جامعة الدول العربية "لا حول لها ولا قوة" تجاه أزمة حلب
كتب – محمد مكاوي:
الأحداث تتسارع، مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لبحث الأوضاع في حلب، ومطالبات أخرى بعقد اجتماع للجمعية العمومية للأمم المتحدة، هولندا تستدعي سفير روسيا وإيران للاحتجاج على الأوضاع، أما جامعة الدول العربية فتقرر عقد مجلس طارئ للجامعة على المستوى الوزاري بعد أكثر من أسبوع على تفاقم الأزمة في حلب.
وأعلنت القوات الحكومية السورية المدعومة بالطيران الروسي وميليشيات شيعية مسلحة، يوم الاثنين، السيطرة على مدينة حلب – أكبر المدن السورية – بعدما دخلت المناطق الشرقية التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
وقالت الأمم المتحدة إن القوات الموالية للحكومة السورية، اقتحمت المنازل في حلب الشرقية وقتلت سكانها بمن فيهم النسوة والأطفال. وأضافت إنها حصلت على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنيا أعدموا بشكل فوري في 4 من أحياء حلب الشرقية.
وبعد أقل من 24 ساعة، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة لمناقشة التطورات المتسارعة في مدينة حلب، طالب خلالها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف فوري للمجازر التي ترتكب بحق المدنيين والسماح للمنظمات الإنسانية بإغاثة سكان المدنية والسماح لهم بمغادرة المناطق التي تشكل خطرا على حياتهم.
لكن الحكومة السورية وروسيا تنفيان تلك الادعاءات وتقولان إنها "غير حقيقية".
فيما يعقد مجلس جامعة الدول العربية دورة غير عادية على مستوى وزراء الخارجية العرب مساء يوم الاثنين المقبل، وذلك بناء على طلب دولة الكويت وتأييد عدد من الدول العربية لبحث الأوضاع المأساوية في سوريا خاصة في حلب.
الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات ومدير وحدة الدراسات بدار الخليج الشارقة، يرى أن الجامعة العربية "لا حول لها ولا قوة" تجاه أزمة حلب.
ويقول عبدالله في اتصال هاتفي مع مصراوي، الخميس، إن " المواطن العربي لا يتوقع الكثير من الجامعة ويعرف أن هذه المؤسسة لم تعد فاعلة دبلوماسية أو سياسية ولا يعول عليها في ملفات ساخنة أو حتى الملفات الإنسانية البسيطة".
وعُلّقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في نهاية عام 2011 بناء على قرار مجلس الجامعة.
ويضيف أستاذ العلوم السياسية، أن "الأزمة السورية يديرها قوى كبرى وأخرى إقليمية. دور الجامعة والدول العربية هامشي لا تأثير له".
وعقدت الجامعة العربية أكثر من اجتماع على المستوى الوزاري والمندوبين الدائمين بخصوص الأزمة السورية، وينتهي ببيان يطالب بوقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين ومطالبة مجلس الأمن بالتدخل.
وتوصلت الأطراف في سوريا إلى اتفاق أطلق عليه "اتفاق حلب"، يسمح بمقتضاه بإجلاء المدنيين ومسلحي المعارضة من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية شرقي حلب.
وقالت الحكومة السورية إنه تم اتخاذ جميع الإجراءات استعدادا لإخراج المسلحين من المساحة المتبقية من الجهة الشرقية لمدينة حلب، وذلك بإشراف الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأضافت أنه تم إعداد عدد من الحافلات الكبيرة وسيارات الإسعاف لنقل المسلحين مع عائلاتهم من أحياء صلاح الدين والأنصاري والمشهد والزبدية بالجهة الشرقية من المدينة إلى ريف حلب الجنوبي الغربي.
وخرجت تظاهرات تضامنية دعما لحلب في مختلف مدن العالم بما في ذلك هامبورج ولندن والرباط ووسراييفو واسطنبول.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، أطفأت أنوار برج ايفل وأعربت عمدة المدينة عن أملها في أن تلفت تلك اللفتة الرمزية الأنظار نحو أهمية "التحرك السريع" لإنقاذ سكان المدينة السورية المحاصرة.
وتظاهر عدد كبير من المواطنين الكويتيين والوافدين، الأربعاء، أمام السفارة الروسية بالكويت للتنديد بما يحدث في سوريا واعتراضا على التجاوزات الروسية في حلب .
ورفع المشاركون في الاعتصام لافتات كتب عليها "اغيثوا اخواننا في حلب" ، وأخرى "انها حرب الشياطين "، وطالب المعتصمون وبعض البرلمانيين الكويتيين بطرد السفير الروسي من البلاد .
فيديو قد يعجبك: