ماذا يحدث في أحدث دولة بالعالم؟
كتب – عبدالله قدري:
وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات جيش جنوب السودان (الحكومي) والمتمردين الذي يتزعمهم ريك مشار النائب الأول لرئيس جمهورية في جنوب السودان العاصمة جوبا، منذ السابع من يوليو الجاري.
وتأجج الصراع وزادت وتيرته، اليوم الاثنين، و تبادل الطرفان تحميل الآخر مسؤولية القتال، لاسيما أنه وقع بعد يوم واحد من دعوة مجلس الأمن الدولي طرفي الصراع إلى وقف القتال الذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وامتد القتال بينما كانت جنوب السودان – أحدث دولة في العالم –تستعد لإحياء الذكرى الخامسة على استقلالها عن السودان، بموجب استفتاء شعبي تم إجراءه في يوليو 2011، وفق ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.
وذكرت وسائل إعلام سودانية، عن شهود عيان قولهم إن إطلاقا كثيفا للنيران بدأ منذ الصباح في منطقة جبل (كجور) حيث مقر إقامة مشار وقواته.
وبحسب شهود العيان، فإن القوات الحكومية شوهدت تتراجع عن منطقة (الجبل) وسط المدينة بعد فترة قصيرة من الهدوء، حيث استخدمت أسلحة ثقيلة، كما سمع اطلاق نار في نواحي قودلي وتوقنبق بالقرب من مطار جوبا.
ويعود الصراع بين الطرفين، حين أقدم رئيس جنوب السودان سلفاكير على إقالة حكومته في ديسمبر 2013، واتهام نائبه مشار بالتخطيط للانقلاب عليه، ومنذ ذلك الحين، والصراع ممتد بين أنصارهما، والذي نزح على إثره أكثر من 2 مليون شخص.
من جانبه، قال مصدر في وزارة الصحة لصحفية “سودان تربيون" إن 272 شخصا من بينهم 33 مدنيا قتلوا يوم الجمعة. وبعد فترة هدوء وجيزة يوم السبت، بدا أن القتال الذي تجدد أمس الأحد أشد عنفا.
ونددت الأمم المتحدة بالقتال الذي وقع أمام مقار تابعة لها في منطقة جبل جوبا، كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن اثنين من جنود قوات حفظ السلام الصينية قتلا جراء أثناء القتال الدائر.
ويخشى المجتمع الدولي من انزلاق جنوب السودان إلى أتون حرب أهلية شاملة، قد تؤدي إلى نزوح الملايين كما حدث في الحرب الأهلية التي اندلعت في 2013، وامتدت على أساس عرقي بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها رئيس جنوب السودان سيلفا كير والتي تمثل الأغلبية، وبين قبيلة النوير التي ينتمي إليها نائبه مشار.
احتواء الموقف
في السياق ذاته، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش موقف مجلس الأمن الدولي حيال الأزمة في جنوب السودان.
واتهمت المنظمة مجلس الأمن باعتماد "استراتيجية خاسرة" في جنوب السودان، بينما أعلنت ا لولايات المتحدة إجلاء موظفيها الأساسيين من جوبا عاصمة جنوب السودان بسبب القتال الدائر هناك.
وطالبت المنظمة في بيان صادر عنها، مجلس الأمن، أن يعلن" بوضوح أن الهجمات على مدنيين لن تكون مقبولة وأن القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة ستستخدم كل القوة التي يسمح بها تفويضها وقدراتها العسكرية لحماية المدنيين".
من جانبه، دعا بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن يوم الاثنين لفرض حظر للسلاح على جنوب السودان ومعاقبة القادة السياسيين والعسكريين الذين يعرقلون تنفيذ اتفاق السلام كما دعا إلى تعزيز قوة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية.
ونقلت وكالة رويترز عن بان قوله "إنه حان الوقت لتعزيز عمل الأمم المتحدة على نطاق واسع" مضيفًا أن القتال امتد إلى مناطق خارج جوبا في الولاية الاستوائية الوسطى بوسط البلاد.
وأعلن أنه سيجتمع مع الدول الأعضاء بمجلس الأمن غدًا الثلاثاء، لمناقشة الوضع في جنوب السودان، وما قد يستجد من أحداث إزاء هذا الصراع.
وقف القتال
و قال ريك مشار نائب رئيس جنوب السودان لإذاعة آي المستقلة إنه أمر قواته بوقف إطلاق النار يوم الاثنين ردا على خطوة اتخذها منافسه الرئيس سلفا كير الذي أمر قوات الجيش في وقت سابق بوقف القتال.
ونقلت وكالة رويترز عن الإذاعة "أعلن الرئيس وقف إطلاق النار من جانب واحد.. وأود أن أرد بالمثل على إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد."
وأضاف أنه أمر ببدء وقف إطلاق النار الساعة الثامنة مساء، أي بعد ساعتين من الموعد النهائي الذي حدده كير.
استقطاب حاد
وتبادل الطرفان الاتهامات، وقال القيادي في المعارضة المسلحة تعبان دينق، إن على جميع الأطراف الالتزام واحترام اتفاقات السلام بين رئيس الجمهورية ونائبه ووقف إطلاق النار.
بينما اتهم مايكل مكوي وزير الإعلام والاتصالات، قوات مشار بخرق عملية السلام، وطالبهم بتحمل مسؤوليتهم تجاه الصراع.
ويخشى كثيرون من أن عدم سيطرة كلًا من سيلفا كير ومشار على أنصارهما، وأن يخرج القتال عن حدود سيطرتهما، وهو ما يعرض البلد حديثة النشأة إلى الهاوية.
فيديو قد يعجبك: