إعلان

شبكة المرأة السورية: الكيان الجديد ومحاولة إنقاذ نسائية!

11:23 ص الثلاثاء 04 يونيو 2013

سوريا - دويتشة فيله:

شهدت العاصمة المصرية القاهرة مؤخرا تأسيس شبكة المرأة السورية بهدف المساهمة في بناء دولة ديمقراطية حديثة، تأخذ المرأة السورية فيها مكانها الطبيعي. DW عربية حاورت اثنتين من المؤسسات للشبكة بشأن هموم المرأة السورية.

جاء في تعريف شبكة المرأة السورية أنها جزء من ثورة الشعب السوري ضد النظام الدكتاتوري من أجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية ، حوارDWعربية مع عضوي الشبكة واللجنة التحضيرية، بسمة قضماني وندى الخش، دار حول الأدوار التي ستلعبها الشبكة على الأرض في ظل الظرف السوري المعقد وعن التحديات التي ستواجه هذا الكيان المدني الجديد.

DW عربية: من أين أتت فكرة تأسيس شبكة للمرأة السورية وما الهدف من كونها شبكة وليست أي شكل تنظيمي آخر كاتحاد أو منظمة؟

ندى الخش: في شباط 2013 تم دعوة مجموعة من النساء السوريات لحضور مؤتمر من تنظيم معهد أولاف بالمه في السويد، خلال المؤتمر بدأت تنضج أهمية تأسيس ما يسمى شبكة المرأة السورية وتم العمل بالفعل على إنجاز ورقة عمل تضم نقاط التوافق بين الموجودين من منظمات ومن أفراد مستقلين، منهم من يعمل في المجال النسوي، ومنهم من يعمل في المجال السياسي، ونظراً للتجربة التونسية والمصرية وللاستفادة منهما مع التركيز على ما يحصل من ازدياد للعنف في سوريا، ظهرت ضرورة لدور مهم للنساء في رسم ملامح سوريا المستقبل بإيجاد وسائل لوقف العنف.

ونضجت خلال تلك النقاشات مقترحات لإيجاد طريقة تنفيذية لذلك، فانتخبت لجنة تحضيرية للتحضير لمؤتمر تأسيسي في القاهرة خلال الفترة الواقعة بين 23 – 25 مايو 2013.

أما اتخاذها شكل الشبكة فذلك للابتعاد عن الشكل المؤسساتي، لأن المنظمة تحكمها قوانين أكثر صرامة وحالة هرمية إدارياً، مما قد تشكل سبب لتعطيل العمل فقد تشعر بعض النساء بأنهن ليسوا على نفس الدرجة من العطاء، بالإضافة للهدف الرئيسي وهو التشابك فيما بين العاملين في المجال النسائي السوري، سواء أفراد أو منظمات صغيرة أو كبيرة وما يوفره الشكل الإداري الأفقي من مرونة.

DW عربية: هل تطرح الشبكة نفسها كبديل عن الاتحاد النسائي السوري أو وجه للحركة النسوية؟

ندى الخش: الشبكة ربطت تطلعاتها منذ البداية مع تطلعات الشعب السوري. وقد كان القاسم المشترك بين المؤسسين للشبكة بعدم الاصطفاف بين ما يسمى معارضة أو موالاة، وإنما اتخاذ موقف بضرورة تغير النظام وتهيئ المرأة السورية للعب دورها في المرحلة الانتقالية وفي المستقبل وبالتالي لم يطرحوا أنفسهم كبديل عن الاتحاد النسائي الذي لم يصل في ذروة مجده إلا لتكريس دوره النمطي والتابع للسلطة.

وبالتالي لم يتم طرح الشبكة على أنها بديل عن أي تنظيم قائم، وإنما هي إحدى التشكيلات السورية، وليست الوحيدة، كما أنها لا تمثل المرأة السورية بالمطلق وإنما تمثل المنتسبين لها وطموحات المرأة السورية بشكل عام.

بسمة قضماني: شخصياً آمل أن يكون للشبكة دور يجمع كل العمل النسوي لتحقيق الأهداف الكبرى، والمفترض من الشبكة أن تكون كيان جامع ونبتعد عن العمل كمنظمة لتبقى المكان الجامع للنساء على المستوى الوطني والعمل الجماعي .

DW عربية: ما هي أبرز المهام التي ستقوم بها الشبكة في التحضير للمرحلة الانتقالية؟

ندى الخش: تحديات كبيرة مطروحة على الشبكة أكبر من إمكانيات طبيعة تكوينها، فالأفراد والمنظمات المكونة منها الشبكة بدون معايير لطريقة الانتقاء مع وجود حالة التشتت السوري مابين دول الجوار والدول الأوروبية والداخل المقطعة أوصاله، ومع أهمية أن يكون للمرأة دور في استحقاق وطني قضية معقدة وصعبة.

لذلك نحن نطمح بأن يكون للمرأة دور لوقف العنف أولاً، ومن ثم إيجاد خطة لنقل السلطة فيما بعد برسم الطريقة للمرحلة الانتقالية وصولاً لسوريا المستقبل.

أحلامنا أن تكون الشبكة قادرة مع غيرها من خارج الشبكة التي تتقاطع معها بقواسم مشتركة ودون أن تعتبر نفسها الممثل الوحيد لجميع نساء سوريا، من تشكيل فريق نسائي له ثقله في المجتمع على تحديد ما يريده الآن ومستقبلاً والعمل على تحقيقه، وهذا تحدٍ كبير للشبكة للعمل بهذه الطريقة لتحقيق أهدافها.

DW عربية: تتعرض النساء السوريات لانتهاكات متعددة، لعل أكثرها وأقساها تحصل داخل سوريا من قبل الأطراف المتصارعة، ما هو موقف شبكة المرأة السورية من تلك لانتهاكات ؟

بسمة قضماني: العنف الذي يمارس من قبل النظام تجاوز خطوط العودة للمكان الذي يحفظ النسيج الاجتماعي، وهو أن انتهاك أعراض النساء والعنف ضدهن هي رسالة على أنها حرب كاملة، وبالتالي استخدم النظام العنف ضد النساء لإيصال هذه الرسالة التي مفادها أن الشعب المعارض للنظام هو العدو.

في الوقت ذاته كان الرد من بعض القوى المعارضة المسلحة أنه ما سيمارس ضدنا سنمارسه ضد الآخر، ولكن خلال الثورة من الصعب وضع سياسات للتعامل مع القوى المسلحة وخاصة المتشددة منها، ولكن يمكننا كشبكة تشجيع المجتمعات المحلية على مقاومة تلك الانتهاكات المرتكبة من قبل المتشددين، كفرض الحجاب والقوانين التي تنتهك حرية النساء وحقوقهن من خلال الاحتجاج السلمي لفضح تلك الانتهاكات قبل أن تصبح قواعد في المجال العام.

ولكن هذا يتطلب فرض أحكام، ونحن اليوم أمام مشكلة تطبيق قانون مدني ووجود قضاة مدنيين وليست محاكم خاصة يفرضها صاحب السيطرة.

ولذلك أعطت الشبكة لنفسها مهام على هذا الصعيد، بوضع استراتيجيات لمواجهة تلك الانتهاكات قانونياً وسياسياً وفضحها إعلامياً، ومتابعة توثيق الانتهاكات لاستخدامها لاحقاً لتطبيق العدالة الانتقالية.

في الحقيقة لا أحد بإمكانه تعويض الأضرار في هذا السياق، ولكننا بحاجة لسياسات عامة تهتم بالوضع الصحي والنفسي للمرأة، كأولوية من أولويات وزارة الصحة على سبيل المثال، وأن يصبح مفهوم انتهاك أعراض النساء جريمة كاملة وليست جريمة شرف.

ولكن أي استراتيجيات ستضعها الشبكة لوقف أي انتهاكات من قبل أي طرف محدودة بسبب الوضع المسلح والوصول لحل سياسي، يفرض أولاً نزع السلاح ضمن خطة متكاملة وفرض قوانين وأحكام، ومنها تلك المتخصصة بالمرأة والانتهاكات المرتكبة ضدها.

أما القوى المتشددة فهي تسمد قوتها الآن من السلاح المتوفر لديها، وفي حال تم نزع السلاح منها لاحقاً لن تستطيع فرض أي شي، لأن المجتمع غير متفق مع أفكار تلك الجماعات.

DW عربية: واحد من الانتقادات التي وجهت للشبكة قبل تأسيسها بأنها ستكون حزب سياسي، ماردكم على هذا؟

بسمة قضماني: برأي أن هناك عدم فهم بين عمل شبكة ذات أهداف مدنية والعمل السياسي، والشبكة التي تضم منظمات مدنية وأفراد اجتمعت على أساس قيم وليس على أساس موقف سياسي، حتى أن النظام الداخلي للشبكة واضح بخصوص أهدافه المدنية وضمان عمل الشبكة تحت سقف الثورة.

وأيضاً كل القوى التي خرجت للاحتجاج والتغير في سوريا هي قوى متعددة، فالشبكة أولاً تربط بين أنشطة المنظمات والمبادرات التي تخرج من هذه القوى، وثانيا الشبكة لا تأخذ أي موقف سياسي بمعنى أنها ليست شبكة يسارية أو يمينية أو ليبرالية بالمعنى السياسي أو قومية، بل هي خارج تلك التصنيفات السياسية.

DW عربية: وهل ستعمل الشبكة في المجال السياسي ؟

بسمة قضماني: لا .. الشبكة ستعمل على المشاركة السياسية وليس في العمل السياسي، أي أنها ستشارك في كل ما يتم من أجل الوصول للسلام ووضع أسس الدولة الجديدة، وأيضاً المشاركة والمطالبة بالكوتا (نسبة تمثيل النساء) والتي نأمل أن تصل إلى 50% على المدى الطويل لتمثيل المرأة.

DW عربية: هل سيكون للشبكة تحالفات مع قوى سياسية لضمان حقوق النساء في كتابة الدستور والمشاركة في الحكومة مثلاً؟

بسمة قضماني: في حال وجود أحزاب وتيارات سياسية ترفع راية العمل المدني والسلم الأهلي الذي يعتبر من أولويات عمل شبكة المرأة السورية اليوم فستكون تلك القوى السياسية حلفاء طبيعيين للشبكة في الحملات ووضع الاستراتيجيات لتحقيق تلك الأهداف، وكذلك الأمر في القضايا الأخرى التي تعمل عليها الشبكة في الدفاع عن حقوق المرأة وصونها من العنف الموجه ضدها لذلك، أي قوى سياسية تحمل هذه القضايا وتدافع عنها ستكون حليفة للشبكة ليس لكونهم تحمل هذا التوجه أو ذاك ولكن لكونها حاملة لقضية تتقاطع مع قضايا وأولويات عمل الشبكة.

ندى الخش: التفكير الأمثل اليوم هو عدم الدخول بأي تحالفات مع أي قوى سياسية، ولكن ممكن أن تدخل في حوارات مع هذه القوى، لأن التحالفات في هذه السياق سيكون موضوع خطير على تكوين الشبكة وتحقيق أهدافها المدنية.

ولكن ستكون هناك تحالفات مع كيانات نسائية لها قواسم مشتركة مع الشبكة للعمل سوية وتشكيل قوة نسائية ضاغطة.

DW عربية: هناك تردد وابتعاد عن انخراط الشبكة في العمل السياسي بشكل واضح وصريح والإصرار فقط على المشاركة السياسية، ما سبب هذا التردد؟

بسمة قضماني: لأنه إذا حصل وانخرطت الشبكة في العمل السياسي سيكون هناك مجموعات من النساء، وليس الطيف الأوسع، ونظرا لتجارب دول أخرى وجدنا أن العمل على مطلب، وليكن المشاركة السياسية، إن لم يكن مطلب كل المجتمع ولكل النساء في كل توجهاتها سيكون بدون نتيجة وسيكون خلاف سياسي فقط، مثال كأن يطلب حزب يساري بمشاركة النساء ب 40% وفي المقابل حزب محافظ يطالب ب 20%. وهذا تعبير عن هدر لطاقة يفترض أن تشكل قوة ضغط يمكننا استخدامها لقضايا أكبر وأكثر أهمية لشريحة أوسع بدلاً من الدخول في خلافات سياسية.

DW عربية: من أين تستمد الشبكة قوتها؟

بسمة قضماني: باعتقادي من قدرتها على الانجاز، فمطلب الشعب بغالبيته العظمى الإنجاز على الأرض لا يهم من نحن، ولكن يهمه ماذا سنقوم به، وبالتالي أي كيان جديد مدني أو سياسي في الحالتين سيكسب مصداقية فقط من خلال إنجازه وعمله.

وهذا يتطلب أن تكون هيكلية الشبكة مرنة وقابلة للعمل المشترك بين الأفراد والمنظمات التي تتشكل منها من خلال القيام بنشاطات تخدم المجتمع والمرأة بشكل واضح، وهذا يتم من خلال العمل في المجال الاجتماعي فالاحتياجات في المجال القانوني والعمل وتغير الصورة النمطية للمرأة في الإعلام هي مجالات باعتقادي يمكن للشبكة أن تسرع للعمل عليها لتثبت تواجدها على الأرض وليكون لديها انجازات.

وإذا كانت روسيا حقا مهتمة بالتوصل إلى حل سلمي في سوريا، فوجب عليها إذن وقف صادرات الأسلحة للأسد، والجلوس في أسرع وقت ممكن مع الأوروبيين وجميع الأطراف الأخرى على طاولة المفاوضات

فيديو قد يعجبك: