قطر حذفت مقالات من "نيويورك تايمز" حول "مجتمع المثليين" في الدوحة
كتبت- رنا أسامة:
كشفت صحف وشبكات إخبارية أمريكية عن تدخل قطر لحذف مقالات من النسخة الدولية لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تناولت قضايا مجتمع المثليين الجنسيين في الدوحة.
ووفقًا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، حجبت قطر مقالات كاملة كانت منشورة بالصحيفة في الفترة ما بين شهري أبريل ويوليو من العام الجاري، وتُرِكت مكانها مساحات كبيرة من الصحف الفارغة، وتنويه صغير يوضّح أن القِطع المحذوفة "جرى إزالتها بشكل استثنائي".
وقالت شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، إنه يبدو أن مجتمع "المثليين جنسيًا" أصبحوا يُهددون استضافة قطر لمونديال 2022، بعد أن بات تنظيمها لبطولة كأس العالم القادمة مرهونًا بإعلانها رسميًا تقبلّهم وعدم ممارسة أي تمييز ضدهم، في الوقت الذي تتعرّض فيه هذه الفئة لمُمارسات قمعية داخل المجتمع القطري.
وبحسب بيان نقلته الشبكة، أكّد آلان هوجارت، المسؤول في منظمة العفو الدولية، أن الاتحاد الدولي لكأس العالم (الفيفا) اشترط على قطر الإعلان بشكل رسمي واضح أنها تقبل بوجود "المثليين جنسيًا" داخل مجتمعها، وعدم ممارسة أي تمييز ضدهم، إذا كانت تريد استضافة البطولة القادمة.
وأوضح أن وفد "فيفا" الموجود حاليًا في الدوحة يتابع هذا الموضوع مع الحكومة القطرية، وسيتخذ قراره على ضوء ما يلتزم به القطريون، تنفيذًا لموافقة أبدوها في وقت سابق عندما تم الاتفاق معهم على استضافة مونديال 2022. وأضاف أن هذا الأمر سيجري بحثه خلال زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى العاصمة البريطانية لندن، التي انطلقت الأحد.
كان الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، سيب بلاتر، قال في 2010 إنه ينبغي على المثليين الذين سيزورون قطر لمشاهدة مباريات البطولة الامتناع عن "أي ممارسات جنسية" لكنه لم يتوقع حدوث أي تمييز.
حذف مقالات
وعن تفاصيل أزمة حجب المقالات قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية: من بين الـ9 قِطع التي تم حذفها من الصحيفة، 8 منها كانت تخُص مجتمع المثليين جنسيًا في الدوحة، وتتناول فكرة أن "الحكومة القطرية تحاول قمع الخطاب حول الجنس والمثليين جنسيًا داحل المجتمع"، بحسب الشبكة الأمريكية.
ووفق مينكي وردن، مديرة برنامج المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش، فإن "هذا الإجراء يمثّل خرقًا لاتفاق قطر مع الفيفا، حول الحفاظ على بعض معايير حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية الصحافة وعدم التسامح مع التمييز القائم على أساس الجنس، كشرط لاستضافة كأس العالم القادمة".
وكتبت ووردن "الرقابة القطرية على الإعلام فيما يتعلّق بالمثليين إشارة على أنهم غير مُرحّب بهم في قطر".
بدورها، أقرّت النيويورك تايمز بالواقعة، مؤكّدة أن قرار الحذف لم يكن قرارها، وإنما كان قرار الحكومة أو الناشِر المستقل في المنطقة.
ونقلت شبكة "إيه بي سي" عن متحدث باسم الصحيفة قوله "نتفهّم أن شركاء النشر لدينا يواجهون أحيانًا ضغوطات محلية، لكننا نأسف بشدة ونعترض على أي رقابة على صحافتنا، ونجري مناقشات منتظمة مع موزعينا حول هذه الممارسات".
وأضاف "من المقرر أن تستضيف قطر مونديال2022، وهو الحدث الذي سيجذب الملايين من الزوار إليها، ولكن مع اضطهاد قطر للمثلية الجنسية، فإن ذلك يعني أنها خالفت اتفاقية الاستضافة الموقع مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي تنص على عدم التسامح مطلقا مع التمييز القائم على التوجه الجنسي".
وأفادت الشبكة الأمريكية، بأن هناك شكوى رسمية قُدّمت في وقت سابق من هذا الشهر إلى آليات حقوق الإنسان بالفيفا. الأمر الذي ردّ عليه مكتب الاتصالات الحكومي لدولة قطر ببيان تعهّد فيه بالتحقيق في الموضوع.
ونشر موقع "بينك نيوز"، المعني بأخبار المثليين في العالم، بيانًا لمتحدث باسم الفيفا يقول إن "المنظمة الدولية الموكلة بالمونديال أُبلِغت بما فعلته الرقابة الصحافية القطرية مؤخرًا، عندما حذفت من صحيفة نيويورك تايمز التي تصدر في الدوحة إشارات وردت في تقارير تتحدث عن الشذوذ الجنسي في كأس العالم، الأمر الذي من شأنه أن يُمثّل مشكلة اجتماعية في مونديال الدوحة 2022".
وأضاف أن فريقهم الموجود في الدوحة يتابع هذا الموضوع، وسيتخذ قراره على ضوء ما يلتزم به القطريون، تنفيذًا لما كانوا وافقوا عليه عندما تم الاتفاق معهم على استضافة مباريات كأس العالم.
موافقة مُسبقة
في تقرير سابق نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فبراير الماضي، ذكرت أن مسئولي الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يبحثون مع المسئولين القطريين قضايا انتهاك حقوق الإنسان وتجريم المثلية الجنسية في قطر، عقب توقيع مذكرة تفاهم مع اتحاد كرة في قطر التي تستضيف نهائيات مونديال 2022.
وبحسب البي بي سي، أثار توقيع المذكرة مخاوف بسبب التقارير التي تتحدث عن المعاملة السيئة التي تلقاها العِمالة المهاجرة في قطر وتجريم المثلية الجنسية، لكن الاتحاد الانجليزي يرى أن توقيع المذكرة قد تؤتي بثمار "إيجابية على كرة القدم في قطر" بل وتتخطى كرة القدم إلى قضايا اجتماعية هناك.
يعاقب القانون القطري، حسب المادة 281، بالحبس 7 سنوات لمن يُعتقل بتهمة المثلية الجنسية. وإلى جانب القانون المدني، تُطبّق أحكام الشريعة الإسلامية على المسلمين. في حين يعاقب من يتهم بالزنا في حال كان متزوجًا بالموت، بينما يعاقب غير المتزوج سواء كان مثليًا أو مغايرًا بالجلد.
وتطالب المنظمات الدولية قطر بالحد من القوانين التي تمنع المثلية على ضوء استضافتها لمونديال 2022، على اعتبار أن "احترام الحقوق المدنية للمشجعين واللاعبين من جميع الأجناس والأديان، بالإضافة إلى الحياة الجنسية من القضايا التي تعد في حاجة إلى التأكيد قبل الذهاب إلى كأس العالم".
وفازت قطر باستضافة مونديال 2022، وسط حالة من الجدل حول كيفية اختيارها لاستضافة أكبر حدث في عالم كرة القدم.
ووصف جريج دايك، رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، فوز قطر بأنه "أسوأ لحظة في تاريخ الفيفا" عقب ظهور مزاعم انتهاكات الإنسان التي نفاها تقرير للفيفا في 2014.
فيديو قد يعجبك: