بريطانيا تصوت في استفتاء تاريخي على عضويتها في الاتحاد الأوروبي
لندن - (د ب أ):
صوَّت الناخبون البريطانيون، اليوم الخميس، لتقرير هل تبقى بلادهم في الاتحاد الأوروبي أم تغادره، فيما أشارت استطلاعات الرأي قبل التصويت إلى تقدم الجانب المؤيد للبقاء في الاستفتاء الذي قد يرسل موجات صادمة في أنحاء التكتل المكون من 28 بلدا والعالم.
وأشار أحد استطلاعات الرأي الأخيرة قبل فتح باب التصويت إلى تقدم التصويت بالبقاء بنسبة 55% مقابل 45% للمغادرة، وبلغ عدد من شملهم الاستطلاع 4700 شخص على الإنترنت يومي أمس الأول الثلاثاء، وأمس الأربعاء.
ومنح استطلاعان آخران نشرا مساء الأربعاء تقدما واضحا للرغبة في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، لكنهما وجدا أن نحو 12 بالمئة من الناخبين لم يحسموا قرارهم بعد.
وجرى التصويت في 41 ألف مركز اقتراع بينما تسببت الأمطار الغزيرة بفيضانات في لندن وجنوبي البلاد، مما أدى الى اضطراب حركة السفر.
وقال مسؤولون محليون، إن خمسة من مراكز الاقتراع في لندن التي يبلغ عددها 3754 افتتحت في وقت متأخر، من بينها اثنان تم نقل موقعيهما بسبب الفيضانات.
ويمكن أن يكون للطقس تأثير على ما يسمى باستفتاء "بريكست" (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)، الذي يتوقع أن تكون نتيجته متقاربة. ووفقا لاستطلاعات الرأي فالدعم لخيار البقاء قوي نسبيا في لندن.
وستخرج أول إشارة عن أي جانب قد يفوز في الاقتراع مباشرة بعد إغلاق المراكز في الساعة 10 مساء (2100 بتوقيت جرينتش) مع نشر استطلاع على الإنترنت عن قرارات التصويت من قبل مؤسسة "يوجوف" لصالح شبكة سكاي نيوز الإخبارية .
ومن المتوقع صدور النتائج المحلية الأولية في الساعات الأولى من صباح غد الجمعة، على أن تعلن النتائج النهائية في حوالي السابعة من صباح الجمعة. ويبلغ عدد المسجلين ممن يحق لهم التصويت نحو 5ر46 مليون ناخب.
ومنحت مكاتب المراهنات أيضا فرصة أكبر لفوز خيار البقاء.
ولدى وصوله للإدلاء بصوته في لندن قال زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، إن "المراهنين عادة ما ينجحون في تخمين الخيار الفائز".
لكن نايجل فاراج، زعيم حزب استقلال بريطانيا المعارض للاتحاد الأوروبي، قال لوكالة الأنباء البريطانية "برس أسوشييشن" إنه يعتقد أن الحملة الداعية لمغادرة بريطانيا الاتحاد لا تزال لديها "فرصة قوية جدا".
وقال "فاراج" في تصريحات خارج منزله في كينت "الأمر كله متعلق بنسبة المشاركة، وبهؤلاء الراغبين في البقاء داخل الاتحاد من ذوي الإرادة اللينة الذين سيبقون في منازلهم".
وبرغم كونهما خصمين سياسيين، إلا أن زعيم المعارضة كوربين، ورئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، يدعمان كلاهما حملة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وانضم العديد من كبار شخصيات حزب العمال إلى كاميرون في مناسبات الحملة الداعية للبقاء.
وارتكز معظم الجدال بشأن الاقتصاد والهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، لا سيما في الأسابيع القليلة الأخيرة قبل الاستفتاء.
لكن أنصار الدعوة إلى خروج بريطانيا، بقيادة المنتمي لحزب المحافظين المتمرد، بوريس جونسون (عمدة لندن السابق)، وزعيم حزب استقلال البريطاني نايجل فاراج، في حملة منفصلة، حثوا الناخبين على "استعادة السيطرة" على سيادة بريطانيا، والتحكم في الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي من خلال الانفصال عن الاتحاد.
وعلى الجانب الآخر، جادل معسكر الداعين للبقاء بأن الخروج من السوق المشتركة للاتحاد الأوروبي من شأنه أن يضر بالاقتصاد البريطاني وسيكلف خسارة فرص عمل، وهو رأي تشترك فيه دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، وعدد من أبرز خبراء الاقتصاد في العالم.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يضرب الاضطراب أسواق المال إذا صوت البريطانيون، أصحاب ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا، للخروج من التكتل.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي يقرر بلد فيها مغادرة الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، ظلت اتجاهات السوق اليوم الخميس إيجابية ، إذ بلغ الجنيه الإسترليني أعلى مستوى له عند 48ر1 دولار، وكانت مؤشرات الأسهم الأوروبية مرتفعة.
وقال جوشن ستانزل، وهو محلل بشركة "سي إم سي ماركتس" مقره فرانكفورت "إن الأسواق تترقب بوضوح انتصارا لخصوم الداعين لانفصال بريطانيا".
وفي محاولة لتهدئة الأسواق في حالة انتصار المطالبين بالانفصال، علمت وكالة الأنباء الألمانية، أن وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى يعدون بيانا مشتركا.
ويعمل الوزراء بالتنسيق مع البنوك المركزية لبلدانهم، وسينشرون البيان من طوكيو فور ظهور نتيجة الاستفتاء.
وكان كاميرون، تحت ضغط من أعضاء في حزبه المحافظ، وزيادة نسبة المتشككين تجاه الاتحاد الأوروبي بين الناخبين البريطانيين، وعد في عام 2013 بإجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
ودعا إلى الاستفتاء في فبراير الماضي بعد التفاوض على حزمة من الإصلاحات مع التكتل الذي قال إنه أعطى بريطانيا "وضعا خاصا".
فيديو قد يعجبك: