لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هآرتس: نتنياهو وترامب يخططان لصراع كارثي مع إيران

01:08 م الخميس 03 مايو 2018

نتنياهو وترامب

كتب- هشام عبد الخالق:

"ما يكشف المخادعين حقًا هو نجاحهم".. بهذه الجملة بدأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالًا لكاتبها ومراسلها ديفيد روثكوبف، حول الخطة التي يعدها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران.

ويقول الكاتب في بداية مقاله: "لا يشترط أن يكون المخادعون نصّابون لعبوا بالأموال، فعندما يكون قادة الدول من المخادعين، تكون نتائج خداعهم عادة التسبب في الحروب، أو الإخلال بمبادئ ومعايير دولة ما، أو بحقوق الإنسان فيها".

ويحاول المخادعون عادة الترويج لسلعة بها عيوب، أو ادعاء بحصولهم على شهادات علمية مزورة، ولكن المخادعين السياسيين لهم هدف آخر، يكمن في الحفاظ على سلطتهم والحصول على المزيد منها، وأن يصبحوا هم القانون ويتخطونه.

وتابع الكاتب: عندما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أسبابه التي قد تدفع الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، كان يتبع مبدأ المخادعين الاشهر الذي يقول: "اعرف جمهورك".

وفي هذه الحالة، كان جمهور الذي يستهدفه نتنياهو يتمثل في رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، والذي كان فيما سبق مخادعًا هو الآخر.

وعرف نتنياهو ما الذي يروق لجمهوره - في هذه الحالة ترامب -، وهو ما يتمثل في الكلمات المختصرة، الصور، بعض الأخبار الكاذبة التي صُممت لجعل الجمهور يشعر بالارتياح حول فهمه (الخاطئ) للقضايا العالمية.

ويقول الكاتب إن نتنياهو تفوق على نفسه في اقناع ترامب بما يريد، خاصة وان الأخير قرر تصديق رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويرجع ذلك إلى أن الرئيس الأمريكي نفسه كان مُخادعًا، فخلال حملته الانتخابية وعد بالانسحاب من اتفاق إيران النووي لاعتقاده أن هذا سيجعل الجميع يراه قويًا، وأيضًا سيشوه سمعة سلفه باراك أوباما.

وكان هذا احتيالًا - حسب الكاتب - لأن ترامب لم يكن لديه فكرة عن المخاطر المتضمنة في هذه العملية، أو عن الأسلحة النووية، أو تاريخ وديناميكية الشرق الأوسط، حيث تقلد المنصب لكونه أقوى منصب في الولايات المتحدة والعالم، ومن أجل تأثيره ليس إلا.

ويضيف الكاتب، نتنياهو على الجانب الآخر، يتفهم الخطر الإيراني جيدًا، وبالنسبة إليه تتمثل الخدعة الكبرى في جعل الولايات المتحدة تنسحب من الاتفاق النووي بأي تكلفة، حتى لو كان هذا يعني أنه سيكذب، وسيشوه، وسيقدم أدلة لا أساس لها من الصحة، وهو ما فعله بالضبط.

ويقول الكاتب: "اقترح نتنياهو أن الدليل الذي يقدمه جديد (وهذا كذب)، واقترح أن يظهر خروقات لخطة العمل الشاملة المشتركة (وكان هذا كذبًا أيضًا)، وأوضح أن الاتفاق النووي الإيراني يجب إلغائه أكثر من أي وقت مضى (ولكنه في نفس الوقت أثبت أنه طبقًا للخبراء الأمنيين الإسرائيليين فالصفقة النووية الإيرانية ضرورية للغاية حتى لو كانت معيبة).

ويبدو أن ما اتبعه نتنياهو سيجني ثماره قريبًا، فمن الواضح أن ترامب سينسحب من الاتفاق النووي، مستندا على الأدلة التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هنا تكمن المشكلة، هل ستكون إسرائيل أو الولايات المتحدة أكثر أمانًا؟ هل سيقل الخطر النووي الإيراني؟

ويجيب الكاتب عن هذه الأسئلة قائلًا: "لا، لن يحدث أي من هذه الأشياء، في الحقيقة، بل قد يرى الإيرانيون انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة كذريعة لإعادة تجديد ترسانتهم النووية، وهذا سيؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة، كما أن هذا سيضعف التحالفات بين القوى الكبرى التي تقف وراء الصفقة".

وقد يتسبب هذا أيضًا في إظهار الولايات المتحدة بشكل ضعيف، إذا ما استمرت القوى الكبرى في الصفقة بدونها، وإذا ما كان انسحاب واشنطن من الصفقة يتسبب في عقد صفقات أخرى، مثل واحدة مع كوريا الشمالية، فإن الخطر سيكون متضاعفًا.

ما لن يحدث، هو أن يتم مناقشة صفقة جديدة أفضل، تكون فيها جميع الأطراف أكثر أو أقل رضاء عن الصفقة الحالية، دون أن يكون هناك سببًا حقيقيًا في انسحاب الولايات المتحدة من صفقة التزمت بها جميع الأطراف بالفعل.

وقال الكاتب: "المشكلة التي تواجه المجهودات الداعية للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، هي أنها كأغلب الخدع، تعتمد على أن الضحايا لا تفكر في نتائج الخدعة نفسها.

ولكن - بحسب الكاتب - تتجه الأمور بعد هذا لأمر أبعد، وفي هذه الحالة تحقيق الأهداف السياسية لنتنياهو وترامب وحلفائهم، ومما سنراه في الأيام القليلة القادمة، سيكون هذا خطوة بعيدة المنال.

وتساءل الكاتب: "السؤال هنا هو ماذا سيحدث لاحقًا؟ هل سيتم محاسبة كل من نتنياهو وترامب على أفعالهما؟ والأهم هو ما الثمن الذي ستدفعه الضحايا مقابل هذا الكذب؟".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان