لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحرب على الإرهاب ''ذريعة فرنسا'' لنهب ثروات مالي

11:10 ص الأربعاء 23 يناير 2013

مالي - (الأناضول):

 قديماً كانت بعض الدول ترفع شعارات أخلاقية في تبرير معاركها الاستعمارية غير الأخلاقية ''، واليوم تكرر فرنسا نفس الشيء، بادعاء حربها على الإرهاب لتحفيز العالم على الوقوف معها في حربها بمالي، والتي يقف خلفها أطماع مادية واقتصادية بالدرجة الأولى.

وتكشف المقارنة بين أداء فرنسا تجاه الوضع في سوريا ومالي، وفق خبراء أستطلع مراسل وكالة الأناضول آرائهم، عن أطماع اقتصادية، لخصها نائب في البرلمان البلجيكي في فيديو يغزو موقع الفيديوهات الشهير '' اليوتيوب'' بقوله: '' الهدف من الحرب على مالي هو السيطرة على اليورانيوم .. نحن لسنا مغفلين''.

ويقول محللون أن تدخل فرنسا في مالي جاء بهدف الحفاظ على المصالح الاقتصادية الكبيرة لها في غرب أفريقيا .ومن أهم تلك المصالح استخراج اليورانيوم من النيجر شمال شرق مالي، والذي تديره شركة ''أريفا'' الفرنسية ويزود أكثر من ثلث محطات الطاقة النووية لشركة ''أو دي أف'' للكهرباء في فرنسا.

ويعد اليورانيوم من أهم مصادر الثروات الطبيعية في مالي، ويتركز في منطقة '' الشمال ''التي يسيطر عليها الإسلاميون، ويبلغ مخزونه بتلك المنطقة 100 مليون طن حسب تقديرات خبراء.

 وإضافة إلى يورانيوم النيجر الذي تزود به أكثر من ثلث محطات الطاقة النووية لشركة '' أو دي أف '' للكهرباء في فرنسا، فإن مالي البلد غير الساحلية التي تقع في غرب قارة إفريقيا هي أول مصدر للقطن في القارة، كما أنها – أيضا – ثالث دولة بعد غانا وجنوب إفريقيا في تصدير الذهب '' 52 طن سنويا ''.

وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، لا يفصل الدكتور حلمي الشعراوي مدير مركز البحوث العربية والإفريقية بالقاهرة الأزمة في مالي عن سياق هذه الثروات، وخاصة الذهب والنفط المتوافر لدى دول غرب أفريقيا ومنها مالي.

وقال الشعراوي : '' أزمة الإسلاميين في شمال مالي ممتدة من سبع سنوات، فلماذا هذا التدخل السريع في مالي؟ ''.

ولا يجد الشعراوي إجابة على سؤاله سوى أن ما يحدث في مالي له أبعاد اقتصادية، حيث تريد فرنسا بالتدخل العسكري أن تخلق لها مبررا للتواجد الدائم في المنطقة، خاصة بعد أن بدأت الصين تضع ثروات الدول الإفريقية وخاصة مالي في نطاق اهتمامها.

 ويشير مدير مركز البحوث العربية والإفريقية في هذا الإطار إلى ثروة مالي من الذهب، والتي أصبحت في الأعوام الثلاث الأخيرة ثالث أكبر منتج له في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وغانا، حيث قفز فيها إنتاج الذهب بسرعة فائقة متضاعفاً إلى 49 طناً مكعباً عام 2008 بعد أن كان 10 في المئة من هذا الرقم خلال تسعينيات القرن الماضي.

وإلى جانب الذهب، فإن النفط – أيضا – من بين الثروات المهمة، التي يرى الشعراوي أنها تدخل في نطاق اهتمام فرنسا، حيث يتواجد في المنطقة الممتدة من مالي حتى دارفور غرب السودان.

ويتفق الدكتور خالد حنفي الباحث في الشئون الإفريقية مع الرأي السابق من حيث وجود دوافع اقتصادية تقف خلف التدخل العسكري الفرنسي في مالي، لكنها ليست السبب الوحيد.

وحدد حنفي ثلاثة أسباب في مقدمتها السبب الاقتصادي ، حيث تخشى فرنسا على مصالحها في منطقة نفوذها المالي والاقتصادي '' ليبيا – الجزائر – مالي ''، أما عن السبب الثاني ويرتبط بالاقتصاد – أيضا - ،فهو خشية فرنسا من نجاح الحركات الانفصالية في مالي حتى لا يكون ذلك سلوك للحركات الأخرى في الدول المجاورة، بما يهدد مصالحها الاقتصادية في المنطقة، والسبب الثالث والأخير هو محاولة فرنسا استعادة نفوذها كقوة مؤثرة في الخريطة الدولية.

ولا يقتصر الأمر على المصالح الاقتصادية لفرنسا، بل أن الولايات المتحدة الأمريكية لها مصالح – أيضا – في هذه المنطقة التي تعتبر معبرا لنقل الغاز والبترول، وهو الأمر الذي دفعها إلى تلبية طلب فرنسا بتوفير جسر جوى لنقل قواتها إلى مالي حسب حنفي.

ووفق تحليل سياسي نشرته وكالة الأناضول أمس الأول، فإن الولايات المتحدة التي تستورد حاليا حوالي 15% من احتياجاتها النفطية من إفريقيا، وتطمح، بحسب مسؤوليها، إلي رفع هذا الرقم ليصل إلي 25% في 2015، كانت ستواجه مشكلات وتحديات كبرى في تأمين هذه المتطلبات

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان