بعد هجوم ميونخ.. الإرهاب يتوغّل داخل أوروبا
كتبت ـ هاجر حسني:
شهدت دول أوروبا سلسلة من الهجمات الإرهابية خلال الأشهر الماضية، راح ضحيتها ما يقرب من 200 شخص وإصابة آخرين، اختلفت في طريقة تنفيذها ولكن هدفها كان واحدا وهو ضحايا أبرياء.
"ميونخ".. الهجوم الأخير
تعرضت ألمانيا، أمس الجمعة، إلى هجوم إرهابي وقع في "ميونخ" على يد مسلح، أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 27 شخصا بينهم عدد من الأطفال، واستندت التقارير الأولية بشأن ضلوع 3 مهاجمين في الحادث عندما رأى شهود شخصين يغادران موقع الحادث مسرعين. لكن تأكدت الشرطة من أنهما غير متورطين في إطلاق النار، فيما شنت الشرطة في البداية حملة أمنية ضخمة لتعقب المهاجمين المفترضين.
وبحسب وكالة رويترز، قال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، اليوم السبت، إن إطلاق النار الدامي الذي وقع في ميونيخ هجوم إرهابي مقيت استهدف إثارة الخوف في ألمانيا بعد استهداف فرنسا الأسبوع الماضي، وأضاف "ألمانيا ستقاوم، وبإمكانها الاعتماد على صداقة فرنسا وتعاونها".
وتقول الشرطة الألمانية إن المسلح الذي قتل 9 اشخاص رميا بالرصاص في مدينة ميونيخ بولاية بافاريا الجمعة، كان مهووسا بهجمات اطلاق النار الجماعية، ولم تكن له أي ارتباطات بالتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الاسلامية"، وأكدت ان ثمة ارتباط واضح بين المهاجم والقاتل النرويجي اندرز بيهرينغ بريفيك الذي قتل نحو 92 شخصا في هجمات نفذها في العاصمة اوسلو وحولها قبل 5 اعوام بالضبط.
وقالت الشرطة للصحفيين إن رجالها الذين فتشوا الغرفة التي كان يقيم فيها عثروا على قصاصات من صحف تتعلق بهجمات مماثلة، بما فيها مقال عنوانه "لماذا يقتل الطلاب؟"، وتحقق الشرطة فيما إذا كان المهاجم قد اقنع ضحاياه بالتوجه إلى مطعم معين من خلال دعوة نشرها في موقع فيسبوك، حيث ثمة شكوك بأنه استخدم حسابا وهميا تحت اسم فتاة لدعوة عدد من الاشخاص إلى أحد مطعم الوجبات السريعة في مجمع أوليبميا التجاري حيث نفذ هجومه.
يذكر أن المسلح، وهو إيراني الأصل يبلغ من العمر 18 عاما، كان من مواليد ميونيخ وكان يحمل مسدسا من طراز غلوك عيار 9 مم. وانتحر المسلح بإطلاق النار على نفسه.
فرنسا.. تمديد الطوارئ
وقبل يومين وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب) على تمديد حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر، وذلك بعد مرور خمسة أيام على اعتداء نيس الذي أودى بحياة 84 شخصاً، فيما توقع رئيس الوزراء مانويل فالس هجمات جديدة تقتل أبرياء، في وقت دعا الرئيس الألماني يواخيم غاوك، أوروبا، إلى التكاتف في مكافحة الإرهاب، بينما أعلنت الشرطة الأوروبية، أنه ليست هناك علاقة مباشرة لمنفذي هجومي نيس وفورتسبورغ مع تنظيم داعش.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في وقت سابق إن المهاجم الذي دهس بشاحنة حشودا في مدينة نيس الساحلية قتل 80 شخصا وأصاب 18 آخرين بجروح خطيرة، وقال كازنوف للصحفيين بعد ساعات على الهجوم الذي وقع بينما كان الناس يشاهدون ألعابا نارية احتفالا بالعيد الوطني لفرنسا "نحن في حالة حرب مع إرهابيين يريدون إيذائنا مهما كلف الأمر".
وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، في خطاب متلفز وقتها إن "فرنسا تحت تهديد إرهاب الإسلاميين"، موضحا أن بلاده ستعزز وجودها العسكري في سوريا والعراق، مضيفا أنه قرر "تمديد حالة الطوارئ 3 أشهر إضافية"، ونشر 10 آلاف عنصر أمن إضافي في عدد من الأماكن في فرنسا.
وعقب هجمات نيس حذرت الشرطة الأوروبية "يوروبول" من وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية، على غرار هجوم نيس في فرنسا وهجوم فورتسبورغ في ألمانيا، وجاء في تحليل للشرطة الأوروبية بشأن الهجومين نشرته، في لاهاي، أن الهجمات التي ينفذها أفراد على غرار هجوم نيس وهجوم فورتسبورغ هي تكتيك مفضل لدى كل من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، ورأت الشرطة أن الحركتين ناشدتا المسلمين في الدول الغربية أكثر من مرة، تنفيذ هجمات فردية في الدول التي يعيشون بها".
بلجيكا.. تفجيرات متتالية
في مارس الماضي، أعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية وقوع انفجاران متتاليان في مطار بروكسل الدولي ومحطة مترو "مالبيك"، حيث أدت الهجمات إلى وقوع 34 قتيلا 136 جريحا، فيما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول محلي القول إن المهاجمين أتوا في سيارة أجرة بحقائب السفر الخاصة بهم وكانت القنابل داخلها.
وكشفت السلطات البلجيكية عن هوية انتحاريين في هجمات بروكسل، وقالت إنهما الأخوان خالد وإبراهيم البكراوي، اللذان يحملان الجنسية البلجيكية، وقال المدعي العام إن إبراهيم كان طرفا في تفجيرات مطار زافنتام، الذي أسفر عن مقتل 11 شخصا، بينما فجر خالد نفسه في محطة قطار أنفاق مالبيك، وهو ما أدى إلى مقتل 20 شخصا.
فيديو قد يعجبك: