لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ورق .. قصة مدينة مدمرة لا تخشي الطغيان

11:08 م الخميس 16 أغسطس 2012

راديو هولندا

من بين ركام البيوت المدمرة والشوارع المهجورة خرجت قصص لنازحين محليين يقطنون المدارس وبيوت لم تدمر بعد.
 
روايات لم يسمع عنها أحد ينشرها يامن الشامي على صفحة الفيسبوك ''ورق'' بلغة بعيدة عن التكلف والزخرفة. أخبار لا تتناقلها وسائل الاعلام العربية أو الغربية، فهي ليست عن التسلح وعدد القتلى والجرحى أو عن عدد الانشقاقات، هي كما يقول يامن: ''محاولات لنقل الالام من الداخل وجسر تواصل انساني بين المتضررين وبين ذويهم وأصدقائهم وكل من يجهل حقيقة آلامهم اليومية من الداخل منذ بدء الأحداث. هي صلة وصل بين المتلقي والمعاني''.

حكايات حقيقية تم اكتشافها بالبحث أو بالصدفة. حيث يجول يامن وأصدقاؤه بين المدارس والبيوت التي تؤوي النازحين ويجلسون معهم. يسمعون ويشاهدون أكثر من 20 قصة حزينة أحيانا قد تكون لشخص واحد فقط. يرفعها يامن يوميا على صفحة ''ورق'' وبعد عدة ايام يعود اليهم لينقل التعليقات وردود الأفعال عليها لأصحابها لتعزيهم وتبقي لهم فسحة من الأمل، وخاصة مع عدم وجود انترنيت وكهرباء ومع من لا يزالون غير قادرين على استخدام الحاسوب.

الا أن ما يفعله يامن تعدى كونه مشاركة انسانية ونقل قصص للعائلات بل اصبحت صفحته تقدم المساعدات غير المتوقعة لتنقذ عائلات بأكملها. هذا ما استقطب العديد من المتطوعين للصفحة من الصليب الأحمر ومن جمعيات خيرية سورية لم نذكر اسمها هنا حفاظا على السلامة الأمنية.

من الغوطة في حمص يروي يامن قصة أم عبد الرحمن التي فقدت ابنتها البكماء ياسمين خلال نزوحهم السريع تحت القصف، وبقيت تبحث عنها لـثمانية شهور. بعد نشر قصتها على صفحة ''ورق'' وصلت رسالة للصفحة تطمئن العائلة أن الفتاة تقطن بآمان مع عائلة مسيحية عثرت عليها ورعتها. ومن خلال التواصل واللقاءات التي وفرتها صفحة ''ورق'' عادت ياسمين إلى امها سالمة.

من المتطوعين ايضا من قدم مفتاح بيته لعائلة من النازحين. ومن قدم طعاماً وملابس ولوازم أساسية للحياة. وكل هذا جاء نتيجة لتأثر القراء من كل الأديان بالأحداث الانسانية الصعبة.

عن رأيه حول التخوف من مرحلة توتر طائفي في سوريا يقول يامن: ''نحن الآن في مرحلة التصدي للطائفية وليس الخوف منها، لأنها أصبحت واقعا وانتهى. نحن مفصولون بحواجز وهمية نفسية للأسف وطريق العودة اصعب.'' وحسب يامن فإن الحراك الشبابي يخضع هو الآخر لهذه الحواجز، والتواصل الشبابي بين المناطق الموالية والمعارضة في حمص شبه متوقف. ''لكننا مازلنا نراهن بثقة على بعض المثقفين والواعين والنشطاء الانسانيين من كل الطوائف'' يستدرك يامن.

اختار يامن ورفاقه تسمية ''ورق'' لصفحتهم على الفيس بوك لأنها مذكرات لاجئ أو نازح تم جمعها من أوراق متناثرة من هنا وهناك، من بيت أو شارع أو مدرسة، كتبها أصحابها وأرادوا مشاركة الآخرين بها.. يهديها يامن واصدقاؤه لمن قرر ''صم آذانه عن الحقيقة''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان