فان دير بيلن أستاذ الجامعة الذي أبعد النمسا عن سيناريو التطرف
كتب – محمد مكاوي:
نجح النمساويون في إبعاد المرشح الرئاسي اليميني المتطرف نوربرت هوفر عن كرس الحكم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل أن تصبح النمسا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تختار رئيسا من اليمين المتطرف، وقرروا انتخاب المرشح المستقل المدعوم من حزب الخضر آلكسندر فان دير بيلِن.
واستطاع فان دير بيلين الحصول على 50.3% من الأصوات، في مقابل منافسه من حزب الحرية اليميني المتطرف نوربرت هوفر الذي حصل على 49.7% وفق ما أعلنته وزارة الداخلية.
ومنصب رئيس الجكهورية في النمسا شرفي أكثر منه مهام وتكليفات، إلا أن الرئيس هو من يختار المستشار (الحاكم الفعلي) وتنصيب الحكومة عقب الانتخابات البرلمانية.
وكان فان دير بلين قد وعد ناخبه بعدم تعيين حكومة يقودها حزب الحرية (أقصى اليمين)، على النقيض من وعود منافسه اليميني هوفر النتمي للحزب المتطرف الذي ينتهج سياسات عدائية تجاه اللاجئين.
وتنتهي ولاية الرئيس الاشتراكي الديمقراطي هاينز فيشر في يوليو المقبل، وذلك بعد أن بقي 12 عاما في السلطة، على أن يتولى الرئيس الجديد الذي ينتخب لولاية من ست سنوات في الثامن من يوليو المقبل.
وفان دير بيلن، البالغ من العمر اثنين وسبعين عامًا هو مُدرِّس العلوم الاقتصادية في الجامعات النمساوية قبل تقاعده، يُعدّ بالنسبة للرافضين لليمين المتطرف في بلاده قاربَ النجاة من هذا التحول نحو الراديكالية في إدارة شؤون البلاد ورفض التنوع الثقافي والديمغرافي الذي يسيء بالضرورة للأجانب والمهاجرين، والمنحدرين من ثقافات مختلفة بحسب تقرير نشرته شبكة يورونيوز.
وأضاف التقرير أن آلكسندر فان بيلن ينحدر هو ذاته من أسرة هولندية مهاجرة إلى النمسا بعد استقرارٍ لبضعة أجيال في روسيا في القرن الثامن عشر، ويَعتبِر نفسه ابن عائلة "لاجئة" من البولشفيين.
وعُرف فان بيلن بقُربه من الأوساط الفنية والنُّخب الثقافية والأقليات. وسبق له النضال في صفوف التيار الاجتماعي الديمقراطي قبل الالتحاق بالخُضر عام 1997 كأحد أبرز القادة.
ونجح المرشح المدعوم من حزب الخضر في تحويل تأخره بعد حصد أغلب الاصوات المرسلة عبر البريد والتي تتجاوز 14% من القاعدة الناخبة.
وفي أول رد فعل عقب خسارته للانتخابات، أكد هوفر أنه لن يطعن على نتيجة الانتخابات في إشارة إلى قبوله بانتيجة وعنملية التصويت، كما دعا المواطنين النمساويين إلى قبول النتيجة وعدم التنازع.
وأشار إلى أنه كان هناك ردود فعل حادة جزئيا على النتيجة على الإنترنت، وقال: "ولكن يتعين على الجميع التكاتف".
ورفض السياسي اليميني التكهنات باحتمال أن يصبح هو ذاته المرشح الأوفر حظا في حزبه عند إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة بعد النتيجة القياسية التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية بحصد نسبة 7ر49 بالمئة من الأصوات.
فيديو قد يعجبك: