الجارديان: لا يمكن وقف حمام الدماء في سوريا دون التحدث مع الأسد
لندن - أ ش أ
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية - اليوم الاحد - أنه على الرغم من أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ينشر خرابا ودمارا كبيرا الآن؛ الا انه أصبح لاعبا ضعيفا في التوازن الكلي للقوى العالمية.
وأشارت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم وأوردته على موقعها الالكتروني - الى ان سوريا تتجه للانحدار بسرعة الى حرب أهلية، كما أن قيام روسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو) لوقف مشروع قرار ضد سوريا داخل مجلس الامن التابع للأمم المتحدة أصبح نقطة تحول حاسمة في الكفاح الطويل الذي يقوم به المعارضون لنظام الاسد منذ عام تقريبا للاطاحة به.
وأوضحت الصحيفة ان الدول الغربية منقسمة بين مؤيد ومعارض للنظام السوري ولكن الاتجاه والسؤال الذي يدور حاليا ويتم مناقشته الآن هو: ماهو أفضل طريق لتصعيد الضغوط على نظام الاسد من أجل السيطره على الانهيار الذي يحدث، حيث ان هذا الاتجاه البسيط وبافكاره الرئيسة يتركز على نقطتين :الاولى أن إيران وجماعة حزب الله الشيعية البنانية لن يساعدا حليفهما القوي في حالة حدوث انهيار وشيك لسوريا، والثانية أن أي عنف يرتكب في سوريا يضع نظام الاسد في منطقة معزولة.
واضافت الصحيفة ان كل التوقعات تشير الى أن سقوط الأسد سيمثل ضربة استراتيجية لكل من إيران وحزب الله. كما ان طهران وبيروت أعلنا بشكل صريح وضمني ان نظام الاسد يمثل نقطة ارتكاز للدول الثلاث، ونتيجة لذلك تدعم طهران وبيروت الاسد شخصيا على الرغم من العنف والمذابح التي يقوم بها نظام الاسد ضد الثوار السوريين.
وتساءلت الجارديان: ماذا لو كان الرأي السائد هو الصحيح وان ايران وحزب الله لا ينظران الى مصالحهما الخاصة؟ وأكدت الصحيفة انه حتى في هذه الحالة لن تسير الامور كما ترغب دول الغرب، لان الانهيار الذي سيحدث لسوريا لن يكون تكرارا لتجربة أوروبا الشرقية التي حدثت في أواخر عام 1980 أو سقوط حسني مبارك في مصر، وذلك لان الأسد وأنصاره يسيطرون على قدرات عسكرية هائلة تشمل اسلحة كيماوية وأنظمة صواريخ باليستية، بالاضافة الى الدعم الطائفي الذي يحصل عليه نظام الأسد من الطائفة الشيعية العلوية التي ينتمي اليها والتي تدعم نظام الاسد ضد الأكثرية السنية التى تكتوي بالعنف من نظام الاسد وذلك على عكس الوضع في العراق أو ليبيا فضلا عن استمرار الدعم العسكري الذي سيقوي من وضع النظام السوري وسيطيل مدة بقائه على الرغم من ثقة الغرب من حتمية زوال هذا النظام من التاريخ.
ونوهت الصحيفة الى أن النهاية البطيئة لنظام الاسد تعني حربا اهلية عنيفة للغاية من شأنها ان تؤدي الى حرق سوريا، وأن من يعتقد أن نهاية النظام السوري يمكن أن تأتي فجأة سيواجه على الأقل مشكلة واحدة إضافية وهي أن سوريا تواجه انهيارا وشيكا لأن الأسد وأنصاره سيكونون على استعداد وقدرة لهدم سوريا كلها وذلك من خلال طرق عديدة سواء مع وجود حلفاء في طهران وبيروت او عدم وجودهم وذلك عن طريق شن هجوم واسع النطاق على اسرائيل.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول انه على الرغم من أن نظام الأسد قد يكون قادرا على نشر الدمار في المنطقة في الوقت الراهن؛ الا انه لاعب ضعيف في التوازن العام للسلطة، وهذا سيسمح بتشكيل ائتلافات كبيرة ستنأى عن هيمنة حزب البعث الحاكم في سوريا .
فيديو قد يعجبك: