لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اردوغان في روسيا لفتح "صفحة جديدة" في العلاقات مع بوتين

10:55 ص الثلاثاء 09 أغسطس 2016

رجب طيب اردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

سان بطرسبورج – (أ ف ب):

يعتزم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فتح "صفحة جديدة" في العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في سان بطرسبورغ بعد اشهر من الفتور الدبلوماسي بين البلدين، في وقت يواجه خلافا مع الغرب.

وهي أول زيارة يقوم بها اردوغان الى الخارج منذ محاولة الانقلاب في 15 يوليو وما تلاها من حملة تطهير غير مسبوقة اثارت انتقادات شديدة من الغربيين.

كما تأتي الزيارة تتويجا للمصالحة التي تحققت قبل شهر بين البلدين بعد ان اعرب الرئيس التركي عن "أسفه" لإسقاط سلاح الجو التركي طائرة مقاتلة روسية فوق الحدود السورية في نوفمبر.

وقال اردوغان في مقابلة اجرتها معه وسائل إعلام عامة روسية "تبدو لي هذه الزيارة مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، انطلاقة من الصفر"، وفق الترجمة الروسية لما قاله.

وتابع "أن بلدينا طرفان أساسيان في المنطقة لديهما امور كثيرة يمكنهما القيام بها معا".

وصدرت تصريحات مماثلة من الجانب الروسي إذ توقع المستشار في الكرملين يوري اوشاكوف "لقاء غاية في الأهمية" يجري خلاله بحث إعادة "العلاقات الروسية التركية في مختلف المجالات مرحلة بعد مرحلة" ومناقشة الوضع في سوريا.

وقال اوشاكوف للصحافيين إن توجه اردوغان إلى سان بطرسبورغ في شمال غرب روسيا بعد محاولة الانقلاب "إنما هو دليل على أن الأتراك مهتمون فعلا بإعادة العلاقات مع روسيا".

وكان بوتين من القادة الأجانب الأوائل الذين اتصلوا باردوغان للتنديد بمحاولة الانقلاب، ولم يبد التحفظات ذاتها التي أعرب عنها القادة الأوروبيون حيال حملة القمع التي تلتها.

وأورد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تحليل أنه حتى لو كانت العلاقات بين موسكو وأنقرة "لديها هي أيضا ما يؤثر على ثباتها، إلا ان تدهور العلاقات مع القوى الغربية من شأنه تسريع التقارب" بين البلدين.

- علاقة براجماتية -

وأثار إسقاط الطائرة الحربية الروسية عند الحدود السورية أزمة خطيرة في العلاقات بين موسكو وأنقرة وحمل روسيا على اتخاذ تدابير اقتصادية ضد تركيا.

وتفيد أرقام أعلنها الكرملين أن المبادلات التجارية بين البلدين تراجعت بنسبة 43% الى 6,1 مليارات دولار بين يناير ومايو الماضيين.

لكن بعد أشهر من الخصومة وتبادل الهجمات الكلامية بين الرئيسين، تجاوبت موسكو بسرعة لم تكن متوقعة مع بادرة أنقرة وأمرت برفع العقوبات المفروضة على القطاع السياحي التركي الذي يعتبر أساسيا في اقتصاد هذا البلد وقد تضرر كثيرا جراء مقاطعة السياح الروس الذين تراجعت أعدادهم بنسبة 93% في يونيو بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام 2015.

كما من المتوقع إعادة احياء مشروع مد انبوب الغاز "تركستريم" إلى اوروبا الذي يفترض أن ينقل 31,5 مليار متر مكعب سنويا إلى تركيا عبر البحر الأسود ومحطة اكويو النووية التي ستبنيها روسيا.

وأكد اردوغان منذ الآن استعداده "لاتخاذ تدابير فورية" لتحريك هذا المشروع.

وقال الكسندر بونوف من مركز كارنيغي للدراسات في موسكو "ما سنشهده هو علاقة أكثر متانة ولكن ذات طابع تغلب عليه البراجماتية، لا تقوم على علاقة شخصية أو ايديولوجية وإنما على المصالح العملية المشتركة".

كذلك رأى المحلل الروسي فيودور لوكيانوف رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع "من الواضح أن روسيا هي في الوقت الحاضر شريك مهم لتركيا، في وقت شهدت علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة تدهورا واضحا (...) ولم تتحقق تطلعاتها الى تغيير سريع للنظام في سوريا".

وتابع أن الأمر نفسه ينطبق على روسيا مستخلصا أن "البلدين بحاجة أحدهما إلى الآخر" لإيجاد حل للنزاع في سوريا.

وإن كان اردوغان لا يزال مصرا على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، وهو ما تعارضه موسكو بشدة، إلا أنه أقر بالدور الأساسي الذي تلعبه روسيا في تسوية النزاع، في مقابلة مع وسائل إعلام روسية عامة.

وقال اردوغان أن "روسيا لاعب اساسي وشديد الأهمية من أجل احلال السلام في سوريا" مشيرا إلى أن "هذه المشكلة ينبغي تسويتها من خلال تدابير مشتركة تتخذها روسيا وتركيا".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان