بوليتيكو: بوتين "يُقسِّم" الولايات المتحدة
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تقريرًا حول اختلاف الموقف الذي تتبعه الإدارة الأمريكية عندما يتعلق الأمر بروسيا، وبين موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه عندما تكون روسيا طرفًا في أي شيء.
وجاء هذا التقرير، الذي نُشر على خلفية توسيع العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا لتشمل 5 مؤسسات روسية و19 فردًا آخرين، لاتهامهم بالتدخل في نتيجة الانتخابات الأمريكية التي أُجريت عام 2016.
وقال التقرير، إنه عندما يتعلق الأمر بروسيا، يكون لدينا موقفًا تتخذه الإدارة الأمريكية، وموقفًا آخر يتخذه الرئيس ترامب.
وأبرز التقرير التناقضات بين الموقفين حول روسيا، حيث أدانت الإدارة الأمريكية استخدام غاز الأعصاب على الأراضي البريطانية، فيما ظل ترامب صامتًا لعدة أيام قبل أن يصف الموقف بأنه "سيء جدًا".
الإدارة الأمريكية انتقدت روسيا بسبب ما تقوم به في روسيا من قتل بلا تمييز، ولكن لم يتفوه ترامب بشيء حتى الآن، وعاقبت الإدارة مخترقين روس بسبب تدخلهم في انتخابات 2016 الرئاسية، فيما قال ترامب إنه من الممكن أن يكون الصينيون أو أي شخص آخر وراء هذا التدخل.
ظل ترامب صامتًا أيضًا حينما كشف ترامب عن جيل جديد من الأسلحة النووية الروسية، في الوقت الذي أدانت فيه الإدارة الأمريكية هذا الكشف.
الاستخبارات الأمريكية واثقة للغاية من استنتاجها أن الكملين ساعد في انتخاب ترامب عام 2016، فيما يصر ترامب أن الروس عارضوا انتخابه لكونه رجل عسكري.
تحاول الإدارة الأمريكية أن تُقوي الدفاعات الأمريكية قبل انتخابات منتصف المدة نهاية العام الحالي، ولكن لم يلقَ ترامب بالًا بهذه الانتخابات لدرجة أنه لم يجتمع لمناقشة الأمر ولو مرة واحدة.
وأكدّت الإدارة الأمريكية لدول الناتو، أن الولايات المتحدة تحميهم ضد التخويف الروسي، في الوقت الذي يشتكي فيه ترامب من أنهم يجب أن يدفعوا أكثر مقابل حمايتهم.
ويقول التقرير، إذا جُمعت هذه الاختلافات سويًا ستكشل أكبر خرق في تاريخ الأمن الوطني الأمريكي بين الرئيس ومساعديه في التاريخ الحديث، فهو يمثل اختلافًا بين الإدارة التي تسعى للرد على هجوم بوتين ضد الغرب، وبين ترامب الذي يمتدح الرئيس الروسي علنًا، وهذا أكبر لغز تواجهه السياسة الأمريكية: ما الذي يفسر بالضبط علاقة دونالد ترامب الغرامية مع موسكو؟
هيذر كونلي، مديرة البرنامج الأوروبي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن قالت: "كانت هناك فجوة دائمًا بين ما تقوله الإدارة الأمريكية - متمثلة في وزارات الخارجية والدفاع والمالية، ووكالات الاستخبارات - من أجل زيادة الضغط على الحكومة الروسية، وبين ما يقوله ترامب نفسه، ويبدو أن هناك نوعًا من الإحباط في إدارة ترامب".
ويضيف التقرير، في الأسابيع الأخيرة، بدا واضحًا أن هذا الإحباط بدأ في التحول إلى مواقف هجومية ضد روسيا، حيث أعلنت وزارة المالية الأمريكية عقوبات ضد عدة مسؤولين روسيين وشركات مؤخرًا بسبب التدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وتابع التقرير، كان هناك بعض العلامات مؤخرًا على بعض التشديد على الجانب الروسي، حتى من قبل الرئيس ترامب، حيث كرر الاتهامات البريطانية لروسيا بتسميم جاسوس روسي سابق في لندن، وقال: "من الواضح جدًا أن الروس يقفون وراء هذا".
ولكن ترامب، حسب التقرير، لم يتحدث كثيرًا في هذه القضية، ولم يُعبر عن الوضع بمثل الغضب الذي عبّرت به المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي التي طالبت باتخاذ تدابير ملموسة فورية ضد موسكو، وحذرت من أن الهجوم القادم قد يكون في نيويورك مثلًا.
قد يكون أكثر اللحظات المؤثرة لروسيا والتي تغاضى ترامب عن التعليق عليها، في خطاب بوتين في فبراير الماضي، والذي أعلن فيه عن تطوير أسلحة نووية جديدة، من ضمنها سلاح "بإمكانه الطيران إلى الهدف مثل كرة مشتعلة بالنار، ويمكنه أن يهزم الدفاعات الأمريكية، وأظهر فيديو بثه بوتين أحد هذه الصواريخ ينفجر في جنوب فلوريدا، في منطقة مجاورة لمنتجع ترامب مار آلاجو.
ويُذكرنا هذا بما فعله ترامب حين هدد زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في خطاب في يناير الماضي، أن بإمكانه ضرب الولايات المتحدة بأسلحة نووية، ليرد عليه ترامب بغضب على تويتر: "لدي زر نووي أكبر مما تمتلكه، وأكثر قوة أيضًا".
ولكن - كما يقول التقرير في الختام - لم يرد ترامب على تهديد بوتين حتى الآن، ولا أحد يعلم لماذا.
فيديو قد يعجبك: