"حرب على الجدار".. مأساة سوريا على جدار برلين
برلين - (أ ش أ):
"إبراهيم حسن" ذو الـ8 سنوات، من قرية صوران الواقعة شمال حلب.. في الساعة التاسعة من صباح 25 ديسمبر 2013 سقطت قذيفة على منزله فانفجر فرن كان ينام بجانبه، وأصيب بجروح بالغة في الوجه والساق. تم نقله بسيارة إسعاف إلى مدينة غازي عنتاب التركية للعلاج.
عبر والداه الحدود سيرا على الأقدام لأنهما لم يتمكنا من الحصول على تصريح لدخول تركيا. لمدة 45 يوما كان على "إبراهيم" أن يبقى في غرفة معقمة فيما خضع لثلاثة عمليات لتثبيت فكه الذي لم يعد يمكنه استخدامه. اقترض أبوه 5 آلاف دولار لإجراء عملية عاجلة له لأن منظمات الإغاثة رفضت دعمه.
كان من المقرر أن يجري الطفل عملية أخرى في 25 أغسطس 2014 لكنها ألغيت بسبب عدم وجود أموال".. هذه الكلمات الصادمة هي أول ما يراه زوار "جدار برلين" الذي شق فيما مضى العاصمة الألمانية وكان رمزا لمأساة تقسيم أوروبا قبل أن يتحول إلى أحد أهم المعالم السياحية في القارة.
وعلى مساحة 360 مترا من بقايا الجدار التاريخي، أقام الفنان الألماني كاي فيدنهوفر معرضا عن المأساة التي تغرق فيها سوريا منذ أكثر من 5 أعوام تحت عنوان "حرب على الجدار".
يضم المعرض، الذي افتتح في 23 يوليو الماضي ويختتم نهاية سبتمبر الجاري، 22 صورة بانورامية عملاقة - بطول 3 أمتار وعرض 9 أمتار لكل صورة - للدمار الذي لحق بالمدن السورية، لاسيما مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية، والتي زارها فيدنهوفر مرتين خلال العام الماضي. كما يضم المعرض أيضا 42 صورة لضحايا الحرب السورية – بطول 3 أمتار وعرض مترين لكل صورة – مصحوبة بقصص مفصلة باللغتين الألمانية والإنجليزية لمصير أصحاب هذه الصور.
وقال منظم المعرض -في بيان منشور على موقعه الإلكتروني- إن "الكثير من المشاهدين قد يجدون هذه الصورة مرعبة، لكنها يمكن أن تمثل نقطة انطلاق لتغيير فعال. يجب أن تصدمنا هذه الصور لإيقاظنا من حياتنا الدافئة المريحة".
وأضاف "ومن مفارقات الحرب أن إصابة شخص واحد تترك في نفوسنا انطباعا أكبر، فالشخص الذي يمكنك أن تراه وتعرف اسمه ومصيره يؤثر فينا أكثر مما تفعل الأرقام الكبيرة من الضحايا"، مشيرا إلى مقولة الزعيم السوفيتي السابق جوزيف ستالين الذي قال إن "وفاة شخص واحد مأساة، أما وفاة مليون فمسألة إحصائية".
كما يعمل المعرض على تعريف مواطني ألمانيا التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في أوروبا بقضايا هؤلاء اللاجئين، ورفع درجة الوعي المجتمعي بكيفية التعامل معهم. ومن المتوقع أن يبلغ عدد زوار المعرض بنهاية الشهر الجاري ما يزيد عن 300 ألف زائر.
يذكر أن جدار برلين الذي أقيم المعرض على بقاياه كان يبلغ طوله 155 كيلو مترا بارتفاع 3.6 مترا، وقد أقيم في 13 أغسطس 1961 للفصل بين برلين الغربية التي وقعت في أعقاب الحرب العالمية الثانية تحت سيطرة القوى الغربية المنضوية تحت لواء حلف الناتو، وبرلين الشرقية التي وقعت تحت سيطرة القوات السوفيتية وحلفائها ضمن حلف وارسو. وبعد 28 عاما على بنائه، وعلى خلفية عدة أيام من الاضطرابات والفوضى والمظاهرات التي هزت شقي العاصمة الألمانية تم اختراق الجدار في 9 نوفمبر 1989 قبل أن يتم هدمه نهائيا في وقت لاحق.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: