إعلان

افتتاحية نيويورك تايمز: بوتين يسير على خطى أجداده السوفييت

10:53 م السبت 31 مارس 2018

فلاديمير بوتين

كتب - عبدالعظيم قنديل:

خصصت صحيفة "نيويورك تايمز" افتتاحيتها، الصادرة السبت، للحديث عن التصعيد الأخير بين روسيا من جانب والولايات المتحدة وأوروبا من جانب آخر، مشيرة إلى طرد موسكو دبلوماسيين من أراضيها بقدر مساوٍ من قيام واشنطن وعواصم أوروبية طرد دبلوماسين روس قبل أيام.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الجمعة، أنها أبلغت سفراء معظم الدول التي قامت بطرد دبلوماسيين روس بأن عددا مساويا من دبلوماسي تلك الدول سوف يعاملون كأشخاص غير مرحب بهم في روسيا.

وقالت الوزارة في بيان إن السفراء ينتمون إلى الدول الثلاث والعشرين التي طردت دبلوماسيين روس، على خلفية واقعة تسميم جاسوس روسي مزدوج سابق وابنته.

وقالت الافتتاحية: "بالنسبة إلى جميع المظاهر الخارجية، فإن عمليات الطرد الانتقامي التي قامت بها روسيا للدبلوماسيين الأمريكيين والدبلوماسيين الآخرين اتبعت نمط الحرب الباردة القديم"، مستشهدة بأفعال الاتحاد السوفيتي عندما قاطعت الولايات المتحدة أولمبياد موسكو في عام 1980 بسبب غزو أفغانستان، ومن ثم قاد السوفييت مقاطعة الكتلة الشرقية لألعاب لوس أنجلوس بعد أربع سنوات.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن "روسيا فلاديمير بوتين" تكرر مافعله القادة السوفييت عبر اتخاذ إجراءات عقابية ضد الغرب، في الذي تعلن أنها الضحية أمام العالم، لافتة إلى أن الرئيس الروسي استغل كراهيه الكرملين من الاعتراف بالخطأ في الاقدام على أعمال كثيرة مثل إسقاط الطائرة الماليزية، أو قتل العميل الروسي الكسندر ليتفينينكو، أو الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، أو القتال في شرق أوكرانيا، علاوة على التدخل في الانتخابات الغربية.

ولكن الصحيفة الأمريكية أقرت بوجود فرق خطير، على حد وصفها، بين سياسة روسيا الاتحادية اليوم والاتحاد السوفييتي، بمعنى أن كل من موسكو وواشنطن اعترفا بضرورة احتواء العداء الإيديولوجي والترسانات النووية، حيث تحدث قادة الجانبين عبر القنوات الخلفية و فتحوا خطوطًا ساخنة لمنع الأزمات غير المتوقعة من إثارة المواجهات والعمل على نزع السلاح وعقد اجتماعات منتظمة على كافة المستويات.

كما لفتت الافتتاحية إلى جدوى الخط الساخن العسكري يعمل لتجنب المواجهات بين القوات الأمريكية والروسية في سوريا، مشيرة إلى مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لإحياء قنوات الاتصال وتفادي عواقب الحرب الباردة.

ووفق التقرير، حاولت الولايات المتحدة الأمريكية التواصل مع الكريملين مع انزلاق روسيا إلى النظام الاستبدادي، لكن "السيد بوتين" عمل على استعادة نفوذ بلاده، متباهيًا باطلاق صاروخ عابر للقارات "يمكن أن تصل إلى أي نقطة في العالم"، مثلما تحدث أسلافه السوفييت.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن أعمال موسكو الاسفزازية لم توحد الجبهة الغربية بكاملها، مشيرة إلى اعجاب بعض السياسيين الغربيين بسياسة بوتين، بما في ذلك رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس التشيكي ميلوس زيمان، ولكن تبقى النقطة الأكثر إثارة للجدل "علاقات الرئيس الأمريكي ترامب مع الكرملين".

وحذرت الافتتاحية من انعكاسات الأزمة الراهنة بين روسيا والغرب على سوريا ومكافحة الإرهاب، مؤكدة أن المواجهة الحالية أقل قابلية للتنبؤ من المواجهات في الماضي السوفيتي، لاسيما وأن كل من بريطانيا والولايات المتحدة توقعا إجراءات إضافية ضد روسيا.

واختتمت الافتتاحية بالقول: "إن صعوبة التنبؤ بما هو قادم ليس مبرر لغض الطرف عن انتهاكات موسكو للمعايير الدولية، روسيا ليست هي الاتحاد السوفييتي القديم، مما يجعل الأمر أكثر إلحاحاً بالنسبة للغرب لإرسال رسالة واضحة مفادها: أن الحواجز القديمة والطرائف القديمة تنتمي أيضاً إلى مزبلة التاريخ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان