قبل لقاء "ترامب– كيم": هل يخدع زعيم كوريا الشمالية رئيس أمريكا؟
كتب – محمد الصباغ:
حينما يلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مع نظيره الجنوبي مون جاي يوم الجمعة، سيكون تركيز العالم منصبًا على نوع النقاش الدائر حول كيفية مواجهة المساعي الكورية الشمالية التي استمرت لعقود من أجل الحصول على سلاح نووي.
والنجاح وإن كان صغيرًا في الشأن النووي يمكنه أن يمهد لمسار هادئ قبل القمة المرتقبة بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمقررة في مايو أو يونيو المقبلين.
وبحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، نُشر اليوم الاثنين، فإن المتفائلين يأملون في أن القمتين ربما تنتهيان بصفقة نووية كبيرة.
وأعلنت كوريا الشمالية السبت الماضي تعليق تجاربها النووية والصاروخية، وأغلقت موقعًا للاختبارات النووية، وتسبب ذلك في رفع آمال واشنطن وسول بشأن حدوث طفرة في المفاوضات المقبلة.
وسوف يثير الفشل في المفاوضات الأسئلة حول صدق الزعيم الكوري حول اتفاقاته مع واشنطن وسول، وقد يتسبب ذلك في اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية.
على الرغم من ان كوريا الشمالية عبّرت عن رغبتها في محادثات جادة مع الولايات المتحدة الأمريكية حول نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، إلا أن هناك شكوكاً فيما إذا كان الزعيم الكوري سوف يتخلى نهائيًا عن برنامجه النووي.
وذكر تقرير أسوشيتد برس أن الأسلحة النووية هي قلب الحكم الاستبدادي في كوريا الشمالية، ولكي تتخلى عن سلاحها النووي تربط بيونج يانج ذلك بطلب انسحاب للقوات الأمريكية البالغ عددها نحو 28 ألفاً وخمسمائة جندي في كوريا الجنوبية.
ويرغب كيم في جعل اللقاء مع رئيس كوريا الجنوبية مثمرًا، وخصوصًا بعد المصالحة في الأشهر الأخيرة التي جعلتنا نتابع عدداً من الرياضيين في الدولتين بفرق مشتركة في دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية بمدينة بيونج تاشانج في كوريا الجنوبية، واستقبال الجارة الشمالية لفريق غنائي من سول.
أما فيما يخص اللقاء بين كيم والرئيس الأمريكي، فلا يمكن لأحد التوقع بما سيؤول إليه الحديث. وكان مايك بومبيو المرشح من قِبل ترامب لمنصب وزير الخارجية قد اجتمع بالزعيم الكوري الشمالي، وقال إنه لا يمكن لأحد توقع الوصول لاتفاق شامل حول الأمر، وذلك خلال الرحلة السرية في الأسابيع الأخيرة للتجهيز للقاء المرتقب بين ترامب وكيم.
بينما كان ترامب متفائلًا بخصوص الاجتماع، وقال إن أخبار تخلي كوريا الشمالية عن تجاربها النووية والصاروخية أمر جيد جدًا، و"تقدم كبير". وأضاف أنه يتطلع للقائه مع الزعيم الكوري الشمالي.
وقال مسئولون أمريكيون إنهم يريدون التحقق من تصريحات كيم أونج عن التخلي عن السلاح النووي. ومن غير المحتمل أن يوافق كيم على التخلي عن هدفه في القريب العاجل والتوقف عن تطوير برنامجه النووي والذي جاء بعد عقود من النضال والتضحية.
وبعد تجارب كيم الصاروخية الناجحة في نوفمبر الماضي، قال الزعيم الكوري إن بلاده أخيرًا وصلت إلى هدفها التاريخي الكبير بإنهاء قوتها النووية. بينما صرح خبراء أجانب، بحسب أسوشيتد برس، أن كوريا الشمالية إلى الآن تقف مجموعة من العوائق التكنولوجية أمام حلم بناء قوة من الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
من الممكن أن تقدم كوريا الشمالية قائمة بمنشآت أو معدات نووية ليتم إيقاف عملها ثم تسمح للولايات المتحدة بالتفتيش على هذه الإجراءات.
وحذر كيم تايوو، الرئيس السابق لمركز الوحدة الوطنية الكورية، من أن الاتفاق قد يجمد قدرات كوريا الشمالية النووية في المستويات الحالية، لكن في نفس الوقت لن يؤثر على منظومتها الصاروخية قصيرة المدى التي ربما تكون قادرة على الوصول إلى كوريا الجنوبية، وهو ما يمثل تهديدًا لسول.
وأضاف أيضًا أن القمم المقبلة مع كوريا الشمالية "مراهنة كبيرة" للقادة الثلاث حال عدم الوصول إلى اتفاق. وقال إنه إذا فشلت القمم، لن يتسامح العالم مرة أخرى مع كيم لأنه سيكون قد استغل المفاوضات من أجل تخفيف العقوبات أو شراء الوقت من أجل تطوير برنامجه النووي بصورة مثالية.
وربما يُنظر إلى الرئيس ترامب على أنه "مخدوع"، أو يضطر رئيس كوريا الجنوبية إلى المخاطرة بتقويض علاقته مع واشنطن وذلك بالتقرب من بيونجيانج.
فيديو قد يعجبك: