"خلاف عربي – افريقي" في مالابو بسبب المغرب والبوليساريو
كتب - محمد مكاوي:
يبدو أن خلافا عربيا افريقيا يظهر في الأفق بعد انسحاب عدد من الوفود العربية بسبب إصرار الاتحاد الإفريقي على مشاركة وفد جبهة البوليساريو في أعمال القمة العربية الإفريقية الرابعة والتي تتعقد في عاصمة غينيا الاستوائية مالابو.
وأعلنت وفود المغرب السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والأردن واليمن والصومال انسحابها من القمة العربية الإفريقية، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب والافارقة في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، للتحضير للقمة التي انطلقت اليوم الأربعاء.
وخلال الاجتماع اعترض رئيس الوفد المغربي وزير شؤون الهجرة أنيس بيرو على تواجد وفد جبهة البوليساريو، وأعلن انسحاب المغرب من القمة بسبب تواجد الوفد المذكور. كما أعلن السفير أحمد بن عبد العزيز قطان سفير السعودية لدى مصر والجامعة العربية، انسحاب بلاده تضامنا مع المغرب، وقال خلال المجلس الوزاري إن السعودية تساند المغرب في انسحابها من القمة، وكل ما يمس سيادة الدولة المغربية ترفضه السعودية.
واقترح قطان إزالة علم الجبهة من على طاولة الدول المشاركة، حتى يتم التوافق على حل لمواصلة الاجتماعات.
رفض قطان الذي ترأس وفد بلاده في القمة خلال اتصال هاتفي مع مصراوي التعليق على انسحاب الدول العربية. وقال "لا تعليق.. أنا مشغول الآن".
كما أعلن وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي مساندة موقفي المغرب والسعودية، وقال في كلمة خلال الاجتماع إن بلاده تضم صوتها إلى جانب المغرب والسعودية في الانسحاب من القمة، كما أعلنت سلطنة عُمان انسحابها هي الأخرى بحسب ما ذكرته موكالة الأناضول.
وأجرى مصراوي اتصالات بعدد من مسؤولي منظمة الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية للتعليق على انسحاب عدد من الدول إلا أنه لم يجد ردًا.
وكات المملكة المغربية انسحبت من منظمة الاتحاد الأفريقي في عام 1984 على إثر انضمام جبهة البوليساريو إليها، قبل أن يقدم طلبا جديدا للعودة إلى المنظمة الافريقية.
ويقول المغرب إن منطقة الصحراء الغربية تقع ضمن حدوده لكن المجتمع الدولي لا يعترف رسميا بتبعية الصحراء إلى السيادة المغربية.
وسيطر المغرب على معظم أجزاء الصحراء الغربية في عام 1975 بعد انسحاب الاستعمار الإسباني منها لكن الاتحاد الأفريقي يعتبرها دولة مستقلة وتمثلها جبهة البوليساريو التي تنازع المغرب السيادة على منطقة الصحراء الغربية.
وتأسست جبهة البوليساريو في سبعينيات القرن الماضي حين احتضنتها الجزائر ومولتها ليبيا وتزايد الاعتراف بها دوليا. والبوليساريو هي اختصار للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
الدكتورة أماني الطويل الباحثة المتخصصة في الشؤون الافريقية ببمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قالت إنها كانت تتوقع دورا أكبر للجامعة العربية في تلافي هذه الأزمة، مرجحة دورا لمصر في محاولة تقريب وحهات النظر.
وعن عدم سبب انسحاب مصر من القمة مثل الدول العربية الثماني، قالت الطويل خلال اتصال هاتفي مع مصراوي إن مصر تعلم جيدًا آليات العمل في الاتحاد الافريقي التي لن تطرد عضوا (جبهة البوليساريو) بناءً على رغبة عدد من الدول.
وترى الطويل أن العلاقات الخليجية الافريقية ستستمر كما هي علاقات ثنائية بين الدول.
الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قال في كلمته الافتتاحية للقمة إنه "يتفهم تماما اعتذار بعض الدول عن المشاركة في هذه القمة".
وأضاف أبو الغيط " التعاون بين جامعة الدول والاتحاد الأفريقي أمر ضروري وله نتائج مثمرة.. نتفق جميعا بأن السلام والأمن في العالم العربي هو السبيل لتحقيق أهدافنا".
ومن المقرر أن يصدر عن القمة بحسب جول الأعمال الذي أطلع عليه مصراوي كل من "إعلان مالابو للقمة العربية الافريقية – الإعلان حول فلسطين – خطة عمل التعاون الافريقي العربي للفترة من 2017 وحتى 2019 – قرارات القمة العربية الافريقية".
وأكد البيان الختامي للقمة دعم الشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما أكد دعمها الكامل لحكومة الوفاق الوطني الليبية ومطالبة مجلس النواب المنعقد في طبرق بتنفيذ التزاماته – حسبما أفادت وكالة الأناضول.
فيديو قد يعجبك: