نيويورك تايمز: الصين "مُهمشة" في المحادثات الأمريكية-الكورية الشمالية
نيويورك (أ ش أ)
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه مع استعداد زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون لاجتماعاته مع رئيسي كوريا الجنوبية مون جاي إن، والولايات المتحدة دونالد ترامب، تجد الصين نفسها في مكان غير معتاد وهو المشاهدة من الهامش.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، إن الأسوأ هو توقع العديد من المحللين الصينيين أن كوريا الشمالية قد تسعى للتوصل إلى اتفاق كبير مصمم ليس فقط لتقريبها إلى خصميها السابقين في الحرب الكورية، لكن أيضا لتقليص اعتمادها على الصين في التجارة والأمن.
وأضافت الصحيفة أن خروج المحادثات المرتقبة بهذه النتيجة، وهو ما يعكس 70 عاما من التاريخ، مايزال مستبعدا وسط شكوك حول ما إذا كانت كوريا الشمالية ستوافق على التخلي عن ترسانتها النووية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم ذلك ماتزال الصين تجد نفسها خارج مركز الجهود الدبلوماسية التي تتجلى سريعا، وعلى غير العادة حذرة من أهداف كيم جونج أون في محاولته التواصل مع دولتين يعتبرا ألد أعدائه.
ويلتقي زعيم كوريا الشمالية والرئيس الكوري الجنوبي، الجمعة المقبل، بينما يتوقع عقد اجتماعه مع ترامب، وهو أول لقاء بين قائدين البلدين، في مايو أو أول يونيو.
وفي علامة على تحرك الأمور سريعا بشكل مفاجئ، قالت كوريا الجنوبية إنها في محادثات مع جارتها الشمالية والولايات المتحدة لتوقيع معاهدة تنهي الحرب الكورية، التي توقفت في 1953 لكن لم تنته رسميا بعد.
وقالت الصحيفة إنه مع تحرك الأحداث سريعا بينما تجد بكين نفسها خارج الإطار بشكل كبير، يقول المحللون إن الصين ورئيسها شي جينبينج يجب على الأقل أن يضعوا في الاعتبار "أسوأ الاحتمالات".
وأوضح زهانج باوهيو أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لينجنان في هونج كونج، أن "خسارة الهيبة هو مشكلة كبيرة بالنسبة للصين وشي جينبينج الذي يريد الجميع أن يروا الصين كفاعل أساسي في العلاقات الدولية خاصة في إطار شمال شرق آسيا.. لكن الآن وفجأة الصين لم تعد ذات صلة".
فمنذ الحرب الكورية بين 1950 و1953 عندما حاربت الصين بجانب كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، أصبحت تلك التحالفات راسخة حيث عملت بيونج يانج كعازل للصين ضد وجود قوات أمريكية على حدودها، فيما عملت سول كقاعدة في المنطقة للجيش الأمريكي.
لكن في المفاوضات المرتقبة حول نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، يجب أن تقلق بكين ما إذا كان ستتغير تلك الثوابت فجأة، حسب محللين صينيين.
وأشار زهانج إلى أنه في حالة عقد اتفاق بين كيم وترامب حول نزع السلاح النووي مقابل تطبيع العلاقات الثنائية، فإن شمال شرق آسيا قد يشهد إعادة تنظيم ضخمة للقوات، مؤكدا أن "الصين لا تدير السياسة الخارجية لكيم جونج أون وهم يعلمون ذلك".
وقالت الصحيفة إن الانحياز الجديد المحتمل في شبه الجزيرة الكورية الذي يقلق الصين بشكل كبير هو توحيد طليق للكوريتين مع بقاء القوات الأمريكية في الجنوب.
لكن البعض يرى أن الصين قد تجد فرصة لدخول اللعبة بقوة، حيث قال شيا يافينج الخبير في شؤون كوريا الشمالية بجامعة لونج أيلاند، إن "كوريا متوحدة وديمقراطية متحالفة مع الولايات المتحدة ستكون خطيرة على النظام الشيوعي في الصين، لكن ليس بالضرورة خطر على الأمة الصينية".
وأوضح شيا أنه من وجهة نظر الصين فإن الناتج المفضل لديهم من لقاء ترامب وكيم هو الخروج بنسخة أقل خطرا من الوضع الراهن، موضحا أن زعيم كوريا الشمالية قد يقدم وعودا مبهمة بالتخلي عن أسلحته النووية، وحينها ستدخل البلدان مفاوضات طويلة يمكن أن يكون للصين فيها رأي كبير.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: