لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

واشنطن بوست: ما طبيعة الغاز المستخدم في سوريا؟

12:22 م الخميس 12 أبريل 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تحليلًا للكاتب البريطاني آدم تايلور، حول طبيعة الهجوم الكيميائي المزعوم في سوريا.

وقالت الصحيفة: "إن الهجوم الكيميائي المزعوم مؤخرًا من قبل قوات النظام السوري على مدينة دوما التي يسيطر عليها المتمردون، أدى لتهديد الرئيس دونالد ترامب بالتدخل، حيث وصف الرئيس بشار الأسد في تغريدة اليوم بأنه حيوان شعبه بالغاز الكيميائي ويستمتع بهذا".

وعلى الجانب الآخر، تنكر كلًا من الحكومة السورية وحليفتها الروسية أي تدخلات بأسلحة كيميائية في الهجوم على مدينة دوما، والذي وقع ليل السبت، وتوجد تقارير تفيد بأنه قتل 43 شخصًا على الأقل.

ولكن قد لا يكون لهذه التهديدات تأثير كبير كما يأمل ترامب، حيث أشار إلى أن الأسلحة الكيميائية كانت "خطًا أحمر" بالنسبة له في سوريا، ولكن العام الماضي بعد الهجوم الذي يبدو أنه وقع باستخدام أسلحة كيميائية على قرية "خان شيخون" وتسبب في قتل 90 شخصًا، أمر بشن هجمات صاروخية على مطار "الشعيرات" السوري، ليعلن بذلك أول تدخل أمريكي في الحرب الأهلية السورية منذ بدايتها عام 2011.

ومن المتوقع - بحسب الصحيفة - أن يتخذ ترامب قرارًا عسكريًا ضد الحكومة السورية مرة أخرى، ولكن هذا يدفع الجميع لطرح عدة أسئلة حول طبيعة الأسلحة الكيميائية المستخدمة في دوما، نستعرضها فيما يلي:

ما هي الأسلحة الكيميائية التي تم استخدامها في الحرب السورية؟

يعود برنامج استخدام الأسلحة الكيميائية الحكومي السوري إلى بدايات السبعينيات، ويُعتقد أن سوريا بها أحد أكبر مخزونات الأسلحة الكيميائية في العالم، وهذا يشمل غازات الأعصاب مثل "VX"، وغازات أخرى مثل غاز الخردل، وكان أكثر الغازات الكيميائية استخدامًا خلال الحرب السورية، هو غاز السارين، الذي يؤدي التعرض المباشر له إلى الموت اختناقًا.

ويعتقد أن الحكومة السورية استخدمت السارين في عدد من المناسبات، بما في ذلك هجوم خان شيخون عام 2017، وكذلك الهجمات التي وقعت عام 2013، من ضمنها هجوم في ضواحي دمشق يُعتقد أنه قتل 1429 شخصًا، وفقًا لتقديرات البيت الأبيض.

تم استخدام غاز الكلور أيضًا في عدد من المناسبات خلال فترة الحرب، والذي له استخدامات صناعية بالإضافة إلى استخداماته في مجال الحرب الكيماوية، ولكن إذا تم استنشاقه يتحول إلى حمض الهيدروكلوريك داخل الرئتين، وقد يؤدي بالإنسان إلى الغرق من تراكم السوائل، وهو أقل سمية من غازات الأعصاب مثل السارين ولكن يمكنه الفتك بالبشر مثلهم.

بعيدًا عن استخدامات الحكومة السورية، فقد اتهمت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تنظيم "داعش"، باستخدام غاز الخردل في هجماته التي شنها بسوريا.

كيف ردّت أمريكا على هجمات الأسلحة الكيميائية المزعومة في سوريا؟

اقترح الرئيس السابق باراك أوباما، عام 2012، أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يمكن أن يؤدي إلى تدخل الولايات المتحدة، حيث قال: "الخط الأحمر بالنسبة لنا، أن نبدأ في رؤية مجموعة كاملة من الأسلحة الكيميائية تتحرك في المنطقة أو يتم استخدامها، وسيغير ذلك من حساباتي".

العام التالي، كان الأسد مشتبهًا به في استخدام غاز السارين في الهجمات، وكرد فعل من واشنطن، هدد أوباما بضربات عقابية تأديبية ضد سوريا، ولكنه تراجع عن ذلك بسبب قلة الدعم من الكونجرس.

بدلًا من ذلك، تم ترتيب اتفاق لمجلس الأمن الدولي برعاية موسكو، ووافقت سوريا بموجبه على تدمير مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية، وانضمت حكومة الأسد إلى اتفاقية الأسلحة الكيماوية في 14 سبتمبر 2013، وتخلت عن مخزوناتها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وقالت المنظمة إنها أزالت آخر الأسلحة في يونيو 2014.

منذ توقيع هذا الاتفاق - حسب الصحيفة - كان هناك تقارير متعددة عن استخدام الحكومة السورية لغاز الكلور ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وهو الغاز الذي لم يتم إدراجه من قبل الحكومة السورية في ترسانتها للأسلحة الكيميائية التي أرسلتها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، على الرغم من أن وزارة الخارجية قالت في عام 2014 إن استخدامها ينتهك اتفاقية الأسلحة الكيميائية.

وبعد هجوم خان شيخون عام 2017، قال ترامب: "إن هذا يتجاوز العديد من الخطوط الحمراء"، وسرعان ما أطلق الجيش الأمريكي 59 صاروخًا من طراز كروز على مطار الشعيرات السوري، فيما كان عرضًا للقوة إلى حد كبير، ولم يتسبب بضرر بالغ للجيش السوري.

هل نعرف ما الذي تم استخدامه في دوما؟

وصف شهود عيان على التفجيرات التي حدثت هذا الأسبوع في دوما - بحسب الصحيفة - انبعاث رائحة قوية من غاز الكلور خلال الهجوم، وقال البعض أيضًا إن تأثيرات الغاز تبدو أقوى مما كانت عليه في الهجمات السابقة.

وقال محمد مرحوم لصحيفة "واشنطن بوست" إنه رأى أعراضًا على المرضى لم يرها من قبل، مثل الألم الحاد المفاجئ، واتساع بؤبؤ العينين فوق الطبيعي، ورغوة في الفم"، موضحًا اعتقاده بأنه تم استخدام غاز الكلور ونوعًا آخر من الغاز.

وخارج الجانب السوري، اقترح العلماء إمكانية استخدام غاز أعصاب نظرًا للسرعة التي تُوفي بها الضحايا، وأن غاز الكلور يتطلب وقتًا أطول ليؤدي تأثيره المطلوب.

واستطاع النشطاء السوريون العثور على أسطوانات غاز صفراء مميزة في موقع الحدث، وقال تقرير لموقع التحقيقات BellingCat: "إن هذه الأسطوانات تحتوي على غاز مضغوط، وبما أن السارين عبارة عن سائل، فإن أسطوانات غاز مضغوطة تبدو طريقة غير متوقعة لإيصاله إلى الأماكن المقترحة، مما يدفعنا للشك أن هناك غازًا آخر تم استخدامه".

وقد لا يكون لنتائج التحقيق الذي من المتوقع أن يجريه خبراء بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أي تأثير على القرار بالتدخل العسكري الذي تنظر فيه الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، حسبما ذكرت الصحيفة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان