خبراء سياسيون: الأزمة السورية باتت شديدة التعقيد
القاهرة - أ ش أ:
قال اللواء أسامة الجريدلى رئيس المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية إن الأزمة السورية باتت شديدة التعقيد وتتسم بالعنف القتالي الشديد ليتخللها أحيانا عمليات جس نبض دبلوماسية ومراجعة مقترحات ، ووسطاء ، ومبادرات تتشابك فيها مصالح ونوايا سواء قوى داخلية أو خارجية .
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها اليوم المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية بعنوان "تداعيات الأزمة السورية على الأمن الإقليمي والدولي" .
وأوضح اللواء الجريدلى أن الأزمة السورية تتسم بتشابكات مصالح قوى إقليمية متعددة ومتباينة الأهداف والمصالح متمثلة بالأساس فى إيران وحزب الله من جانب وتركيا من جانب آخر ، ولتنعطف بشكل خطير لتتسم أيضا بسمة "التدويل" ارتباطا بمواقف وتحركات القوى الدولية ذات الثقل (الولايات المتحدة - الاتحاد الأوروبي - روسيا الإتحادية - الصين الشعبية) " والذى لكل منها حساباته ومصالحه ومصالح حلفاءه ، في وقت تدور فيه جهود المنظمات الدولية والإقليمية في حلقة مفرغة ، ولا يوجد لها دور مؤثر أو فاعل يمكن أن يعبر بسوريا الشعب والأرض والموقع والتاريخ لبر الأمان لبر الأمان .
وأضاف رئيس المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية أنه فيما يتعلق بإسرائيل ، فتعلن بغير ما تبطن بأنها ليست طرفا في الأزمة الجارية وسترد بقسوة في حالة أي مساس عسكري بها من جانب سوريا ،في الوقت الذى يدور فيه حرب نفسية بين الطرفين ، واستهداف إسرائيل مصالح خاصة تريد تحقيقها من محصلة هذه الأزمة ، تخضع لتوازنات في حساباتها "ما بين" القضاء على نظام بشار أو استمراره باعتباره لم يمسها أو يرد على تجاوزتها العسكرية السابقة ، و"ما بين" البديل في ظل سقوط نظام بشار والذى قد يأتي - من ضمن ما يأتي - بقوى وأطراف متطرفة وإرهابية لتكون الأقوى على الساحة السورية لا تتسق أهدافها ومصالحها مع نظيرتها الإسرائيلية ، بل وقد تتيح الفرصة لتفجير الموقف داخل الساحة السورية ذاتها قد تمتد انعكاساته للمساس السلبى بالأمن الإسرائيلي .
من جانبها قالت الدكتورة هالة مصطفى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إنه منذ انفجار الأزمة السورية قبل عامين والحديث لا ينقطع عن احتمال التقسيم سوريا إلى ( دويلة علوية في الساحل الغربي وكردية في الشمال والشمال الشرقي ودولة سنية في باقي المساحة الواسعة من وسط سوريا ) وقد تنضم إلى هذه التقسيمات أجزاء من لبنان وتركيا والعراق وفق توزيع الأقليات والطوائف. وهو سيناريو باتت تعززه " حرب المدن " الدائرة الآن بين قوات النظام من ناحية , والقوات المعارضة من ناحية أخري .
وأضافت أنه ستظل الأولوية الأمريكية في هذه المرحلة - من خلال إضعاف النظام السوري - هي توجيه ضربة غير مباشرة لإيران و حزب الله وكلاهما يشارك فعليا في القتال مع قوات بشار . ولكن ستبقى السيناريوهات مفتوحة وتثير كثير من التساؤلات أهمها إلى أي مدى ستؤدى الضربة العسكرية المتوقعة إلى تغيير مسار الصراع و إضعاف النظام إلى حد القبول بتنحي الأسد أو الإقرار بالتقسيم بحيث يأخذ كل طرف ( النظام من ناحية و المعارضة من ناحية أخرى ) الأجزاء التي يسيطر عليها فعليا على الأرض ؟ .
وتساءلت :"ماذا سيكون عليه رد فعل ايران و حزب الله ؟ وأيضا ماذا سيكون رد فعل روسيا - الطرف الدولي الداعم لمحور سوريا إيران- خاصة بعد أن أرسلت مؤخرا ثلاث سفن حربية الى السواحل السورية ؟ و أخيرا ما هو موقع الحرب السورية المحتملة في هذا التصور الافتراضي للشرق الأوسط الجديد؟
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: