سنوات الدم في فرنسا.. شبح الإرهاب يحوم في بلد النور
كتب - ندى الخولي ومصطفى ياقوت:
على مدار السنوات الماضية، شهدت فرنسا أحداث عنف دامية، حولت الجمال والبهجة في بعض مدنها إلى أشباح قتل ورائحة موت منتشرة في كل مكان.
وعلى الرغم من أن القتل واحد والموت واحد، إلى أن طبيعة العنف تزداد قسوة في تطور نفسي مرعب لآلة القتل التي وصلت لدهس الناس في الشوارع؛ إذ أعلنت الحكومة الفرنسية ارتفاع عدد قتلى عملية الدهس في نيس الفرنسية إلى 84 شخصاً وإصابة أكثر من 100، منهم 18 جريحاً حالتهم "حرجة للغاية"، كما أفادت أن عدد القتلى مرشح للارتفاع.
وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا أواند، إنه سيتم تمديد الطوارئ لثلاثة أشهر، وسيعرض المقترح على البرلمان.
أحداث نيس سبقتها، أحداث عنف بمدينة مارسيليا الفرنسية التي شهدت في منتصف يونيو الماضي، تورط مشجعين بريطانيون في اشتباكات مع الشرطة الفرنسية ومشجعين منافسين في اليوم الذي لعب فيه منتخبهم أولى مبارياته في بطولة أمم أوروبا 2016، وهو ما انتقده الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) وقال إنه "يدين بشدة الأحدث في مرسيليا وأن ضلوع الجماهير في مثل أعمال العنف هذه ليس له مكان في كرة القدم".
نوفمبر ٢٠١٥.. هجمات باريس الدامية
وفي نوفمبر 2015، شهدت باريس سلسلة هجمات إرهابية، شملت عمليات إطلاق نار جماعي، وتفجيرات انتحارية، واحتجاز رهائن -تحديدًا في مسرح باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون- حيث كان هناك ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ملعب فرنسا في ضاحية باريس الشمالية وتحديداً في سان دوني، بالإضافة لتفجير انتحاري آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع أخرى.
حيث اقتحم مسلحين مسرح باتاكلان، وأطلقوا النار بشكل عشوائي، واحتجزوا رهائن، ومن ثم داهمت الشرطة المسرح، وأنهت عملية الاحتجاز في المسرح، بعد تفجير ثلاثة من المهاجمين أنفسهم، كانت حصيلة الخسائر البشرية ١٣٠ شخصًا وجرح 368 آخرين.
وأمر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بنشر الجيش في أنحاء العاصمة الفرنسية.
يناير ٢٠١٥.. هجوم شارل إيبدو
في السابع من يناير العام الماضي، شهدت صحيفة شارل إيبدو الفرنسية الساخرة، هجومًا عنيفًا، باقتحام ملثمين مقر الصحيفة في باريس وفتحوا النار على العاملين بالصحيفة باستخدام الكلاشنكوف، وقتلوا اثني عشر شخصًا وأصابوا أحد عشر آخرين.
وفي 14 يناير من العام الماضي، ظهر تسجيل مصور تبنى فيه تنظيم القاعدة العملية وقال فيه المتحدث باسم التنظيم أن العملية تمت بأمر زعيم التنظيم أيمن الظواهري.
وأعلنت فرنسا أنها ستنشر عشرة آلاف جندي لتعزيز الأمن عقب الهجمات الدموية التي وقعت بشكل متتابع، وأنها سترسل الآلاف من قوات الشرطة لتأمين المدارس اليهودية.
وأدت الهجمات التي استهدفت مقر مجلة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة، وهجمات منفصلة استهدفت رجال شرطة واحتجاز رهائن في متجر كوشير اليهودي، إلى مقتل 17 شخصا.
وسبق الهجوم المسلح على الصفيحة، واقعة أخرى في نوفمبر ٢٠١١، اندلع حريق هائل في مكتب الصحيفة بعدما ألقى متطرفون قنابل المولوتوف عليها، ردا على إصدار عدد خاص من المجلة يحتوي صورة كاريكاتورية تسخر من النبي محمد.
ديسمبر ٢٠١٤.. مخاوف "الإرهاب" تتحقق
قبل الهجوم على صحيفة شارل إيبدو، شهدت فرنسا خلال الشهر الأخير من عام ٢٠١٤، هجومين إرهابيين، إضافة إلى حادث دهس متعمد، نفذه "مختل نفسياً"، أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، مما أثار مخاوف من أن تكون الدولة الأوروبية تقف على حافة "هجوم إرهابي كبير"، وهو ما تحقق بالفعل بعد عدة أسابيع في صحيفة "شارل إيبدو".
وأعلنت السلطات الفرنسية في هذا الوقت أن هناك نحو 390 "متشددًا" فرنسيًا يشاركون في المعارك ضمن "جماعات جهادية" في سوريا والعراق، كما يُعتقد أن 231 آخرين في طريقهم إلى هناك.
ووفق تلك الأرقام، فقد قُتل 51 على الأقل من الفرنسيين في تفجيرات انتحارية وفي عمليات قتالية بكلا الدولتين العربيتين، بينما غادر 234 فرنسياً مواقع القتال، عاد منهم 185 إلى فرنسا.
مارس ٢٠١٢.. ٣ هجمات في بتولوز ومونتوبان
نفذ محمد مراح 3 هجمات متفرقة في بتولوز ومونتوبان في مارس 2012 أودت بحياة 7 أشخاص، بينهم ثلاثة عسكريين وثلاثة أطفال، وتمكنت الشرطة الفرنسية بعد مقاومة طيلة 30 ساعة من تصفيته، بعد أن وصفته السلطات الفرنسية بـ"جهادي يعمل مستقلاً على نهج تنظيم القاعدة".
يناير ٢٠١٢.. الهجوم على متجر يهودي
شهدت مدينة بورت دو فانسان شرقي باريس، هجوما مسلحا على متجر لبيع المنتجات اليهودية، حيث قتل المسلح شرطية بإطلاق النار عليها واحتجز أربعة زبائن، قبل أن تتمكن قوات الأمن الخاصة من تصفيته وتحرير الرهائن.
نوفمبر 2011.. حرق شارل إيبدو
في أواخر عام ٢٠١١؛ امتدت يد التطرف لقلب باريس، في هجوم بزجاجات المولوتوف، على مقر صحيفة شارلي إيبدو، على خلفية نشرها لرسوم مسيئة للنبي محمد.
إبريل ٢٠٠٨.. حرق مسجد وتدمير مقابر للمسلمين
ولعل ما حدث قي تولوز الفرنسية في إبريل 2008، من قيام متشددين بإحراق مسجد السلام، وتدمير 148 مقبرة للمسلمين ب"نوتردام دو لوريت" شمالي فرنسا، كان بمثابة بادرة لتطرف طائفي، ظهر جليًا عقب إحباط محاولة تفجير كاتدرائية ستراسبورج في احتفالية عيد الميلاد لعام 2000.
وقبل قرابة الـ21 عامًا، وتحديدا في يوليو عام 1995، شهدت عاصمة النور، انفجارًا مروعًا بمحطة مترو سان ميشال في قلب الحي اللاتيني؛ مما أسفر عن مصرع 8 أشخاص، وإصابة نحو 150 آخرين، قبل أن توجه الشرطة الفرنسية أصابع الاتهام للفرنسي ذو الأصول الجزائرية، رشيد رمضة، بتهمة زرع عبوة ناسفة بالمحطة.
وفي ديسمبر من العام التالي لتفجيرات سان ميشال، راح 4 فرنسيين، ضحية لهجوم مشابه، بمحطة بور ريال، جنوب باريس، فيما أصيب 91 آخرين، وبالرغم من كونه أبرز الأحداث الذي شهدها عام 1996، لكنه لم يكن اعمل الإرهابي الأوحد الذي شهدته فرنسا هذا العام، حيث سبقه بشهور محاولات من عناصر جماعة مسلحي "روبيه" التابعة لتنظيم القاعدة لاستهداف شرطيين ومدنيين، أسفرت عن مقتل مواطن وإصابة 2 آخرين، أحدهما ضابط شرطة.
فيديو قد يعجبك: