إعلان

في ''كعابيش'' فيصل: الشارع ''وقع''.. والحي: صاحب الأرض يحل الأزمة

04:10 م الثلاثاء 20 يناير 2015

كتبت- يسرا سلامة:

في تمام الثانية عشر من ظهر اليوم، كان ''محمد'' يجلس بين أكوام الغسيل في مغسلته التي يعمل بها، توقف العمل بمحل الشاب العشريني لانقطاع المياه عن الشارع الذي يستقر به مصدر رزقه، تحديدا شارع هشام الوفائي متفرع من شارع كعابيش بمنطقة فيصل، لم يكن الأمر انقطاعا عاديا لكن نتيجة هبوط الشارع وغرقه بالمياه.

توقف المياه لدى ''محمد'' لم تكن مشكلته وحده، فالمحل يوجد أمامه أرض فراغ، يستعد أصحابها إلى بناء بيت جديد، ضرب العمال به الأساسات والخرسانة، لم يمر الامر عاديا بعد أن سقطت الأساسات الضاربة في أعماق الأرض، وانفجر على إثرها الصرف الصحي بالمنطقة، وتهدم الأساس وغرق الشارع الرئيسي.

لم يكن سهلا لسكان المنطقة الحركة في الشارع بعد أن تهدم، وبات معروفا لركاب ''التكاتك'' منذ الأمس بـ''الشارع اللي وقع''، لكن سهولة الحركة لم تكن الأزمة بعد انقطاع المياه، وتوقف الغاز وإصلاح الغاز من قبل الشركة بعد إبلاغ الساكنين بفترة وجيزة، لتستمر مشكلة المياه حتى اليوم التالي.

''هاشم'' رجل ستيني يجلس أمام أعمال الحفر، يقول ''الشارع ده اتبنى على إيدي واتهدم أدام عيني''، يقول الساكن بالمنطقة إن المشكلة حين تأسس البيت اصطدمت أساساته بمواسير الصرف الصحي، ومع استمرار الوقت زادت الأزمة بغرق الشارع كله، حتى حرك الشارع الرئيسي، والمقدر بنحو 7 متر، وسقط الشارع وتوقفت المياه، بعد إبلاغ السكان بالأزمة، وتحركت شركة المياه وأغلقت المواسير الرئيسية.

قوات من الحي جاءت إلى رصف الشارع من الخارج بدءا من اليوم، يقول ''هاشم'' إن مطالبات من أهالي المنطقة استمرت إلى الحي منذ عامين، من أجل إصلاح المجاري، التي تم تنفيذها بالأساس من خلال ''جهود ذاتية'' أى من المواطنيين أنفسهم، وليس بإشراف من شركة المياه من المحافظة، ''إحنا بلغنا الحي إننا مستعدين نساهم معاهم بالفلوس ونحل مشكلة الصرف قبل ما تغرق المنطقة، ورحنا قابلنا نائب المحافظ، لكن محدش ساعدنا، واللي بيتقال لنا إن المنطقة جزء من خطة التطوير، لكن مفيش حاجة حصلت''.

''عبد الله السيد'' واحد من أصحاب الأرض التي تدور عليها عملية البناء، يقف يتابع عملية ردم المنطقة، يقول أن إبلاغ الحي بالأزمة لم يمنع من أن اصحاب الأرض يتكفلوا بإصلاح ما تم من غرق للشارع، وإن أصحاب البيت يتحملوا إصلاح الشارع بجانب تحمل التكلفة الناتجة عن هدم الأساسات، التي وصلت بحسب قوله إلى 500 ألف جنيه.

ويقول ''مصطفي'' أحد سكان الشارع، إن الأزمة تقع على كاهل الحي؛ فحين أسس للشارع اهتم فقط بالمصارف الصحية على الشارع الرئيسي، أما بداخل الشارع فالأمر كان متروكا للسكان ''كل مجموعة بيوت جمعوا 10 الآف جنيه وبنوا الصرف الصحي، يعني بشكل عشوائي بعيد عن أعين الحي ومن هنا حصلت المشكلة''.

مسؤل من إدارة الصرف بحي الهرم –الذي رفض ذكر اسمه- قال إن الازمة يتم إصلاحها منذ ان وقعت، وأن مجموع من المسؤلين من حي الهرم التابع له الشارع توجهوا إلى المكان اليوم، وجاري ردم الشارع، مضيفا أن تكاليف إعادة الشارع إلى طبيعته وإصلاح الصرف الصحي ستتم على تكلفة المواطنيين بحسب قوله ''هو مين اللي يتحمل المواطن ولا الحي؟'' في إشارة لصاحب الأرض، حتى لمنطقة الشارع الخارجة عن حرم مكان حفر البيت.

وقال مصدر آخر لـ''مصراوي'' من حي الهرم إن الحي لن يتحمل تكاليف الإعادة وإنما الإشراف، وأشار أن عمال من شركة المياه تحاول إصلاح الوضع في الشارع الرئيسي، وعودة المياه خلال ساعات، بحسب قوله.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان