بوليتيكو: ما مصير باول مانفورت بعد العقوبات الأمريكية ضد الروس؟
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تقريرًا حول التحقيق الذي يجريه المستشار الخاص روبرت مولر في احتمالية تدخل روسيا بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، والعقوبات التي فُرضت مؤخرًا حول بعض الأشخاص والكيانات الروسية.
وقالت المجلة في تقريرها، حتى لو لم يؤدِ تحقيق مولر إلى النتائج المرجوة منه في الكشف عن كمية التواطؤ بين حملة ترامب وروسيا، فإن مجهوداته ساعدت بشكل كبير في إعادة ترتيب العلاقات الأمريكية الروسية لفترة طويلة، قد تمتد لعقد من الزمان أو أكثر.
وتابعت المجلة "أدت تبعات التحقيق الذي يجريه مولر تقوية شوكة وزارة المالية، ففرضت مجموعة من العقوبات هذا الأسبوع على روسيا والتي قد تغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث فُرضت على 7 من أكثر رجال الأعمال وفاءً له و12 شركة تابعين لهم، وفرضت المالية الأمريكية - بالتعاون مع الخارجية - عقوبات ضد 17 مسؤولًا روسيًا بارزين، وفي تصريحها ربطت الوزارة بين هذه العقوبات وبين سياسات الكرملين (المؤذية)".
العقوبات المفروضة ضد روسيا تمت بتشريع جديد تم إقراره العام الماضي لا يمكن للرئيس نقضه باستخدام "الفيتو"، وقد يكون هذا بسبب تخوف أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من سوء تقدير الرئيس المحب لبوتين وروسيا، دونالد ترامب، وتجمد العقوبات أي أصول يملكها المُعاقَبين في الولايات المتحدة، وتمنع الأمريكيين من التعامل معهم، وفي وقت سابق كانت وزارة المالية عاقبت 19 شخصًا و5 مؤسسات روسيين تم اتهامهم من قبل مولر، مما يثبت التداخل بين العقوبات وبين التحقيق الذي يجريه مولر.
وأضافت المجلة بقولها "ضمن من شملتهم العقوبات الأخيرة رجل الأعمال أوليج ديريباسكا، الذي دفع الملايين لمدير حملة ترامب السابق باول مانفورت، لوضع خطة استراتيجية سرية لنظام بوتين، ومانفورت الذي حاول أن يتملص خارج قبضة مولر، سوف يُحاكم في وقت لاحق هذا العام بتهم منها غسيل الأموال، ويُعتقد أنه عرض على ديريباسكا أن يخطره بما يحدث في الحملة الرئاسية أثناء ترشح ترامب".
ووصف قرار وزارة المالية ديريباسكا بأنه "مجرم"، ليكرر بذلك الادعاءات أنه قدم رشوة لأحد المسؤولين، وأمر بمقتل رجل أعمال، ولديه صلات بمجموعات الجريمة المنظمة في روسيا.
العقوبات التي فرضتها وزارة المالية، والتي تبدو كنوع من أنواع الملاحقة القانونية، تتعارض مع تعاطف ترامب المُعلن مع روسيا، حيث أعلن ترامب أنه يثق بقول بوتين الذي أخبره "لم أتدخل في نتيجة الانتخابات الرئاسية"، وحقيقة أن ترامب لا يستطيع تخفيف العقوبات المفروضة على أصدقاء صديقه المقرب بوتين، تجعله يبدو كما قال ريتشارد نيكسون من قبل: "شخص عملاق ولكنه تافه وعاجز عن المساعدة"، وتجعل الأمر يبدو كما لو كان للولايات المتحدة سياستين خارجيتين، إحداهما يخرجها الكونجرس وتطبقها وزارة المالية والتي تعامل الطبقة الحاكمة في روسيا كالمجرمين، والسياسة الأخرى يدعو فيها ترامب الرئيس فلاديمير بوتين لزيارة البيت الأبيض.
أما مانفورت - كما تقول المجلة - فقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع ما يفيد بأن عمله الاستشاري في أوروبا الشرقية كان مخترقًا لمدة عقد من الزمان من قبل جاسوس روسي والذي عمل مديرًا لمكتبه في كييف، وينكر الجاسوس المزعوم كونستانتين كيلمنيك كونه جاسوسًا، ولكن طبقًا للأوراق فأنه هو "الشخص من الطراز الأول"، المذكور في عدة أوراق قدمها مولر للمحكمة والتي تصفه بـ "شخص على علاقات وثيقة بالمخابرات الروسية"، وتم إرسال المحامي ألكس فان دير زوان إلى السجن بسبب كذبه على مكتب التحقيقات الفيدرالي عن علاقاته مع كيلمنيك وريك جيتس، شريك مانفورت في الأعمال الذي يتعاون الآن مع التحقيق الذي يجريه مولر.
وطبقًا لأوراق المحكمة والتي حصلت عليها التايمز، فإن جيتس كان يعرف أن كيلمنيك على علاقة بالمخابرات الروسية، وتواصل الاثنان معًا خلال الحملة عام 2016، وإذا صح هذا الافتراض فإن هذا يضع المرشح دونالد ترامب على بعد خطوات قليلة من المخابرات الروسية، فكليمنيك الذي كان بارعًا في الإنجليزية يُعتقد أنه ساعد مانفورت في التواصل مع رجل الأعمال الروسي ديريباسكا خلال الحملة، ويقول تقرير التايمز: "تعاون كليمنيك ومانفورت في مشروع تجاري تم تمويله من قبل ديريباسكا وفشل في نهاية المطاف، كما أن الأعمال الخاصة بمانفورت في أوكرانيا حملت اسم كيلمنيك".
وتابعت المجلة، كتب آرون بليك مراجعة لتحقيق المستشار الخاص مولر هذا الأسبوع في صحيفة "واشنطن بوست"، وقال فيها: "اللغة المستخدمة في وصف كليمنيك كشخص من الطراز الأول، توضح أن مولر يحاول إظهار تعاون مانفورت مع الروس خلال الحملة الرئاسية، ولكنها لا تقول إلى أي مدى سيكون الدليل حاسمًا، وقد يثبت هذا لماذا لم يعرض مولر على مانفورت التعاون، مثلما فعل مع ريك جيتس، مايكل فلين، وجورج بابادوبولوس، لأنه جمّع قضية كبيرة ضده لا يمكن دحضها مقابل التعاون.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول: "مع ضغط مولر عليه من جانب، وفرض العقوبات على شريكه التجاري السابق ديريباسكا من جانب آخر، لن يجد مانفورت أمامه مفرًا سوى التعاون مع مولر".
فيديو قد يعجبك: