أبرز معلومات عن بوريس جونسون.. رئيس وزراء بريطانيا المحتمل
القاهرة (مصراوي)
ما ان أعلن رئيس الوزراء البريطاني اعتزامه الاستقالة من منصبه على خلفية رفض البريطانيين البقاء في الاتحاد الأوروبي، حتى ثارت التكهنات بشأن من يخلف ديفيد كاميرون في قيادة المملكة المتحدة في حقبة ما بعد الخروج من الكتلة الأوروبية.
عديد من الأسماء طفت على السطح من وزير العدل مايكل غوف إلى ووزيرة الداخلية تريزا ماي، لكن عمدة لندن السابق بوريس جونسون كان في صدارة تلك التكهنات؛ فالصحفي السابق كان من أبرز وجوه إن لم يكن الوجه الأبرز في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإصابة أوروبا والعالم بصدمة قد تأخذ الكثير من الوقت حتى تتعافى منها.
يعد جونسون المولود في 19 يونيو 1964، في مدينة نيويورك الأمريكية ولا يزال يحمل الجنسية الأمريكية، أحد أبرز السياسيين على الساحة البريطانية منذ انتخابه عمدة لندن في 2008.
ينحدر جونسون من جذور تركية، فجده الأكبر، علي كمال وهو صحفي تركي كان لفترة وجيزة وزيرا للداخلية في حكومة أحمد توفيق باشا، الصدر الأعظم للإمبراطورية العثمانية.
فيما بعد انتقل جده عثمان علي في عشرينات القرن الماضي إلى بريطانيا، القوة الاستعمارية العظمى آن ذاك، وغير اسمه إلى ويلفريد جونسون.
ويعد من الطبقة العليا الانجليزية بالنظر إلى أن والده كان أيضا سياسيا محافظا الذي انتقل بعائلته في مطلع سبعينات القرن الماضي للعيش في بروكسل بعد أن حصل على وظيفة في المفوضية الأوروبية حيث كان مسؤولا عن السيطرة على التلوث.
هناك في عاصمة الاتحاد الأوروبي ذهب بوريس جونسون إلى المدرسة الأوروبية في العاصمة البلجيكية، وزامل زوجته المستقبلية مارينا ويلر، ابنة الصحفي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تشارلز ويلر.
لكن مع حلول 1973، لم تعد الأمور بين والديه على ما يرام فانتقل إلى انجلترا ليكمل تعليمه هناك.
تخرج بوريس جونسون من جامعة أوكسفورد، حيث درس "الادب الكلاسيكي" وانتخب رئيسا لاتحاد الطلاب في الجامعة العريقة في 1986. وفي عامه الأول في الجامعة التقى أليجرا موستين-أوين، التي كانت تدرس خلال وقت فراغها وسرعان ما وقع في حبها حتى تزوجها في 1987 عندما كانا في عمر 23 سنة. لكن زواجهما لم يستمر سوى أقل من ثلاث سنوات.
ومع تخرجه عمل صحفيا في جريدة التايمز، لكنه فصل منها في وقت لاحق لخيانته الأمانة الصحفية. فيما بعد أصبح مراسل صحيفة التليجراف في بروكسل حيث مقر الاتحاد الأوروبي.
مضى بوريس جونسون من نجاح إلى نجاح في عالم الصحافة حتى تولى رئاسة تخرير مجلة "اسباكتاتور" في أواخر تسعينات القرن المنصرم. لكن حلم السياسة ظل يراوده؛ ففي 2001 انتخب عضوا في مجلس العموم البريطاني.
طول الفترة من 2001 حتى 2008 عندما أصبح عمدة لندن، عرف جونسون بزلات لسانه واعتذاراته أكثر مما أنجزه كعضو في البرلمان. ومع حلول انتخابات عمدة مدينة الضباب سعى حزب المحافظين وراء اسماء تستطيع أن تنافس كين ليفينجستون الذي كان قد مضى عليه في المنصب الرفيع ثماني سنوات.
لم يكن هناك في الحزب من يستطيع انجاز تلك المهمة سوى جونسون.
ومع تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي، يُحمل بعض المعلقين جونسون بعض المسؤولية عن العداء البريطاني الكامن للاتحاد نظرا لتقاريره الصحفية التي كان يبعث بها من بروكسل إلى التلجراف.
يقول الكاتب مارتن فليتشر، الذي عمل من قبل محررا مشاركا لصحيفة التايمز، إن "تقارير جونسون التي تهاجم وتشكك في قدرات الاتحاد الأوروبي حتى وصلت إلى حد الاستهزاء، واعتبار أن الاتحاد الأوروبي وسيلة لتقويض بريطانيا، دفعت بقية الصحف البريطانية إلى التنافس والانقسام بصورة أضحت أشبه بالمزحة التي تحولت إلى حملة لقيادة فكر الخروج من الاتحاد".
ويضيف فلتشر في مقال نشره قبل الاستفتاء بيومين في صحيفة نيويورك تايمز، إن بعض الصحف الشعبية في بريطانيا بدأت تطلب من مراسليها السير على خطى تلك التقارير التي كان يبعث بها العمدة السابق.
رغم ذلك يبقى جونسون شخصية مثيرة للجدل في السياسة والصحافة البريطانية، حتى بعد أن ظن البعض أن نجمه بدأ يخفت مع تركه منصب عمدة لندن ونجاح حزب العمال في الدفع بصديق خان لخلافته ليصبح بذلك اول عمدة مسلم للعاصمة البريطانية.
فيديو قد يعجبك: