إعلان

بعد تفجيرات بروكسل.. داعش يُحذر أنصاره من استخدام الإنترنت بدون "تشفير"

03:28 م الأربعاء 23 مارس 2016

تيليجرام

كتبت - رنا أسامة:

وجّه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مُتابعيه، عبر إحدى القنوات التابعة له على تطبيق التراسُل "تيليجرام"، إلى إرشادات تُجنّبهم كشف هويّتهم من جانب السلطات، في أعقاب إعلانه مسؤولية عن هجمات بروكسل، التي وقعت أمس الثلاثاء، وأسفرت عن سقوط 31 قتيلًا ومئات الجرحى.

وحثّت القناة، التي تحمل اسم "أمن المعلومات"، أنصار داعش، من بلجيكا، على استخدام خاصيّة التشفير، موجّها إياهم إلى كيفية استخدامها لحماية أنفسهم على الفضاء الإلكتروني.

وقال داعش في بيان تحذيري لمُتابعيه: "لا تستخدموا الإنترنت بدون استخدام برنامج تشفير، مثل: تور أو الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN)، التي تُخفي هويّة المُستخدمين الكترونيًا".

وأضاف التنظيم: "من الآن فصاعِدًا، ستعمل وكالات الاستخبارات ليل نهار، في محاولة للقبض على أي (عُنصر جهادي) في بلجيكا، لذا كونوا على أهُبّة الاستعداد".

وتابع: "حاولوا تغيير موقعكم الجغرافي في أسرع وقت مُمكن، ولا تُخبروا أحدًا به، لا تهلعوا، التزموا الهدوء وركّزوا على خطوتكم القادمة، ولا تنسوا أن تُحذّروا إخوتكم".

كما أوصاهم بضرورة تشفير كافة "الملفات المتعلقة بمُخططات الجهاديين"، أو حذفها نهائيًا باستخدام برنامج مُحدّد، مُشيرا إلى برامج عِدة يُمكن لأعضاء "داعش" الاستعانة بها لمسح أي بيانات تحمل إدانة لهم على أجهزة الكمبيوتر، وإخفاء هويّتهم.

1

واعتبرت صحيفة "بيزنس انسايدر" الأمريكية، أن الهدف من وراء تلك الإرشادات لا يقتصر على تعليم المُتابعين كيفية مواجهة تعقّب السُلطات وحسب، وإنما يبعث برسالة تُشير إلى عجز الحكومات الغربية عن اكتشاف المُخططات الإرهابيّة قبل وقوع أي كارثة.

وأشارت إلى اختلاف السياسة التي تنتهجها قناة "أمن المعلومات" عن باقي القنوات التابعة لـ "داعش" على تيليجرام - بما في ذلك المُرتبطة بشكل مباشر بالقيادة المركزيّة للجماعة، ففي الوقت الذي تُحذّر خلاله الأولى "أخوة" داعِش بالبقاء بعيدًا عن مواقع التواصل الاجتماعي، وتجنبّ مُشاركة المعلومات مع الآخرين، تحِث الثانية حثّ مُتابعيها على استخدام "الهاشتاجات" ذات الصِلة بتفجيرات بروكسل، نوعًا من أنواع الدعاية للتنظيم على موقع تويتر.

وفي رسالة إلكترونية للصحيفة الأمريكية، قال مايكل سميث، مؤسس شركة مُكافحة الإرهاب الإلكتروني، كرونوس الاستشارية: "إن استخدام التنظيم تقنيات حديثة في عملياتها الإرهابية، يُزعزِع الثقة في القُدرات التكنولوجية للحكومات، في مواجهة تهديدات داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية."

ولفت "سميث" إلى أن تطبيقات التراسل الآمنة، بما في ذلك "تيليجرام"، باتت تشغل جانبًا كبيرًا من اهتمام وكالات الاستخبارات وسُلطات مُكافحة الإرهاب.

ويأتي هذا الاهتمام، مع تزايد استخدام الإرهابيين وسائل اتصال مُشفّرة، ومعايير تشفير مُعقّدة، لم يُتمكّن من فكّها بعد، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي لـ TrustedSec، التي نقلها لصحيفة "بيزنس انسايدر"، في أعقاب هجمات باريس التي وقعت نوفمبر من العام الماضي.

2

هذا ولم يتم التأكّد بعد عما إذا كانت داعش قد استخدمت التشفير في تفجيرات بروكسل أم لا، وإن كان يُعتقد أن تكون هجمات باريس قد تم التخطيط لها جزئيًا في بلجيكا، لاسيّما وأن تلك التفجيرات جائت بعد أيام من إلقاء القبض على صالح عبد السلام، في العاصمة البلجيكية، للاشتباه في تنفيذه هجمات باريس.

وعلى كُلٍ، فالأمر الوحيد الواضح هو أن تنظيم داعش يدفع أنصاره إلى استخدام التشفير، بكافة الوسائل بما في ذلك: النصوص المُشفّرة، تطبيقات التراسل النصيّة والصوتية، مثل: "تيليجرام ماسنجر، واتس اب، Sure Spot، Silent Circle Text، TrueCrypt، PGP، Veracrypt"، حسبما أفاد الخبير الأمني بشركة كرونوس- مايكل سميث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان