مفوضة أوروبية تنتقد تردد مجلس الأمن إزاء الازمة السورية
بروكسل -(د ب أ):
انتقدت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية ، كريستالينا جورجيفا ، مجلس الأمن الدولي بشأن عدم قدرته على التوصل لتوافق حول مواجهة الأزمة السورية.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) هذا الأسبوع ، قالت جورجيفا إن مجلس الأمن "أصيب بشلل" تام ، ودعت إلى "حل سياسي" لما وصفته بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في الوقت الحاضر".
وردا على سؤال حول سبب اعتقادها بأن مجلس الأمن متردد في تبني حل قوي للأزمة السورية ، قالت جورجيفا :"ليس لدي إجابة واضحة بهذا الشأن . لقد أصيب مجلس الأمن بالشلل ، لقد صار مؤسسة من الماضي ، ليس مواكبا للقرن الواحد والعشرين ، إن عدم قدرة مجلس الأمن حتى على تبني قرار ينص على أمرين بسيطين " لا تقتلوا المدنيين ولا تطلقوا النار على من يخاطرون بحياتهم لمساعدتهم " هو أمر غير مقبول على الإطلاق".
وحول رؤية المفوضية الأوروبية بشأن ما يمكن عمله لوقف هذه المأساة أشارت جورجيفا إلى أن المنظمات الانسانية تولي اهتماما منذ فترة طويلة للاضطرابات في سوريا كأسوأ أزمة خلال العقود الماضية .
وذكرت أنه جرى تبني نهجا منسقا ، وأن أحد أهدافنا تمثل في التوصل إلى مستويات غير مسبوقة من التمويل حتى يتسنى مساعدة أكبر عدد ممكن من الاشخاص . وبذلك فإن الأمر لا يقتصر فقط على المساعدات المنقذة للحياة - مثل الدواء والغذاء والمأوى والحماية - بل يفتح الطريق إلى غيرها . وأوضحت أن هذه المساعي تخلق قوة دافعة لتعبئة وجمع الأموال من المانحين التقليديين ، بل والدول العربية وروسيا.
وردا على سؤال حول الرسالة الجوهرية التي يمكن أن توجهها بشأن الأزمة السورية ، قالت جورجيفا إنه :"حتى عندما تكون الشعوب غير مستعدة للغاية للانصات … نشدد مرارا وتكرارا على مسألة احترام قانون الحرب ن احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان . وأريد أن أكرر ذلك : ما يحدث في الصراع السوري لا يمثل مأساة للشعب الذي يكتوي بويلاته فحسب ، بل هو مأساة للعالم أجمع . واليوم صارت مأساة لمستقبلنا : إنها تضع سابقة خطيرة للغاية".
وفي معرض ردها حول ما إذا كانت لا تزال واثقة في الوصول لحل سياسي ، قالت جورجيفا إنه إذا كنا سنتعلم من التاريخ فإنه يخبرنا أن حل كل صراع وكل حرب في النهاية جاء عبر حل سياسي . حتى الحروب الأكثر دراماتيكية في التاريخ الحديث ، في فيتنام وكوريا ، وحتى الحرب العالمية الثانية ، انتهت بمعاهدة سلام أي بحل سياسي.
وأشارت إلى أن السؤال الوحيد هو : كم من الأشخاص سيلقون حتفهم إلى حين التوصل لحل سياسي ، وقالت "نحث المجتمع الدولي على التحلي بالشجاعة والإصرار للسير في طريق الحوار . من أجل السوريين أنفسهم ، ومن أجل المجتمع الدولي أيضا".
وحول إمكان أن يمر استخدام الأسلحة الكيميائية على أيدي النظام في سوريا دون عقاب ، قالت جورجيفا إنه لابد من إدانة استخدام الأسلحة الكيميائية الذي وصفته بأنه غير مقبول على الإطلاق. وأشارت إلى أن الشيء الأهم على الإطلاق هو منع تعرض البشر لهذا النوع من الأسلحة في المستقبل .
وقالت :"لكننا في الاتحاد الأوروبي نسعى جاهدين إلى حل سياسي . أعتقد أن المشكلة الأكبر الآن هي عدم تحرك المجتمع الدولي بشكل موحد ، وهذا التراخي يمكن أن يكبدنا ثمنا باهظا للغاية".
وأردفت قائلة "كم شخص سيقتل " ، نواجه واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في وقتنا هذا ، ولكن ليس لدينا صوت موحد لنتحدث عن أهمية إجبار أطراف الصراع على حوار وحمل المجتمع الدولي على التحرك من أجل تجاوز الخلافات " إنه الطريق الوحيد للخروج من هذا الجنون.
وردا على سؤال حول احتمال امتداد هذا الصراع إلى خارج سوريا ، قالت جورجيفا :"بالتأكيد" ، وأوضحت أن العالم يستخف بالطبيعة المتفجرة لهذا الصراع على دول الجوار. وقالت إنه "حال تزعزع الاستقرار في لبنان ، سنواجه مشكلة هائلة بسبب اللاجئين السوريين في لبنان ، بل ربما يفر اللبنانيون أيضا ويتزايد الخطر على أوروبا".
فيديو قد يعجبك: