إعلان

بوليتيكو: كيف ينجو ترامب من الأزمات؟

11:41 ص الأربعاء 07 مارس 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت مجلة "بوليتكو" الأمريكية، مقالًا للكاتبة جويندا بلير، حول مهارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البقاء في منصبه على الرغم من الكوارث المحيطة به من كل مكان.

وعددّت الكاتبة، في بداية مقالها، الكوارث التي استطاع ترامب النجاة منها، مثل الاستقالات التي قدمها مساعدوه، والخلافات العلنية مع أعضاء الحكومة، لوائح الاتهام المقدمة ضد بعض مسؤولي حملته الرئاسية، وغيرها من الكوارث التي حلّت على ترامب واستطاع النجاة منها، ولكن - كما تقول الكاتبة - قد يكون ترامب على أعتاب أزمة جديدة تهدد إدارته، ولكن من صنعه هو شخصيًا هذه المرة.

وتقول بلير: "كتبتُ منذ فترة كتابًا عن دونالد ترامب ووالده وجدّه، وما اكتشفته خلال دراساتي أن تلك العائلة ازدهرت خلال قرن من الزمان بسبب شيء بسيط، وهو بيع ما تحلم به السوق، فجد دونالد ترامب، فريدريش، وفّر لعمال المناجم في يوكون - إقليم كندي - ما تشتهيه قلوبهم، وهي الأكل والخمر ورفقة النساء، واستطاع الجد أن يضع اللبنة الأولى لبناء مملكة ترامب".

وتابعت، "استطاع والد ترامب، فريد، مطور العقارات، أن يوفر الأبنية القوية المدعومة من الحكومة لبناء المنازل، واستغل الثغرات في اللوائح لربح ملايين الدولارات، أما ترامب، استهدف جمهورًا من نوع آخر، وهو الشخصيات البارزة والغنية في المجتمع، واستطاع أن يكون لنفسه علامة تجارية عن طريق امتلاك فريق كرة قدم، وشركة طيران، ومنتجع مار ألاجو، أكبر سادس يخت في العالم، فندق بلازا، وعدد من العشيقات الجميلات بشكل استثنائي".

في تسعينيات القرن الماضي، كان ترامب مدينًا للبنوك بما قيمته مليار دولار، وبدا أن حياته المهنية سوف تنتهي بفضيحة مالية، ولكن ترامب استطاع النجاة من خلال استهداف جمهور آخر، وهم أصحاب البنوك الذين يدين لهم بالمال، واجتمع بهم طوال اليوم لإعادة هيكلة ديونه، واستطاع أن يقدم نفسه على أنه شخص جديّ، محترف، وراغب في حل المشكلة، بدلًا من الانطباع الذي أُخذ عنه قبل ذلك، وكونه شخص كوميدي.

وأضافت بلير، ما فعله ترامب في ذلك الوقت، كان استراتيجيته الدائمة في قلب الطاولة على خصومه، وإلقاء مشكلته على شخص آخر، وكان أصحاب البنوك على ثقة بأنهم إذا ما استهدفوا كازينوهات ترامب أو فنادقه أو غير ذلك من ممتلكاته ودفنوه ماليًا، فإنه لن يستطيع سداد دينه قط، ولكن إذا تركوه قد يكون هذا فرصة في استطاعتهم الحصول على أموالهم منه أو جزء صغير منها على الأقل، وسوف يغطي هذا فضيحتهم بأن ترامب استطاع أن يحصل منهم على قروض بعد أن أغواهم بالحفلات على متن اليخت الخاص به، واستقبالهم في فندق البلازا، وغير ذلك من الإغراءات التي اتبعها ترامب للحصول على قروضه.

وبدلًا من الإذلال العلني، استطاع ترامب تسوية أموره مع البنوك عن طريق بعض الامتيازات المصرفية، ووافق أصحاب البنوك على إقراضه المزيد من الأموال مقابل أخذ حصة من أسعار الفائدة إذا عيّن مديرًا للمالية، وهو ما فعله ترامب بأجر 450 ألف دولار شهريًا، ولكن الشيء الأهم بالنسبة له أنه لم يتخلَ عن أي من الأصول المملوكة له.

وتتابع المجلة، كان هذا بمثابة أحد الدروس الهامة لترامب، حيث استطاع التهرب من المحاسبة بغض النظر عمّا فعله في ذلك الوقت، طالما كان لديه معاونين كانت مخاطرهم أكبر منه، واستغل ترامب هذا في كل موقف منذئذٍ، ولم يفشل أبدًا حتى الآن، واستطاع قلب كل شيء على معارضيه حتى الشريط الشهير المعروف باسم Access Hollywood الذي يتحدث فيه عن النساء بشكل لا يناسب أحدًا، استطاع أن يقلب هذا لصالحه واستغله في الحديث عن تعدد علاقات الرئيس الأسبق بيل كلينتون وكذلك تواطؤ هيلاري واستخدامها بريدها الشخصي أثناء عملها كوزيرة للخارجية.

وتقول الكاتبة: "في الوقت الذي يتواجد ترامب فيه داخل البيت الأبيض حاليًا، يبدو أن عاصفة الازمات حوله لن تهدأ قريبًا، ويرى الخبراء أن هذه ستكون اللحظة التي يتبرأ فيها من أفعاله ويلقي باللوم على شخص آخر، ولكنني - الكاتبة - لا أعتقد هذا، فترامب قد يكون غاضبًا من الأخبار السلبية عنه حاليًا، إلا أنه لا يشعر بالقلق حول مستقبله، فالحزب الذي ينتمي له - الجمهوري - سوف يخسر الكثير حال رحيله".

وتضيف الكاتبة، حتى إذا قرر المستشار الخاص روبرت مولر توجيه الاتهام لترامب قبل انتخابات منتصف المدة، فلن يتم محاسبته إلا إذا صوّت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون لصالح العزل، ووجده مجلس الشيوخ مذنبًا، وفي تلك الحالة ستتحول المشكلة التي يعاني منها ترامب بمفرده إلى مشكلة للحزب الجمهوري بأكمله، وعندئذ سيكون ترامب قد وضع الجمهوريين في المكان الذي يريده، فإذا سقط ترامب يسقط الحزب الجمهوري كله.

ومثلما فعل أصحاب البنوك في الماضي، من تجاهل ما قام به ترامب مقابل الهدايا التي أغدق عليهم بها، تجاهل الجمهوريون أيضًا تاريخ ترامب الغادر لأنه وعدهم بالحلم الذين يسعون إليه، وهي الفرصة في التخلص من تركة أوباما واستبدالها بأجندتهم الخاصة.

واختتمت الكاتبة مقالها قائلة: "إذا كنت على حق، فلن يكون الجمهوريون قادرين على مواجهة ما اقترفوه، مثلما لم يقدر أصحاب البنوك على مواجهة ترامب خوفًا من الخسارة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان