إعلان

روسيا تتهم الغرب باستغلال الاتفاق السوري للتهديد باستخدام القوة

09:05 م الأحد 22 سبتمبر 2013

موسكو - (رويترز):

اتهمت روسيا الغرب يوم الأحد بمحاولة استغلال اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية السورية للحصول على قرار من الامم المتحدة يتضمن تهديدا باستخدام القوة ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وسلمت سوريا معلومات عن ترسانتها الكيماوية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تنفيذا لأول مهلة يحددها الاتفاق الأمريكي الروسي الذي من المقرر ان يقره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأيام القادمة.

لكن القوى الكبرى في المجلس التي لم تتفق خلال الصراع الذي أودى بحياة اكثر من 100 ألف شخص لا تزال منقسمة حول كيفية ضمان تطبيق الاتفاق.

وتريد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا صدور قرار من مجلس الامن بموجب الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة والذي قد يجيز فرض عقوبات أو التدخل العسكري اذا تراجعت دمشق عن التزاماتها.

وتعارض روسيا -التي أعاقت مع والصين صدور ثلاثة قرارات بشأن سوريا منذ اندلاع انتفاضة 2011 ضد الأسد- تهديدات الغرب باستخدام القوة ضد حليف تواصل موسكو تزويده بالسلاح ودعمه خلال الحرب الأهلية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ''لا يرون في الاتفاق الأمريكي الروسي فرصة لإنقاذ العالم من كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية في سوريا وإنما فرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين.. تحديدا الدفع بقرار يتضمن (التهديد) باستخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة.''

وقال لافروف أيضا إن روسيا مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا لضمان سلامة مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة.

وأضاف لافروف ''هناك حاجة لوجود دولي على محيط المناطق التي سيعمل بها المفتشون... ونحن مستعدون لإرسال جنودنا وشرطتنا العسكرية للمشاركة... لا أعتقد أن هناك حاجة لفريق كبير. وأعتقد أن وجود مراقبين عسكريين سيكون كافيا.''

ووافق الأسد على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية بعد هجوم بغاز السارين في ضواحي دمشق الشهر الماضي والذي وصف بانه اسوأ هجوم كيماوي خلال 25 عاما.


واتهمت واشنطن قوات الأسد بتنفيذ الهجوم الذي قالت انه أودى بحياة ما يربو على 1400 شخص. وأضافت ان التقرير الذي أصدره خبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للامم المتحدة يدعم وجهة نظرها وهو تأكيد تفنده موسكو.

ويلقي الأسد بالمسؤولية في الهجوم على مقاتلي المعارضة قائلا انه ليس من المعقول ان تستخدم قواته الأسلحة الكيماوية في الوقت الذي باتت لها اليد العليا واثناء وجود مفتشي الأسلحة الكيماوية في وسط دمشق.

وقالت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأحد بشأن الجهود الرامية لتنفيذ عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية ان الولايات المتحدة ودول اخرى اعضاء بمجلس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لم تطلع بعد على المعلومات التي قدمتها سوريا للمنظمة.

وأضاف المسؤول ''سنجري تقييما للوثيقة بعد توزيعها على الدول الأعضاء.''

ويمهد الاتفاق الكيماوي الطريق أمام تدمير ألف طن من غاز الخردل وغاز الأعصاب وغاز السارين التي يعتقد خبراء امنيون ان سوريا تمتلكها لكن الحالة النادرة المتمثلة في التعاون بين أمريكيا وروسيا انعشت الآمال في استئناف المساعي الدولية للتوصل إلى حل سياسي للصراع السوري.

وكشفت رسالة من رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا لمجلس الامن الدولي والتي اطلعت عليها رويترز يوم الأحد التزام ائتلافه للمرة الاولى بحضور مؤتمر جنيف المقترح للسلام بشرط ان يكون هدف المؤتمر تأسيس حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة.

وكان الائتلاف قاوم ضغوطا للمشاركة في مؤتمر جنيف خاصة بعد الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس آب بالأسلحة الكيماوية.

وتعني تصريحاته ان كلا من حكومة الأسد والمعارضة السياسية الرئيسية وافقتا على المشاركة في محادثات السلام. لكن شروطهما للمشاركة لا تزال على ما يبدو ابعد من ان يتم التوفيق بينها .


ويصر مقاتلو المعارضة والمعارضة السياسية على ألا يضطلع الرئيس السوري بأي دور في الحكومة الانتقالية في حين استبعدت الحكومة التخلي عن سلطاتها لصالح معارضيها.

ولائتلاف الجربا نفوذ محدود للغاية على المقاتلين داخل سوريا خاصة الكتائب الإسلامية التي تتزايد قوتها والجماعات التي على صلة بتنظيم القاعدة.

وتسبب الاتفاق الأمريكي الروسي للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية في اثارة غضب مقاتلي المعارضة السورية الذين قالوا انه يحول انتباه العالم في الوقت الذي يستخدم فيه الأسد ترسانة كبيرة من الأسلحة التقليدية لسحق معارضيه. وكانوا يأملون ان تشن الولايات المتحدة ضربات جوية على الأسد يمكن ان تستخدم كنقطة انطلاق لاستعادة اراضي من قوات الأسد بعد ان اجبرت على اتخاذ موقف دفاعي على عدة جبهات في الشهور الأخيرة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان قذيفة مورتر أصابت مجمع السفارة الروسية في وسط دمشق يوم الأحد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان