كيري يؤكد التسوية وحكومة هادي تنفي.. والأزمة اليمنية مازالت مستمرة
كتب – محمد مكاوي:
اختتم وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، زيارة إلى العاصمة العمانية مسقط، في محاولة قد تكون الأخيرة له لاحتواء الصراع في اليمن بحسب متابعين، وغادر منها إلى أبو ظبي معلنا توصل الأطراف اليمنية إلى اتفاق مبدئي بوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة قبل نهاية العام، إلا أن حكومة هادي نفت علمها بهذه التصريحات.
أعلن كيري أن السعودية والحوثيين اتفقوا مبدئيا على وقف إطلاق النار بداية من يوم الخميس المقبل. وقال في تصريحات للصحفيين في ختام زيارة للإمارات إن جميع أطراف الصراع اتفقت أيضا على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية بحلول نهاية العام.
وعمان من الدول العربية القليلة التي تقيم علاقات جيدة مع إيران إذ استخدمت علاقاتها للتوسط في اتفاق بين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء وحكومة هادي الذي يعيش في المنفى بالسعودية. كما أنها الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تنضم إلى التحالف الذي تقوده السعودية بالرغم من أنها تحتفظ بعلاقات جيدة معها.
ولا يزال الصراع على السلطة مستمرًا في اليمن بين الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي والتحالف بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وزير خارجية اليمن، عبد الملك المخلافي، نفى بعد أقل من ساعة من تصريحات كيري علم الحكومة اليمنية بهذه التصريحات. وقال عبر حسابه على توتير إنها "تمثل رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الوصول لاتفاق مع الحوثي بعيدا عن الحكومة".
وقال المخلافي في تصريحات هاتفية لقناة سكاي نيوز عربية، إن "تصريحات كيري تمت خارج نطاق الأمم المتحدة والمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وجاءت بعد اجتماعات مسقط التي لم تحضرها الحكومة اليمنية".
وأضاف "تصريح كيري مستغرب وفيه استهانة بتضحيات الشعب اليمني.. الإدارة الأمريكية تريد تحقيق إنجاز قبل انتهاء ولايتها عبر اتفاق لا أساس له من الصحة".
المحلل السياسي اليمني أبو بكر باذيب، يرى أن تصريحات كيري تأتي في سياق على ما يبدو أنه "اتفاق يراد للمنطقة ويعد في الغرف الدولية المغلقة منذ عدة أشهر".
ويقول باذيب في اتصال هاتفي مع مصراوي، إن "هذه التصريحات جاءت وفق أجندة إقليمية لاعبها الرئيسي التحالف الغربي-الإيراني"، واصفًا إياها بـ"التآمر على المرجعيات الدولي القائمة على قرار مجلس الأمن الذي يرتكز على الانسحاب من المدن وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط".
وأضاف "الحوثيون لم يبدوا أي حسن نية حتى بالإفراج عن المعتقلين أو المختفين القسرين أصحاب الأمراض وكبار السن".
ووصف باذيب تصريحات كيري بـ"تجاوز للحكومة اليمنية وللمرجعيات الأساسية الدولية المعترف بها"، متسائلا "هل يوجد طرف ما سيضغط على الحكومة اليمنية؟ الضغط الأمريكي الذي مورس على السعودية في مجال حقوق الإنسان؟ ما هي الضمانات التي يمكن أن تعطي للإمارات والسعودية والحكومة اليمنية الشرعية؟".
وأشار المحلل السياسي اليمني إلى رفض المجلس الثوري تسليم السلطة إلى المجلس الأعلى. وقال "رفض الحوثيون تسليم السلطة إلى أبناء عمهم.. فهل يشاركون الحكومة الشركة في تشكيل حكومة؟!".
وأعلنت جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه (علي عبدالله صالح)، في يوليو الماضي تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة البلاد يتكون من عشرة أعضاء، وللمجلس الحق في إصدار القرارات واللوائح اللازمة لإدارة البلاد، ورسم السياسة العامة للدولة.
وبدأ التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن حملة عسكرية قبل عام ونصف بقيادة السعودية ضد الحوثيين وأنصار صالح نجحت في تحرير عددا من المحافظات والمدن الجنوبية أبرزها مدينة عدن التي انتقلت إليها الحكومة الشرعية وعدد من السفارات.
وأسفرت الحرب الدائرة في اليمن عن مقتل اكثر من سبعة الاف شخص وجرح نحو 37 ألف آخرين منذ بداية العملية العسكرية للتحالف قبل عام ونصف وتسبب بأزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة إن ملايين اليمنيين يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة، وإن 21 مليون يمني يحتاجون إلى خدمات طبية علما بأن عدة مرافق طبية تعرضت للقصف أو أوقفت خدماتها.
وأعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ بالستي أطلق فجر الثلاثاء من اليمن باتجاه مدينة نجران السعودية. وقال التحالف في بيان إن "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت فجر اليوم الثلاثاء صاروخا بالستيا تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة نجران، وقد تم اعتراض الصاروخ وتدميره بدون أي أضرار".
وأطلق الحوثيون صاروخا قالت السعودية إنها اعترضته على بعد 65 كيلومترا من مكة، إلا أن الحوثيين قالوا إنهم كانوا يستهدفون مطارًا عسكريا في جدة.
فيديو قد يعجبك: