بالفيديو .. محللون: الأشهر الخمسة القادمة ستكون حاسمة في المعركة بسوريا
كتب - جهاد الشربيني :
يقول أشخاص التقوا بالرئيس السوري حديثًا إن الأسد، البالغ من العمر 47 عامًا، تولى القيادة اليومية للجيش، وتحدثوا عن رئيس واثق بنفسه ومتأهب للقتال، ومقتنع بأنه سينتصر في النهاية عبر الأساليب العسكرية.
ولخصت صورة نُشرت على موقع فيسبوك للأسد في الزي العسكري التحول الذي طرأ عليه منذ أن قتل هجوم بقنبلة في يوليو القيادة الأمنية لدائرته الداخلية، بما في ذلك صهره ووزير دفاعه.
ويقول مؤيدون للأسد إن الناس كانوا يتساءلون حتى فترة قريبة عن المسؤول المقبل الذي سيعلن انشقاقه عن الجيش، لكن مضى بعض الوقت ولم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش.
وأضاف مؤيدوه، بحسب رويترز، أن الحكومة استعادت رباطة الجأش، بعد سلسلة من الانشقاقات وهجمات المعارضين على أهداف حكومية استراتيجية منذ الصيف.
وقال سياسي لبناني: ''القدرة القتالية مستقرة، إن قدرتهم على الإدارة اليومية والسيطرة على الموقف تحسنت، فالروس والإيرانيون أكثر صلابة، فهم يدعمونهم بالمال وبالمساندة السياسية والخبرة الفنية''.
وقررت الحكومة السورية تركيز جهودها على مناطق مهمة مثل العاصمة دمشق وحلب والطرق السريعة الرئيسية، وفشلت المعارضة حتى الآن في الحفاظ على مكاسبها في مواجهة قوة نيران القوات الحكومية.
وفقدت المعارضة كثيرًا من القواعد التي كسبتها في ضواحي دمشق وفي غيرها، ويبدو أن ذلك أدى إلى إحباط قادتها من تبني مخططات للتفجيرات الانتحارية ومعارك الكر والفر.
وأضاف مسؤول عربي: ''على المقاومة أن تنضج وأن توحد عملها وتتوقف عن مجرد ترديد شعارات أن بشار يجب أن يرحل.. بشار يجب أن يرحل، هناك أشياء أخرى يمكنهم عملها بداية من بعض الوحدة فيما بينهم''.
تغير اللعبة
ربما تكون نهاية اللعبة قد تغيرت أيضًا في سوريا، حيث قال سياسي لبناني: '' لا يتحدث أحد الآن عن سيطرة النظام على كل سوريا، وإنما يتحدثون عن قدرة النظام على الاستمرار'' ، ويقول مراقبون آخرون للصراع عن كثب إنه إذا كان الأسد يعتقد أن بإمكانه الانتصار فإنه موهوم.وقال دبلوماسي غربي: '' المشكلة هي أن النظام يعيش في عالم خاص به، من الواضح أن الناس يرفضون الفكرة، التي يرويها النظام، وهي أن النظام علماني يهاجمه متطرفون في معركة بين الخير والشر وأن بشار سيثبت يومًا أنه على حق، بشار ليس ضحية، هو سبب العنف''.
ويقول نشطاء إن بعض الجماعات المعارضة التي تضم إسلاميين متحمسين وليبراليين معتدلين اشتبكت مع بعضها البعض عسكريًا، ويظهر خلافهم الديني والأيديولوجي علنًا على المواقع الإسلامية على الإنترنت حيث يتبادل الأفراد السباب.
وتحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة، تشهد مذابح وقتلًا طائفيًا بشكل شبه يومي، وهو ما يقول بعض المراقبين إنه يجعل مصير الأسد أمرًا غير ذي صلة تقريبًا.
وأصبح الحديث عن الإصلاح السياسي، كما طالبت به احتجاجات سلمية كانت تريد مزيدًا من الحريات السياسية والديمقراطية وإنهاء المصالح الشخصية للأقلية العلوية الحاكمة في بلد تعيش فيه أغلبية سنية، أمرًا بعيدا عن الواقعية.
ويقول محللون إن الشيء الوحيد الذي يمكنه أن ينقذ سوريا هو التحول السياسي المنتظم، وقال سفير غربي: ''بحكم ما حدث من دمار وقتل، إذا لم تكن هناك حكومة انتقالية ذات جيش قوي فسوف تضيع سوريا لوقت طويل''.
إن الآمال في مهمة الإبراهيمي ضئيلة، مع الوضع في الاعتبار استمرار تدفق المال والسلاح على قوات المعارضة، بينما تحصل قوات الأسد على الدعم الروسي والإيراني.
ويتوقع أكثر المحللين أن يطول أمد المعركة، فالمخاطر كبيرة بالنسبة للأسد وللأقلية العلوية التي يبلغ عددها مليوني شخص، ولا يمكن للأسد أن يختار الرحيل بسهولة.
ويقول مراقبون إن من المستبعد أن تتخلى روسيا عن علاقاتها مع سوريا وترحل من منطقة البحر المتوسط، ومن المستبعد أيضًا أن تتخلى ايران عن شريكها الاستراتيجي.
وقال سياسي لبناني: ''ليس من السهل على القيادة في ايران التخلي عن سوريا أو تركها، لأننا عندما نقول إن إيران تتخلى عن سوريا، فهذا يعني أنها تتخلى عن دور القوة الإقليمية، وهو ما يعني أنها ستخسر كثيرًا من نفوذها الخارجي''.
لكن المسؤولين من الدول المتحالفة ضد الأسد ما زالوا يأملون أن يكون هناك فتيل لإطلاق عملية إسقاطه، وحتى ذلك الحين، تعمل القوى الإقليمية والغربية على إجراءات تطبق في حالة سقوط الأسد لتفادي ما جرى في العراق، بعد سقوط صدام من فوضى بسبب الفراغ في السلطة.
وقال دبلوماسي غربي: ''سيكون هناك سبب ما يؤدي إلى سقوط النظام، سقوط دمشق أو انقلاب في النظام أو أي شيء آخر، لا يمكنني توقع أي فتيل سيطلق العملية لكن النظام سيسقط.
وقال سياسي لبناني: ''ستكون الأشهر الخمسة أو الستة القادمة حاسمة في المعركة، وستختلف عن الأشهر الأربعة أو الخمسة الماضية، وسيكون الأمريكيون قد انتهوا من انتخاباتهم، وسيكون الروس قد حددوا موقفهم، وسيكون الموقف في إيران قد تبلور.
شعور باليأس
رغم انهيار الإيرادات، ووقف مبيعات النفط، ودخل البلاد من السياحة والانخفاض في قيمة العملة المحلية، فقد تجنبت البلاد حدوث انهيار لاقتصادها.لكن ذلك قد يكون مجرد مهلة مؤقتة للحكومة التي تنفق بسخاء على حملتها العسكرية، ولا يمكن الاعتماد على الدعم الإيراني، حيث تتدهور قيمة العملة المحلية الإيرانية أيضًا إلى ما لا نهاية، كما أن قدرة الحكومة السورية على الصمود أمام الرياح الاقتصادية المعاكسة تتراجع بسرعة.
ويقول سكان إن المتاجر تفتح أبوابها في دمشق خلال النهار، لكن الحياة تتوقف مع اقتراب غروب الشمس، وأقامت الحكومة والجيش حواجز على الطرق، وتقوم قوات الأمن بالتفتيش وتقتحم المنازل وتلقي القبض على النشطاء.
ويسود شعور باليأس بين السكان، وتفشت أعمال الخطف على أساس طائفي ومقابل فدى مالية، وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ودمرتها الآلة العسكرية الحكومية يتزايد الاستياء بين الناس الذين يعتبرون أن المعارضين جلبوا عليهم الخراب.
فيديو قد يعجبك: