لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أطفال الشوارع الهنود يصدرون صحيفة للدفاع عن حقوقهم

12:24 م الثلاثاء 08 نوفمبر 2016

أطفال الشوارع الهنود يصدرون صحيفة للدفاع عن حقوقهم

نيودلهي - (د ب أ)

بعد ظهر يوم قائظ، يجتمع عدد من الأطفال في غرفة جدرانها نابضة بالألوان، في منطقة فقيرة من دلهي قرب واحدة من أكثر محطات الحافلات والسكك الحديدية ازدحاما في المدينة.

ويناقش الأطفال ، وهم يجلسون القرفصاء على الأرض فيما تطن مروحة، موجات تفشى الأمراض المنقولة عن طريق البعوض، مثل شيكونجونيا "مرض فيروسي يسبب حمى وطفحا جلديا"، والحالات الجديدة لاستغلال الأطفال في العمالة بالمدينة.

ويعتبر هذا التجمع في حي "سراي كالي خان" المزدحم، اجتماعا تحريريا للتخطيط للنسخة المقبلة من "بالاك نامه"، أو صوت الأطفال، الصحيفة الوحيدة في الهند التي ينتجها الأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع.

هذه الصحيفة الشهرية بصفحاتها الثماني تتناول القضايا التي تؤثر على الآلاف من الشبان الصغار المحرومين في جميع أنحاء الهند.

ومنذ إطلاقها في عام 2003، نشرت الصحيفة التي يطلق على أعضاء هيئة تحريرها أحيانا "الصحفيون أطفال الأحياء الفقيرة"، قصصا قوية مؤثرة دفعت السلطات للتحرك أحيانا.

وللصحيفة طبعتان باللغتين الإنجليزية والهندية، وتوزع أكثر من 8000 نسخة. كما تشارك في إنتاج الصحيفة "تشيتنا"، وهي منظمة غير حكومية تساعد في إعادة تأهيل أطفال الشوارع.

ويقوم على إصدار صحيفة "بالاك نامه" فريق أساسي من 14 صحفيا، تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 15 عاما، معظمهم كانوا من قبل من أطفال الشوارع أو الأطفال العاملين في دلهي وغيرها من المناطق الواقعة شمالي الهند.

وقبل أن تتجه إلى كتابة التقارير الصحفية، كانت جيوتي، الطالبة حاليا، مدمنة مخدرات ومتسولة وجامعة خرق القماش والمهملات، وتقول "نناقش قضايا مثل الاتجار بالأطفال، وعمالة الأطفال والمخدرات أو الاعتداء الجنسي بين الأطفال".

وتضيف "نصل إلى الأطفال الذين يعيشون في المناطق الفقيرة ومحطات الحافلات أو السكك الحديدية أو تحت الجسور العلوية لفهم المشاكل التي يواجهونها".

كما تضم صحيفة "بالاك نامه" أيضا 64 من العاملين الأصغر سنا لكنهم أميون، لذا فعليهم إملاء قصصهم الخبرية على صحفيين آخرين.

وكان شامبهو، المحرر بالصحيفة، البالغ من العمر 17 عاما، يبيع الخضروات قبل أن يتحول إلى الصحافة بدوام كامل باعتبارها وسيلة لتسليط الضوء على الفقر المدقع والمحن التي يواجهها أطفال الشوارع.

ويوضح "أطفال الشوارع ليست لهم هوية، ولا كرامة. نحن كأشباح يعيشون على هامش المجتمع. الشرطة والمسؤولون ينظرون إلينا باعتبارنا منحرفين ومجرمين صغار، وأخيرا مع بالاك ناما صارت أصواتنا مسموعة".

ووفقا لبعض التقديرات، فهناك ما لا يقل عن 18 مليونا من أطفال الشوارع والأطفال العاملين في الهند.

يقول الصحفيون العاملون فى " بالاك ناما " إنهم يواجهون معارضة وتهديدات عند الكشف عن حالات عمالة الأطفال أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي. وتقول جيوتي إن مجموعة من العاملين فى "بالاك نامه" تمت محاصرتها وتهديدها بالاعتداء عليها قبل بضعة أشهر في أحد الأحياء الفقيرة حيث كانوا يعدون تقريرا عن زواج الأطفال.

وتروى شانو "19 عاما" وهي محررة سابقة، كيف أجبرت الشرطة أطفالا في محطات السكك الحديدية بعدة ولايات على حمل جثث ضحايا الحوادث أو أولئك الذين أقدموا على الانتحار إلى المشارح المجاورة.

كتبت الصحيفة عن هذه الممارسة، كما تقدم الأطفال أيضا بشكوى رسمية للجنة الوطنية لحماية حقوق الطفل. فأصدرت الحكومة إشعارا للشرطة وتم وقف هذه الممارسة.

تساعد "بالاك نامه" أيضا أطفال الشوارع لتلقي تعليم رسمي. يجني المراسلون راتبا يصل إلى نحو 5000 روبية (75 دولارا أمريكيا) كل شهر من منظمة "تشيتنا" لدعم تعليمهم، ونفقاته.

ويؤكد مدير "تشيتنا" سانجاي جوبتا أن "بالاك نامه كانت أداة للتمكين لمئات من الأطفال. وأعطت الفرصة لهم ليعبروا عن أنفسهم ويصبحوا من عوامل التغيير".

ويضيف: " لقد جعلت بالاك نامه أطفال الشوارع واعين بحقوقهم، وأضافت هدفا وغاية لحياتهم " .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان