إعلان

تفاصيل زيارة "بن سلمان" الاستثنائية لمصر.. و"قطان": "خِتامُها مِسك"

12:58 م الأربعاء 07 مارس 2018

السفير السعودي أحمد قطان

كتبت- رنا أسامة:

"خِتامُها مِسك".. هكذا وصف السفير السعودي المُنتهية مهمته في مصر، أحمد قطان، زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة في أولى جولاته الخارجية منذ عُيّن وليًا للعهد، يونيو الماضي.

شهدت الزيارة التي وصفتها صحف سعودية بأنها "استثنائية" فعاليات عدة على مستويات مُختلفة؛ بداية من توقيع اتفاقيات اقتصادية في قطاعي الاستثمار والبيئة، مرورًا بزيارة ولي العهد للكاتدرائية في سابقة هي الأولى من نوعها، وصولًا إلى تفقّد عدد من المشروعات القومية بمحور قناة السويس وحضور عرض مسرحي بدار الأوبرا.

وفيما يلي يرصد "مصراوي" أبرز فعاليات زيارة بن سلمان لمصر:

"4 اتفاقيات"

حضر الأمير محمد بن سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي توقيع 4 اتفاقيات ثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة، عقب جلسة مباحثات رسمية.

ووقّع الجانبان على اتفاق تعاون في مجال حماية البيئة والحد من التلوث بين وزارتيّ البيئة المصرية والسعودية، واتفاق مُعدّل لإنشاء صندوق مصري سعودي للاستثمارات بين البلدين، وبرنامج تنفيذي للتعاون المشترك، فضلًا عن توقيع مذكرة تفاهم لتفعيل صندوق الاستثمارات بين الجانبين.

"جولات تفقّدية"

تفقّد ولي العهد السعودي والسيسي عددًا من المشروعات القومية الكبرى بمحور قناة السويس، واستمعا إلى عروض توضيحية حول المنطقة الاقتصادية للقناة، بالإضافة إلى عرض لمشروع أنفاق قناة السويس وتطورات تنفيذها لربط سيناء بباقي الجمهورية، وتعزيز حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء.

وذهبا في جولة بحرية في المجرى الملاحي للقناة بمشاركة عدد من القطع البحرية المتنوعة، وتفقّدا مدينة الإسماعيلية الجديدة المُقامة على مساحة 2157 فدانًا بطول 11.3 كيلومتر، وتقع في الشاطئ الشرقي لقناة السويس في المنطقة المواجهة لمدينة الإسماعيلية، وتتضمن مرحلتها الأولى توفير 35 ألف وحدة سكنية متنوعة، في حين توفر المرحلة الثانية 57 ألف وحدة سكنية.

وافتتح السيسي وبن سليمان منتجع الفرسان، الواقع على مساحة 38 فدانًا بمدينة الإسماعيلية غرب قناة السويس، ويعد مشروعًا سياحيًا متكاملًا، يتوفر به ملحق تجاري وتسويقي ومراسي سياحية عالمية، بالإضافة إلى نادٍ اجتماعي ثقافي رياضي على مساحة 40 فدانًا، ومركز تجاري على مساحة 5 أفدنة.

 

"دار الأوبرا"

على الصعيد الفني، زار بن سلمان والسيسى دار الأوبرا، واستمعا في بداية الزيارة إلى شرح من الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، قدمت خلاله نبذة تاريخية عن دار الأوبرا ودورها الهام في الحياة الثقافية المصرية، حسبما صرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية.

كما حضر ولي العهد السعودي عرضًا خاصًا لمسرحية "سلم نفسك"، بطولة مجموعة من الشباب الهواة والدارسين بمركز تنمية الإبداع بدار الأوبرا، وهو العرض الذي تم اختياره من قبل العديد من النقاد كأحسن عرض مسرحي خلال عام 2017، ويتناول عدد من القضايا ذات الصلة بالواقع الذي يعيشه المجتمع المعاصر خلال الفترة الأخيرة.

"سابقة تاريخية"

وفي سابقة لم يُقدِم عليها مسؤول سعودي في العائلة المالكة من قبل، زار بن سلمان الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث التقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعددًا من القيادات الكنسية، مؤكدًا الاعتزاز بأقباط مصر والعالم.

ودعا بن سلمان البابا تواضروس إلى زيارة السعودية، في خطوة تاريخية، مُقدمًا التعازي في شهداء الكنيسية الذين راحوا ضحايا العمليات الإرهابية. وأكد الجانبان على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.

وقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية، إن زيارة بن سلمان إلى الكاتدرائية "رسالة سلام للعالم، وفصل جديد في العلاقة بين المملكة والكنيسة"، مؤكدًا أن لقاء ولي العهد والبابا تواضروس دلالة على متانة العلاقات المصرية السعودية، وعلى رأسها علاقة المملكة بالكنيسة.

"مشيخة الأزهر"

وزار بن سلمان مقر مشيخة الأزهر والتقى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وتناول اللقاء تحسين سبل التعاون بين الأزهر والسعودية في عدد من المجالات.

وأشاد بن سلمان بدور الأزهر في نشر العلم الشرعي وخدمة قضايا الأمة الإسلامية، مؤكدًا أهمية التنسيق المشترك لمعالجة التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية للحفاظ على الثوابت الدينية ونشر الثقافة الإسلامية، وإبراز المبادئ السمحة والقيم النبيلة ونبذ الفكر المتطرف.

كما افتتح بن سلمان والسيسي والطيب أعمال ترميم الجامع الأزهر عقب اكتمالها، والتي بدأت عام 2014 على نفقة خادم الحرمين الشريفين السابق، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتكلفة 30 مليون جنيه.

واستمع إلى شرح من وزير الآثار والمسئولين بالأزهر الشريف حول الجامع الأزهر وتاريخ إنشائه، وعرض حول عدد من المشروعات الخاصة بالأزهر، ومراحل عملية الترميم الأكبر التي شهدها الجامع الأزهر منذ ألف عام، إذ شملت تغيير وتحديث البنية التحتية للجامع بشكل كامل، متضمنة الأرضيات والأثاث وشبكات الإضاءة والمياه والصرف والإطفاء والتهوية والصوت، وبخامات تماثل المستخدمة في الحرم المكي.

"تصريحات نارية"

وأدلى بن سلمان، خلال الزيارة التي استغرقت 3 أيام، بتصريحات وُصفت بأنها "نارية"، حول عدد من الملفات الساخنة في المِنطقة، أبرزها الأزمة الخليجية والتي وصفها بأنها "تافهة جدًا"، مؤكدًا أنه لا يشغل نفسه بها.

وأضاف: "من يتولى الملف أقل من رتبة وزير، وعدد سكانها (قطر) لا يساوي شارعًا في مصر، وأي وزير عندنا (في الحكومة السعودية) يستطيع أن يحل أزمتهم"، وفق تعبيره.

واعتبر أن هناك عُقدًا نفسية تُحرّك حكام قطر تجاه الدول العربية، مبينًا أن الطريقة الوحيدة لحل الأزمة تكون على طريقة تعامل الولايات المتحدة مع كوبا عام 1959، عندما تدهورت العلاقات الأمريكية- الكوبية بعد الثورة الكوبية المناهضة لسياسات واشنطن.

وحول الحرب في اليمن قال بن سلمان إن "الحرب هناك قاربت على تحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الشرعية في مواجهة المتمردين الحوثيين، وإن نهايتها وشيكة بعد تحقيق أهدافها".

وفيما يخص مستقبل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، شدَّد ولي العهد على موقف بلاده المؤيد لحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرًا أن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 هي من الثوابت السعودية والمصرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان