إعلان

الفيتو يجهض مشروع قرار بشأن حلب.. وانتقاد سعودي قطري لموقف مصر

10:36 ص الأحد 09 أكتوبر 2016

مجلس الأمن الدولي

كتب – محمد مكاوي:

تبادل كل من روسيا والغرب إجهاض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي باستخدام حق النقض (الفيتو) بشأن الأوضاع في مدينة حلب السورية، فيما ظهر موقف مصر عند التصويت مؤيدًا للقرارين وهو ما أعقبه انتقاد سعودي قطري بسبب تأييد القاهرة لمشروع القرار الروسي.

وطالب مشروع قرار فرنسي - إسباني الذي أجهضته روسيا باستخدام الفيتو بوقف فوري لإطلاق النار في سوريا، بما في ذلك مطلب بوقف كل الضربات الجوية على مدينة حلب، ووصول المساعدات الإنسانية بدون عراقيل وإنهاء جميع أشكال القصف الجوي على مدينة حلب.

ولكي يتم إقرار قرار في مجلس الأمن فإنه يحتاج إلى موافقة تسعة أصوات مع عدم استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) لحق النقض (الفيتو).

وحصل مشروع القرار على تأييد 11 عضوا بينهم مصر وامتنعت كل من الصين وأنجولا عن التصويت، ورفضه فنزويلا إلى جانب روسيا.

وهذه هي المرة الخامسة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة بشأن سوريا أثناء الحرب التي دخلت في عامها السادس وأدت إلى مقتل أكثر من 250 ألفًا ونزوح أكثر من نصف سكان سوريا داخليا وخارجيا.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، مجلس الأمن في جلسته، إلى "تحرك فوري لإنقاذ حلب"، مطالبا بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا.

وانتقد أيرولت استخدام روسيا لحق النقض، وجدد التذكير بمقترح بلاده بإلغاء حق النقض حين يتعرض مدنيون للقتل، واصفًا استخدام روسيا "الفيتو" في التصويت على مشروع قرار هدنة في حلب بأنه متناقض. بينما قالت موسكو إن "مشروع القرار الفرنسي يشوه بشكل صارخ الوضع الحقيقي (في حلب) ويحمل طابعا مسيسا وغير متوازن وأحادي الجانب".

وعندما طُرح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، استخدمت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حق الفيتو لإجهاض مشروع القرار الذي حظي بتأييد مصر وفنزويلا والصين، ومعارضة 9 دول، وامتناع أنجولا وأوروجواي عن التصويت.

وقال إسماعيل جاسبر مارتينيز سفير أنجولا لدى الأمم المتحدة إن بلاده امتنعت عن التصويت في الاقتراع على المشروعين لأنها لم تشأ أن تستدرج إلى السجالات بين الولايات المتحدة وروسيا.

ويطالب مشروع القرار الذي أعد كبديل لمشروع قرار آخر أعدته فرنسا وإسبانيا، إلى عودة فورية لوقف الأعمال القتالية في سوريا في ظل اتفاق أمريكي روسي سابق.كما يدعو النص الروسي أيضا إلى فصل جماعات المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة المصنفة على أنها إرهابية من جانب الأمم المتحدة ويطالب بألا يدعم أي طرف في الصراع السوري أي جماعة إرهابية بما في ذلك متطرفي تنظيم داعش.

واتهم نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ديفيد بريسمان روسيا بدعم الإرهاب وقال إنها "أصبحت أحد المتعهدين الرئيسيين للإرهاب في حلب مع استخدامها تكتيكات مقترنة في العادة بقطاع الطرق أكثر من الحكومات." وأضاف أن روسيا "عازمة على السماح للقتل بأن يستمر وفي الواقع المشاركة في تنفيذه" وإن المطلوب من موسكو هو "القليل من الكلام والمزيد من الأفعال من جانبهم لوقف المذبحة".

انتقاد خليجي لمصر

انتقدت السعودية وقطر موقف مصر المؤيد لمشروع القرار الروسي الذي طرح للتصويت أمام مجلس الأمن، وقال مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي في تصريحات لمراسل قناة الجزيرة، إنه " كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب المصري.. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر".

وأظهرت لقطات مصورة مندوب مصر لدى الأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا ونظيره السوري بشار الجعفري وهما يتهامسان قبيل بدء جلسة مجلس الأمن للتصويت على مشروعي القرارين الفرنسي والروسي.

إجهاض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي باستخدام حق النقض

كما وصفت مندوبة قطر لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني موقف مصر بـ"المؤسف" وقالت لمراسل قناة الجزيرة إن "إن المهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية بعد استخدام روسيا الفيتو للمرة الخامسة".

وأرجع مندوب مصر لدى الأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا، أسباب موافقة مصر على مشروعي القرارين إلى أن مصر تؤيد كل الجهود الهادفة لوقف مأساة الشعب السوري، وأنها صوتت بناءً على محتوى القرارات وليس من منطلق المزايدات السياسية التي أصبحت تعوق عمل مجلس الأمن.

وقال أبو العطا إن " السبب الرئيسي في فشل المشروعين يعود للخلافات بين الدول دائمة العضوية بالمجلس".

وعَدَّد مندوب مصر عدة عناصر مشتركة بين المشروعين المتنافسين – بحسب بيان صادر عن الخارجية – منها "وقف استهداف المدنيين السوريين، ودعم النفاذ الإنساني ووقف العدائيات وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة، وضرورة التعاطي الحاسم مع استخفاف بعض الجماعات المسلحة بمناشدات المجتمع الدولي لها بعدم التعاون مع التنظيمات الإرهابية".

وانهارت نهاية الشهر الفائت الهدنة التي توصلت إليها روسيا والولايات المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصر بعد اتهام كل طرف الاخر بأن الجانب الذي يدعمه خرق وقف إطلاق النار.

وعلقت الولايات المتحدة الأسبوع الفائت المحادثات مع روسيا حول تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا متهمة موسكو بعدم الوفاء بتعهداتها لوقف القتال وضمان وصول المساعدة الى البلدات المحاصرة.

وتتعرض حلب، وهي أكبر المدن السورية، لقصف جوي مكثف منذ أسبوعين بعد انتهاء وقف إطلاق النار في 19 سبتمبر الماضي. وقُصف مستشفى الطوارئ الرئيسي في أحياء حلب الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، للمرة الثالثة في أسبوع واحد، وفقا لناشطين.

وأعلنت موسكو نشر منظومة إس 300 المضادة للصواريخ في قاعدتها البحرية بميناء طرطوس السوري، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيجور كوناشينكوف "أذكركم أن نظام أس 300 نظام دفاعي بحت، لا يشكل خطرا على أحد، ولا نفهم لماذا يثير نشر هذا النظام قلق شركائنا في الغرب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان