إعلان

"تفتيش المصلين على أبواب المساجد".. ظاهرة جديدة في لبنان

11:44 ص الأحد 22 سبتمبر 2013

بيروت – (الأناضول )

أعرب عدد من اللبنانيين عن غضبهم من تنامي ظاهرة تفتيش المصلين قبل دخولهم الى المساجد لأداء صلاة الجمعة، من قبل عناصر قوى الأمن اللبنانية، أو من قبل عناصر لجان خاصة شكلتها أغلبية المساجد في مختلف المناطق اللبنانية، وهي الظاهرة الجديدة على البلاد، والتي لم يشهدها لبنان في الحرب الأهلية التي استمرت من العام 1975 إلى العام 1990.

وكانت هذه الظاهرة بدأت بعد التفجيرين اللذيْن استهدفا مسجدي السلام والتقوى في مدينة طرابلس في شمال لبنان أثناء صلاة الجمعة في 23 أغسطس / آب الماضي وأديا لسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.

واعتبر الكثير من المصلين في حديثهم لمراسل الأناضول، أن مثل "هذه الأفعال" مبالغ بها وأنها لا تحمي المسجد من الاستهداف إن أراد المخرب أن يستهدفه بأي أذى، فيما اعتبرها آخرون ضرورة كبيرة في ظل "الأوضاع الأمنية المتردية" التي يشهدها لبنان، من أجل الحفاظ على أمن المساجد والمصلين أثناء صلاة الجمعة .

وفي هذا الصدد، قال "محمد عيتاني" أحد المصلين بالعاصمة بيروت، إن التفتيش على أبواب المساجد، أمر "مبالغ فيه جدا"، واصفا إياه بـ"إبراز العضلات في غير مكانها الصحيح" .

واستغرب عيتاني في حديث لمراسل الأناضول هذه الظاهرة، قائلا: "نحن إبان الحرب الأهلية في لبنان لم نشهد ما نشهده اليوم على أبواب المساجد"، متسائلا عن "حقيقة الأوضاع الأمنية ومدى خطورتها اليوم مقارنة بما كانت عليه خلال الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990".

أما المصلي "حسين مكاوي" من بيروت، فأشاد في حديثه لمراسل الأناضول، بهذه الخطوات "الاحترازية"، داعيا في الوقت عينه الى تنظيمها وضبطها من أجل أن لا يعتبرها بعض المصلين أنها إساءة لهم.

من جانبه، قال مفتش المساجد في المديرية العامة للأوقاف الإسلامية بلبنان "الشيخ مازن القوزي"، إن "ظاهرة التفتيش هذه أتت بمبادرات ذاتية من لجان المساجد وقوى الأمن الداخلي دون وجود قرار رسمي من قبل المديرية العامة للأوقاف الإسلامية المسؤولة عن كل مساجد لبنان".

وفي حديث لمراسل الأناضول أضاف أنه "لا قرار من المديرية العامة للأوقاف الإسلامية بتشكيل لجان التفتيش على أبواب المساجد"، معتبرا إياها في الوقت عينه مجرد "إجراءات للحماية".

من جانبه قال "الشيخ محمود مسلماني" خطيب العديد من مساجد بيروت، إن "التفتيش على أبواب المساجد يكاد ينحصر في ما يحمله المصلي من أغراض وأكياس وحقائب أثناء دخوله الى صلاة الجمعة"، مشددا على "أهمية هذه الخطوات من أجل الحفاظ على سلامة المساجد والمصلين من الإرهاب المقنع الذي لا يراعي أي حرمة لبيوت الله وعباد الله" .

ونفى الشيخ مسلماني في حدثه لمراسل الأناضول أن يكون تفتيش المصلين على أبواب المساجد نوعا من "الشك بهم" بل من أجل"قطع الطريق على أي مخرب".

وفي هذا السياق قال مصدر أمني في قوى الأمن الداخلي اللبنانية، أن هذه الإجراءات اتخذتها قوى الأمن حول المساجد بعد تفجيري طرابلس .

وأضاف المصدر الأمني الذي رفض نشر اسمه، أن قوى الأمن الداخلي تعمل بتنسيق كامل مع الجيش اللبناني والمراجع الدينية الرسمية المسؤولة عن المساجد في لبنان، معتبرا أن هذه الإجراءات هي لخدمة المصلين وحمايتهم وليس لمضايقتهم على الإطلاق .

وأكد المصدر أن هذه الإجراءات ستستمر لحين انتفاء الأسباب الموجبة لها .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان