في قضية تفشي بكتريا إيكولاي: الاحتياطات في عموم أوروبا غير ضرورية
أعلن مفوض الصحة في الإتحاد الأوروبي أن تفشي الإصابة ببكتريا إيكولاي المعوية أصبح من الناحية الجغرافية مقصورا شمال ألمانيا وأن الاجراءات الاحترازية الموسعة التي تشمل أوروبا بكاملها غير مطلوبة.
كما حذر المفوض جون دالي من نشر معلومات غير موثقة بشأن تفشي الإصابة بالبكتريا، وقال إن مثل تلك المعلومات من شأنها نشر الخوف والتأثير بصورة سلبية على منتجي الخضروات.
تصريحات دالي جاءت قبيل اجتماع طارئ لوزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج لبحث أزمة تفشي بكتريا أيكولاي التي ضربت اثنتي عشرة دولة أوربية ، وأسفرت عن نحو 20 حالة وفاة كلها في ألمانيا باستثناء حالة واحدة في السويد ، فضلا عن إصابات متفرقة بلغ مجموعها نحو 2500 حالة.
وكانت الظاهرة الملحوظة هي أن الغالبية العظمى من حالات الإصابة تبين أنها مرتبطة بالسفر إلى ألمانيا أو العودة منها.
وقال دالي أمام البرلمان الأوروبي إن أعتقد أن تفشي الإصابة محدود جغرافيا في المنطقة المحيطة بمدينة هامبورج، ولذلك فليس هناك ما يدعو لاتخاذ إجراءات على مستوى أوروبا، كما أن أي اجراءات تستهدف منتجا بعينه ربما لا تكون مناسبة ، وذلك في إشارة إلى قرارات الحظر التي فرضتها دول أوروبية على منتجات واردة من كافة أنحاء القارة ، وكان أبرزها قرار روسيا بوقف استيراد كافة أنواع الخضر والفاكهة من الدول الأوروبية.
وأضاف دالي نحن على اتصال دائم مع أطراف ثالثة، بما فيها روسيا، ونحن نناشد روسيا أن ترفع الحظر الذي فرضته على وارداتها من الخضر الأوروبية .
وفي معرض التفسير لما حدث في بداية ظهور أزمة بكتريا أيكولاي ، قال دالي إن الإشارة السابقة بإصبع الإتهام للخيار الإسباني باعتباره مصدر الإصابة كان أمرا خاطئا.
وقال من الضروري ألا تندفع السلطات في أي دولة إلى الإدلاء بمعلومات غير مدعومة بدليل علمي، وينبغي ألا نتعجل في القفز إلى نتائج تفتقر إلى التمحيص .
وأكد دالي أن نظام الإنذار الصحي بالاتحاد الأوربي قد أثبت فعاليته بالرغم من أننا بحاجة إلى أن نتعلم دروسا مما حدث .
وعقب كلمة دالي ، رفع فرانشسكو سوسا مندوب أسبانيا في البرلمان الأوربي ثمرة خيار من إنتاج بلاده وصاح قائلا نريد رد الإعتبار للخيار الأسباني .
ويقول كريس موريس مراسل بي بي سي للشؤون الأوربية إن المناقشات في اجتماع لوكسمبورج ستنصب على معرفة إلى أي مدى اقترب الخبراء من تحديد المصدر الحقيقي لبكتريا أيكولاي ، ولكن أيضا وبنفس القدر من الأهمية ستكون هناك محادثات تتعلق بالتعويضات لمزارعي أسبانيا الذين بارت زراعتهم عقب الإعلان الأول الخاطئ الذي أشار إلى الخضروات الأسبانية باعتبارها مصدر العدوى.
وتشير تقديرات المزارعين الأسبان إلى أن خسائرهم نتيجة لذلك لا تقل عن 200 مليون دولار أسبوعيا.
ولكن مارك لوبيل مراسل بي بي سي في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورج يقول إن حجم صفقة التعويضات التي يدور الحديث بشأنها لا يزيد عن 164 مليون دولار ، كلها مقدمة من صناديق المساعدات التابعة للإتحاد الأوروبي ولن يتأخر دفعها عن الأسابيع القليلة القادمة، وهي تغطي نسبة 30 في المائة على الأقل من الأسعار الموسمية التي تدفع عادة في محاصيل الخيار والطماطم والخس في نهاية شهر مايو.
وفي نهاية يوم أمس الأثنين أعلنت وزارة الزراعة في ولاية ساكسونيا السفلى بألمانيا أن التحقيقات متواصلة بعد أن كشف التحليل الأول عن نتائج سلبية.
وقالت الوزارة إنها لا تتوقع التوصل إلى نتائج حاسمة في المدى القصير ، وأنه بالنظر إلى تعقد وصعوبة عملية الإختبار فإن نتائج 17 عينة خاضعة للفحص قد لا تظهر قبل بضعة أيام.
ولكن الوزارة قالت إن مزرعة أوليزين الواقعة على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من هامبورج هي مركز العدوى بالبكتريا.
وتنتج تلك المزرعة براعم نباتات أهمها الفول والفاصوليا والبزلاء والعدس والبروكولي وكذلك الخضر التي تدخل في عمل السلاطات.
وأشار تقرير في صحيفة نيو أوزنابرويكر الألمانية إلى أن هناك شكوكا في أن تكون السلالة المتفشية الآن من بكتريا أيكولاي هي صورة متحورة من هذه الطائفة من البكتريا المسببة لنزيف الأمعاء والمعروفة باسم إيكولاي إي إتش إي والتي تنتقل عادة خلال تلوث النباتات بالروث أو البراز.
ولكن النسخة المتفشية الآن تتسم بأنها أكثر شراسة وتسبب للمريض قدرا أكبر من الإسهال الدموي. ويقول العلماء إن هذه السلالة لم يعثر عليها في أمعاء حيوانات المزارع ، ولكن في أمعاء الإنسان ولذلك فإن من غير المحتمل أن تكون الحيوانات شريكة في نقل العدوى.
فيديو قد يعجبك: