إعلان

نظرة على "تكيتكات" الدولة الإسلامية في معركة الموصل

12:22 م الثلاثاء 25 أكتوبر 2016

نظرة على "تكيتكات" الدولة الإسلامية في معركة الموص

كتب – سامي مجدي:
يلجأ تنظيم الدولة الإسلامية إلى تكتيكات بديلة للتعامل مع الهجوم الواسع الذي تشنه القوات العراقية المدعومة بمليشيات الحشد الشعبي الشيعية ومقاتلي العشائر السنية بغطاء جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي دخل أسبوع الأول ووصفه القادة العسكريون بأنه "يسير بوتيرة سريعة".

التنظيم المتطرف فتح جبهات جديدة بعيدا عن الموصل، معقله الرئيسي في العراق. فيوم الجمعة، شن عشرات المقاتلين من الدولة الإسلامية هجوما مع الفجر على مقرات حكومية ومجمعات للشرطة في مدينة كركوك شمالي العراق وحولها.

تبعد كركوك أكثر من 100 كيلومترا عن خطوة الموجهة في معركة الموصل المصيرية والتي طال انتظارها. والمدينة مركز رئيسي لإنتاج النفط.

أسفر الهجوم عن مقتل 46 شخصا وجرح ما لا يقل عن 120 شخصا. وقال نجم الدين كريم محافظ كركوك يوم الاثنين "انتهى الهجوم وعادت الأمور لطبيعتها"، مضيفا أن قوات الأمن قتلت "أكثر من 74 إرهابيا في داعش واحتجاز كثيرين من بينهم زعيمهم".

ولا تزال المدينة خاضعة لحظر تجوال فرض منذ أيام، فيما تفيد تقارير بتواصل الاشتباكات المتفرقة في انحاء المدينة.

كان تنظيم الدولة الإسلامية قد استولى في هجوم خاطف على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية بعد بغداد العاصمة، وأعلن من على منبر أحد مساجدها خلافته الإسلامية المزعومة بزعامة أبو بكر البغدادي.

في السطور التالية نظرة على أبرز "التكتيكات" التي يستخدمها التنظيم لتشتيت تركيز القوات المشاركة في هجوم الموصل عن هدفها الرئيسي: تحرير المدينة.

استخدام المدنيين دروعا بشرية
مع اقتراب ساعة الصفر للهجوم على الموصل، أعربت منظمات إغاثية دولية عن مخاوفها حيال مصير المدنيين الذين يعيشون في الموصل. ويعتقد أن ويعتقد أن عدد المقيمين ‏يتقرب من المليون ونصف المليون شخص، بينهم نحو 5 آلاف مقاتل من الدولة الإسلامية.

معركة الموصل 2

هذه المخاوف تزايدت بعد تقارير عن احتجاز التنظيم مئات الاشخاص واحتمالية استخدامهم كدروع بشرية في مواجهة القوات التي تعمل على تحرير الموصل.

وقالت الأمم المتحدة إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية اختطفوا نحو 500 أسرة من قرى في محيط الموصل.

وذكرت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شمداساني في وقت سابق هذا الأسبوع أن ثمة تحقيقات جارية بشأن تقارير حول قيام مسلحي التنظيم بقتل 40 شخصا من قرية واحدة، فيما أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأربعاء بهروب 900 من المدنيين من الموصل، وعبروا الحدود إلى سوريا.

وهذه أول مجموعة كبيرة من المدنيين يتأكد هروبها من الموصل، منذ أن بدأت القوات العراقية عملياتها العسكرية لتحرير المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.

وحذرت وكالة المساعدات (أنقذوا الأطفال) في وقت سابق من أن خمسة آلاف شخص وصلوا إلى مخيم عبر الحدود في سوريا خلال الأيام العشرة الأخيرة.

وأوردت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن شهود عيان من سكان الموصل، قالوا إن عناصر التنظيم "يستخدمون المدنيين دروعا بشرية منذ أن سيطر الجيش العراقي والبشمركة على قرى محيطة بالموصل".

ويواجه مئات العراقيين ظروفا قاسية بعد هروبهم من مدينة الموصل مع تواصل المعارك وزيادة حدتها.

استخدام أسلحة كيماوية
"تكتيك" اخر لجأ إليه تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أضرم مسلحوه النار في مصنع للكبريت لدى هروبهم مع تقدم مع تقدم القوات الحكومية العراقية من معقلهم في مدينة الموصل.

وأفادت تقارير صحفية بأنه المئات يعالجون من تأثيرات أدخنة سامة تسربت من المصنع.

وارتدى جنود أمريكيون موجودون في قاعدة قريبة من الموصل أقنعة تحميهم من أدخنة السامة المنبعثة من المصنع، حيث دفعت الرياح الأدخنة المنبعثة من النيران تجاه قاعدة القيارة الجوية.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء أن 1000 آخرين يتلقون العلاج بعد معاناتهم من مشاكل مرتبطة بالتنفس.

وثاني أكسيد الكبريت هو غاز سام إذا استنشق أو تعرضت له البشرة أو الأعين، وولدى استنشاقه، يحدث حساسية في الأنف والحلق. وقد يتسبب في شعور بالغثيان وحالة قيء وآلام في المعدة وأضرار في الرئة والمجرى الهوائي.

وإذا تعرضت له البشرة تظهر عليها بثور يصاحبها شعور بألم شديد. وقد يؤدي أيضا إلى الإصابة بالعمى إذا تعرضت له العين.

وكالة أسوشيتد برس للأنباء، نقلت عن الجنرال جوزيف دونفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، قوله إن صاروخ أطلقه تنظيم الدولة الإسلامية على قاعدة القيارة التي يوجد لها مئات من الجنود الأمريكيين. هذا الصاروخ كان يحمل عناصر كيماوية.

ووصف مسؤولون أمريكيون هذا الهجوم بأنه "تطور خطير".

وقال دونفورد إن تنظيم الدولة الإسلامية يملك "شبكة حرب كيماوية"، غير أنه يتملك أدوات محدودة لصنع أسحلة كيماوية ذات فعالية. واشار المسؤول الأمريكي إلى أن مسلحي التنظيم هاجم مصنع سابق لإنتاج الأدوية بالقرب من الموصل.

هذا المصنع كان التنظيم يستخدمه لإنتاج غاز الخردل وبعض المواد الكيماوية الأخرى.

هناك مخاوف أخرى من استخدام الدولة الإسلامية طائرات بدون طيار من صنع التنظيم لشن هجمات مثلما جرى في الهجوم على قوات فرنسية وكردية شمالي العراق في وقت سابق هذا الشهر، والذي قتل فيه كرديين اثنين.

هجمات انتحارية
تعد الهجمات الانتحارية أحد أهم الأسلحة التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية ويتقنها. بشكل كبير، تستهدف هذه الهجمات "الأهداف الناعمة" والتي يكون أغلب ضحاياها من المدنيين.

هذا فضلا عن الألغام التي زرعها التنظيم في الطرق المؤدية إلى الموصل.

في الأسبوع الأول لمعركة الموصل، نفذ مسلحو التنظيم الكثير من الهجمات الانتحارية، حيث يندفه مقاتلوه بسيارات محملة بالمتفجرات تجاه الخطوط الأمامية للقوات الحكومية.

وهناك مخاوف من أن يسعى التنظيم لشن هجمات على غرار تفجير الكرادة الذي قتل فيه نحو 300 شخصا. والهجوم هو الأكثر دموية في بغداد منذ أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بصدام حسين قبل 13 عاما.

أيضا هناك مخاوف من شن التنظيم هجمات أخرى على غرار هجمات باريس في نوفمبر 2015، والتي قتل فيها ما لا يقل عن 130 شخصا.

المخاوف تلك تنبع من الخلايا النائمة التي نحج التنظيم في زرعها أو تجنيدها في العراق أو في الغرب منذ نشأته قبل سنوات.

ويرى المحلل العسكري أحمد الشافعي المقيم في بغداد أن "ماجرى في كركوك قد يكون مقدمة لسلسلة عمليات، ولا يمكن أن نستبعد بغداد". وأضاف لوكالة أسوشيتد برس "هناك خلايا نائمة في أنحاء العراق، خاصة في بغداد".

هجوم كركوك

ورغم بدء معركة تحرير الموصل منذ أسبوع، إلا أن الخبير الألماني جويدو شتاينبرج، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسة العلوم والسياسة في ألمانيا، قال في تصريحات لإذاعة "أر بي بي" ( إذاعة برلين براندنبورج) إنه سيكون من الصعب طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين تقدر أعدادهم بخمسة آلاف مقاتل من المدينة.

وقال إن "المعارك الفعلية لم تبدأ بعد."

map

فيديو قد يعجبك: