع المشكلات المعقدة، ولذا من المتوقع أن يلعب كوشنر دورا رئيسيا في استضافة ولي العهد السعودي خلال زيارته واشنطن.

ويخشى بعض المسؤولين من أن صهر الرئيس قد كان مستقلاً عن السياسة الخارجية في واحدة من أكثر المناطق المضطربة في العالم، وفق الصحيفة الأمريكية التي أوضحت أن هناك حذر خاص حول العلاقة بين كوشنر وبن سلمان، الذي نال الثناء في الغرب على تحركاته نحو الحداثة، ولكن أيضا الانتقادات لاعتقال حكومته من المنافسين والمنتقدين.

ووفقًا للمصادر المطلعة، اعتبرت الأوساط الداخلية الأمريكية أن علاقة كوشنر الشخصية مع الأمير السعودي بأنها غير تقليدية لكنها فعالة، بحجة أنه بنى علاقة قوية مع زعيم صاعد يعتقد أنه سيساعد في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، في الوقت نفسه لدى الاثنين اهتمام مشترك باختبار أساليب مبتكرة في إدارة الأمور.

كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن يتر ميريانيان، المتحدث باسم محامي جاريد كوشنر، قوله إن إن التعتيم على عمل كوشنر في ملفات الشرق الأوسط أو المكسيك أو إصلاح السجون - هو دليل على حقيقة أنه يهتم بالنتائج وليس بالدعاية".

وأضاف: "يبدو أن من يشعرون بأنهم مستبعدون هم الذين أصبحوا مصدرًا لمعلومات كاذبة". "كوشنر يتبع جميع بروتوكولات وإجراءات الاتصال الداخلية المناسبة، والإجراءات التي يتخذها معروفة ومتناسقة مع الآخرين الذين ينبغي إشراكهم".

ووفقًا لواشنطن بوست، قال مسؤول سعودي رفيع المستوى إن الملك وولي العهد قد اتفقا عبر الهاتف مع كل من ترامب وكوشنر باتخاذ ما يلزم تجاه كافة الأحداث" وأن يبقى السفير السعودي على اتصال وثيق مع المسؤولين الأمريكيين الآخرين في وزارة الخارجية ومؤسسة الأمن القومي لمواصلة شراكة قوية "بين البلدين.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن دور كوشنر بدى غامضًا أمام رئيس هيئة الأركان في البيت الأبيض جون كيلي عندما سأل حول مسألة سياسة حساسة تتعلق بالسعودية استعداداً لزيارة ولي العهد. ورداً على ذلك، قال له المراقبون الاستخباراتيون إن كل المحادثات التي أجراها المسؤولون الأمريكيون مع السعوديين حول هذه المسألة كانت بين كوشنر ولي العهد السعودي، وفقاً لعدد من الأشخاص المطلعين على هذه الحادثة.

وكثيرا ما رتب كوشنر وموظفوه محادثات خاصة مع ولي العهد السعودي وغيره من كبار القادة في الدول الأجنبية التي لم تكن تنسق دائما مع مسؤولي الأمن القومي أو الدبلوماسيين، وفقا لمسؤولين متعددين على دراية بأنشطته.

وبين التقرير أن العلاقات الشخصية لكوشنر تثير مخاوف بعض مسؤولي الأمن القومي، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن كوشنر كان يعمل في العام الماضي مع تصريح أمني مؤقت أعلى للأمن. قبل إيقاف العمل به الشهر الماضي. ومع استمرار التحقيق في قضية كوشنر، أخفق كيلي مؤخراً في الوصول إلى أكثر الأسرار الحكومية حساسية.

ونقل التقرير عن المصادر أن وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومى ماكماستر أعربا كثيرًا عن قلقهما من انفراد كوشنر بالسياسة الخارجية الأمريكية، مرجحين ارتكابه أخطاء ساذجة.

وبحسب التقرير، كان تيلرسون الأكثر تأثرًا بتدخلات صهر ترامب، ولذا كان غالبًا ما يقول للموظفين: "من هو وزير الخارجية هنا؟".

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي التعليق على التقرير، بينما أكد مستشار الأمن القومي ماكماستر أنه يقدر مساهمة كوشنر، مضيفًا: "نشارك أنا وجاريد كوشنر في علاقة عمل وثيقة وننسق بعناية التواصل مع القادة الأجانب".

وقال ستيفن هول، وهو مسؤول كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية، إن معظم الإدارات سعت إلى جلب تجربة مؤسسة الأمن القومي والعمليات الاستخباراتية للتفاعل مع الزعماء الأجانب، ولكن أسلوب كوشنر يتناسب مع نمط إدارة ترامب "من خلال اتباع نهج جديد.

واستكمل: "هناك خطر إذا كنت فعلاً من غياب الدور الحكومي، ومن غير المستبعد أن تحدث أشياء سيئة".

وكان أحد أكبر تأثيرات كوشنر هو إقناع ترامب بجعل المملكة العربية السعودية مقصده الأول لرحلة كرئيس، حيث عارض تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس هذه الخطوة، وفقا لمسؤولين مطلعين.

وحث ماتيس على تأجيل الرحلة كل عام قائلا: إن "زيارة الرياض سترسل اشارة خاطئة لحلفاء أمريكا الأكثر ديمقراطية حول العالم". كما كان ماتيس متشككًا في الوعود السعودية بالمساعدة في مواجهة النفوذ الإيراني وتدمير داعش، حسب قول المسؤولين الأمريكيين.

وحسم ترامب النزاع وقال لكوشنر إنه سيذهب إذا وعد السعوديون بشراء أسلحة أمريكية وزيادة جهود مكافحة الإرهاب.

فيديو قد يعجبك: